قال ضباط في الشرطة إن نحو مليون جزائري احتشدوا في وسط العاصمة أمس الجمعة للمطالبة باستقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في أكبر مظاهرة منذ انطلاق الاحتجاجات قبل حوالي ستة أسابيع. وتجمع هذا العدد الضخم بعد أيام من دعوة الجيش لتنحي الرئيس الموجود بالسلطة منذ 20 عامًا بهدف إنهاء الأزمة السياسية المتصاعدة. وعرض التلفزيون الرسمي احتجاجات في عدة مدن أخرى. والاحتجاجات التي بدأت يوم 22 فبراير سلمية إلى حد بعيد لكنها شكلت ضغطًا على الجيش ليعيد الاستقرار إلى البلاد. وفي موقع واحد على الأقل، قال صحفي من رويترز إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على شبان رشقوها بالحجارة. ويطالب بعض المحتجين برحيل النخبة السياسية برمتها قائلين إنهم مع معارضتهم لبوتفليقة فإنهم يرفضون أيضا تدخل الجيش في الحياة السياسية.وقال طالب يدعى محمد (25 عامًا) «ضغط الشارع سيستمر حتى يذهب النظام»، فيما راقب المئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب الاحتجاجات وحلقت طائرات هليكوبتر في الأجواء. وقال تاجر يدعى علي «لدينا كلمة واحدة نقولها اليوم. يجب أن ترحل العصابة كلها فورا. انتهت اللعبة»، بينما صاح محتجون آخرون «الشعب يريد إسقاط النظام». وهتفت عائلات من شرفات المنازل لتحية المحتجين الذين وزعوا التمور والماء على بعضهم واشتروا المثلجات من الباعة الجائلين.ويوم الثلاثاء طلب رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح من المجلس الدستوري البت فيما إذ كان الرئيس البالغ من العمر 82 عاما لائقا للمنصب. وزادت الخطوة الضغوط على بوتفليقة الذي أخفق في استرضاء الجزائريين بتراجعه عن قرار الترشح لولاية خامسة. وتخلى حلفاء رئيسيون عن رئيس الدولة الذي لا يظهر إلا نادرًا منذ إصابته بجلطة في عام 2013 ويواجه الآن أكبر أزمة منذ توليه السلطة قبل 20 عامًا. وللمحتجين مطالب طموحة في بلد خضع طويلاً لهيمنة قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا والذين يراهم الكثير من الجزائريين منفصلين عن تطورات الأوضاع.
مشاركة :