إشكاليات حريّة التعبير

  • 3/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي هل يمكن ألّا يكون في فم الإعلاميين العرب ماء؟ سيقول النظام العربي إنه يخشى عليهم الظمأ، أن «ينشف ريقهم». اسألوا أهل الزراعة: لا يمكن أن ينبت شعر على الألسنة من دون أمواه في الأفواه. لكنّ الإعلاميين لهم يد في صنع التراجيكوميديا. فئة منهم عاشت عقوداً، تتجاوز سنها، في أنظمة تكمّ مخارج الأصوات، بالتالي هي لا تعرف معنى حرية التعبير في بيئتها. على رأي الصوفي: «أقول ما يقول أستاذ الأزل»، والمعنى: «أخاف على فخّارتي أن تُهشّما». فئة أخرى أغرب قليلاً، لكون يقظتها تبعث على الشك في سلامة الوعي، فهي ترجو حرية الفكر والرأي والتعبير من أنظمة هي التي حظرت ممارستها وصورتها وكأنها تنال من الوحدة الوطنية، وتبث الفتن والتفرقة. الديمقراطية لا تتجزّأ، فلا تبحثوا عنها في غير بيئتها المتكاملة الشروط. الأمور لا تستدعي تفلسفاً في محاولة إيجاد المبررات. الجدل العقيم في هذه القضية يؤهل صاحبه إلى الإبداع في الفنون الكوميدية. في هذه أيضاً علينا أن نتوخى الوضوح. في العالم العربي، جميع المجالات مشكلتها واحدة. المفتاح واحد: التنمية ولا غيرها. نسألكم أيها الإعلاميون: هل يعقل أن تنشأ حرية تعبير في بلدان تسودها وتسوسها طبائع الاستبداد؟ كيف يكون الإعلام حرّاً في بلدان تعدّ الشفافية فيها جريمة ينسف القانون مقترفها؟ لا أحد يبلغ به الجحود حدّ نفي وجود المفكرين في الديار العربية، لكن ما هو دورهم، ومتى اضطلعوا به؟ لماذا ترفض الأنظمة حضور العقل في الساحة؟ هات نماذج لإعلام عربي لعب أدواراً تصحيحية، تطويرية، نهضوية، في قضايا مصيرية، داخل الدول أو خارجها؟ ما هي النتائج الملموسة؟ من هنا ندرك أن الإحساس بالمسؤولية لدى الإعلام والإعلاميين العرب في اختبار تاريخي رهيب. حين تكون تنمية أكثر من ثلاثة أرباع العرب في الدرك الأسفل، فكيف يرى الإعلاميون دورهم ومسؤوليتهم؟ لا نريد القول: حين تكون أوضاع أغلبية دولنا في مأزق تاريخي، فكيف يرى الإعلام دوره؟ لزوم ما يلزم: النتيجة الثقافية: حين تصبح التنمية ثقافة يتحرّر الإعلام. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :