بحث وزراء الخارجية العرب، أمس، في الاجتماع التحضيري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الـ(30) بالعاصمة التونسية، توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه أزمات المنطقة، وسط إجماع عربي على التمسك بالجولان أرضاً سورية عربية محتلة، وكذلك دعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما ندد وزراء عرب بالتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة ودعمها الإرهاب. وأكد وزير الخارجية السعودي، الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، في كلمة المملكة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الـ(30) بالعاصمة التونسية، رفض المملكة القاطع لاعتراف الولايات المتحدة ودول أخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال: «أجدد رفض بلادي التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، مؤكداً موقف المملكة الثابت والمبدئي من هضبة الجولان وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً». كما أكد حرص المملكة خلال فترة رئاستها للمجلس وانطلاقاً من إدراكها لمسؤوليتها تجاه متطلبات الأمن القومي العربي، على توظيف علاقاتها المتوازية وتحركاتها النشطة على الساحة الدولية، وتنسيق المواقف مع الدول العربية الشقيقة بهدف التأثير إيجاباً في التناول الدولي لقضايا عالمنا العربي، والإسهام في توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه القضايا والمستجدات ذات المساس بالمصالح العربية. وأكد العساف أن المملكة لم تألُ جهداً في مكافحة الإرهاب وتقديم كافة أنواع الدعم بالتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء عليه، مشيراً إلى أن من أخطر أشكال الإرهاب والتطرف هو ما تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في شؤوننا العربية وميليشياتها من الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن الذي يحتاج منا التعاون لمواجهته. كما ذكر أن المملكة ملتزمة بوحدة اليمن وسيادته واستقراره من خلال دعمها للحكومة الشرعية، وترحيبها بالجهود المبذولة من كافة الأطراف لتحقيق ذلك. وأوضح أن المملكة تعمل على توحيد موقف المعارضة السورية ليتسنى لها الجلوس على طاولة المفاوضات أمام النظام للتوصل إلى الحل السياسي الذي يضمن أمنها واستقرارها ومنع التدخل الأجنبي فيها أو أي محاولات لتقسيمها. تمسك بالجولان بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الجولان أرض سورية عربية محتلة بواقع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن وأن أي إعلان من أية دولة ـ مهما كان شأنها أو كانت مكانتها ـ يُناقض هذه الحقيقة لن يُغير من الواقع شيئاً وليست له حيثية أو أثر قانوني. وقال: إن شعوبنا العربية تتطلع إلى هذه القمة بمزيج من القلق والأمل.. قلق من استمرار حال الأزمة في بعض بلادنا.. وأمل في قرب الانفراج واستعادة العافية للجسد العربي بعد سنواتٍ من المعاناة والألم، داعيًا الله عز وجل في أن تتغلب أسباب الأمل والرجاء على دواعي الخوف والقلق. وأوضح أن القمة العربية تعقد هذا العام، ولاتزال أزمات المنطقة تنتظر انفراجة تُخفف من عناء الشعوب التي أنهكتها الصراعات.. وتستجيب لقلق الرأي العام العربي حيال حالات التفكك التي ضربت بعض الدول العربية، فضلاً عن نهج التربص والانقضاض الذي تنتهجه بعض القوى الإقليمية في تعاملها مع المنطقة العربية. دعم فلسطين وأشار إلى كلمة العرب أيضاً أنها اجتمعت على دعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشار إلى أن كلمة العرب اجتمعت كذلك على التمسك بالدولة الوطنية ورفض الانزلاق إلى نفق الطائفية المقيتة أو الميليشيات المُدمرة أو الاستسلام لجماعات الإرهاب وعصابات الإجرام باسم الدين. وقال إنه من أجل الحفاظ على الدولة الوطنية وحماية تكامل ترابها، وصيانة سيادتها، فلا حل سوى الدخول في تسويات سياسية حقيقية، سواءً في سوريا أو ليبيا أو اليمن، تحفظ للوطن مكانه وللمــــواطن حقوقه، وتقف حائلاً دون تدخل الآخرين في شؤوننا. زمام المبادرة من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن بلاده عازمة على جعل القمة العربية في تونس منطلقاً لتعزيز العمل العربي المشترك واستعادة العرب لزمام المبادرة في معالجة أزمات المنطقة ومعوقات التنمية. وشدد في هذا الإطار على المكانة المركزية للقضية الفلسطــينية لدى الشعوب العربية والإسلامية والقوة المحبة للسلام، ودعا إلى إيجاد حل سياسي في ليبيا يؤدي لتحقيق الاستقرار هناك من خلال مساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز خلافاتهم. مشروع قرار في الأثناء، عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، اجتماعاً لها في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة وبمشاركة الدول الأعضاء في اللجنة وهي (البحرين، السعودية، مصر، والأمين العام لجامعة العربية). ناقشت اللجنة تقريراً حول متابعة تطورات الأزمة مع إيران، وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية سياسياً واقتصادياً وإعلامياً. وأعدت اللجنة مشروع بيان حول هذا الموضوع، وكذلك مشروع قرار لرفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية، ليصدر عن القادة العرب في هذا الشأن. علاقات استعرض وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره السعودي إبراهيم العساف، في تونس، سُبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي المُتميزة بين بلديهما ومُستجدات الأوضاع الإقليمية. وصرح المُستشار أحمد حافظ، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان أن اللقاء جاء في إطار التنسيق الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين، وفي إطار تنفيذ توجيهات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين، وبما يُلبي تطلعات شعبيّ البلدين. إجراءات شددت تونس الإجراءات الأمنية قبل انعقاد القمة الـ30 لجامعة الدول العربية غداً. وانتشرت دوريات وفرق أمنية بأغلب المفترقات بالعاصمة وفي الطرق الرئيسية المحيطة بها، كما أعلنت السلطات الأمنية عن غلق بعض الطرق كإجراء أمني. وقام وزير الداخلية هشام الفراتي بزيارة تفقد ميدانية شملت عدداً من الدوريات الثابتة والمتنقلة، والوحدات المكلفة بتأمين مقرات إقامة الوفود المشاركة في القمة وأماكن انعقاد الجلسات. تقرير عقدت هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات التابعة للقمة العربية، اجتماعاً لها، على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة المملكة العربية السعودية، وذلك في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب. وتضم الهيئة في عضويتها بالإضافة إلى المملكة كل من الأردن، وتونس، والسودان، والصومال، والعراق، والأمين العام لجامعة الدول العربية. وخصص الاجتماع لاعتماد التقرير السنوي، والمتعلق بمتابعة تنفيذ قرارات قمة الظهران في أبريل 2018. إشادة ثمن رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي الدور القيادي الكبير والجهود والمُبادرات المُشّرفة لخادم الحرمين الشريفين، خلال فترة رئاسته لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة للدورة التاسعة والعشرين. وقال السلمي إنه رغم الظروف غير المسبوقة التي يشهدها العالم العربي من تحديات كبيرة، ومخاطر جسيمة، تستهدف تفتيت نسيج المجتمعات العربية ونشر الفوضى بين أبنائها، واحتلال أراضيها، والتعدي على سيادتها، والنيل من أمنها واستقرارها، إلا أن المملكة العربية السعودية تصدت لقيادة العمل العربي المشترك بكل حكمةٍ واقتدارٍ.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :