هذه مكة مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية.. هذه أم القرى يسطع نورها على أرجاء الكون.. هي مدينة العلماء والعلم ومكان العلوم الشرعية.. وإليها تتجه أفئدة الناس ويقصودنها للحج والعمرة وبها المسجد الحرام والصلاة فيه بمئة ألف صلاة وبها الكعبة المشرفة ومقام إبراهيم وزمزم والحطيم. يصدر اليوم كتاب يستحق الإشادة عن جبال مكة.. قراءة تاريخية للدكتور المهذب عدنان عبدالبديع اليافي.. والكتاب بكل كلماته يعرّف الجيل الجديد الذي يفتقد إلى كثير من المعلومات التاريخية، كتب مقدمة هذا المرجع التاريخي الدكتور عدنان الحارثي أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة أم القرى.. جاء في مقدمته.. مكة المكرمة مدينة لها خصوصيتها كونها قبلة المسلمين وفي ضوء ما ذكره الإخباريون عنها يمكن اعتبارها أقدم موقع استيطاني على الأرض.. وإن الحديث عن مكة في تكوينها الروحي أو الإنساني أو المادي، كل ذلك يقتضي العديد من المصنفات والبحوث والدراسات.. وهذا الكتاب خصصه مؤلفه لجبال مكة المكرمة حتى يلفت النظر إلى أن مكة تتعدى في خصائصها الجانب الإنساني إلى التكوين المادي.. فجبال مكة هي التي ترسم حدودها كحرم، وتفصل ماء الحل عن ماء الحرم وفق القاعدة التي قررها الفقهاء والبلدانيون في تحديد حرم مكة المكرمة. فبعض أثيرة مكة -جبال تعرف بالأثيرة- ارتبطت بالشعائر الدينية في الجاهلية، كما كان لجبلي النور وثور ارتباط وثيق بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أن هناك جبالاً أخرى ارتبطت بتاريخ مكة من جوانب مختلفة، وهذا يؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين الجغرافيا والتاريخ في هذه المدينة المقدسة.. انتهى. وهناك جبال في مكة المكرمة لها تاريخ يحكي فصولاً من تاريخ البلد الأمين، فهذا جبل النور.. موقع بدء نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونزول أولى آيات الذكر الحكيم في غار حراء، وهنا جبل ثور يجسد قصة الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وذلك جبل خندمة يختزن قصة المعركة بين خالد بن الوليد وصفوان بن أمية إبان ملحمة فتح مكة، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أخدمه فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم راجعًا وبدا له أحد قال: هذا جبل يحبنا ونحبه. ولاشك أن الجبال تشكل جزءًا مهمًا من ذاكرة تاريخ مكة المكرمة سواء قبل الإسلام أو بعده. عدنان اليافي تسكن مكة في قلبه ونسيجه، وهو من النماذج الوطنية التي انطلقت نحو الآفاق بعلمه وأدبه، جبال مكة -قراءة تاريخية- يستحق القراءة والإشادة. maghrabiaa@ngha.med.sa
مشاركة :