المدينة المنورة، وقُبّتها الخضراء، والمسجد النبوي الشريف، مثوى سيّد الخلق -صلى الله عليه وسلم-، طيبة الطيبة، هذه المدينة الجميلة بروح أهلها الطيبين، التي هاجر إليها سيّد الخلق، شعّ منها النور؛ منذ قدوم الرسول إليها، و»بنات النجار» يهتفن: طلع البدر علينامن ثنيَّات الوداع وجب الشكر عليناما دعا لله داع أيها المبعوث فيناجئت بالأمر المطاعجئت شرّفت المدينةمرحبا يا خير داع وكما روى «ابن اسحاق» قال: حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: لمَّا سمعنا بمخرج رسول الله من مكة، وتوقعنا قدومه، كُنَّا نخرج إذا صلَّينا الصبح إلى ظاهر حارتنا ننتظر رسول الله، فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال، فإذا لم نجد ظِلاً دخلنا، وذلك في أيامٍ حارة، حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، جلسنا كما كُنَّا نجلس، حتى إذا لم يبقَ ظِل؛ دخلنا بيوتنا، وقدم رسول الله حين دخلنا البيوت، فكان أول مَن رآه؛ رجلاً من اليهود، وقد رأى ما كُنَّا نصنع، فصرخ بأعلى صوته، يا بني قيلة، هذا جدّكم قد جاء، قال: فخرجنا إلى رسول الله وهو في ظل نخلة، ومعه سيدنا أبوبكر رضي الله عنه. إن لزوار المسجد النبوي مكانتهم وحضورهم لدى أهل المدينة المنورة الكرام، وهذا ما تناوله مقطع الفيديو الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي على خلاف المقاطع المتداولة عادة، والذي صوّر الشاب «محمد»، الذي كان يُرحِّب –ببشاشة- بالزوار الصائمين، ويدعوهم للجلوس على سُفرته، ويُقبِّل جبينهم في مشهد حضاري أعطى صورة رائعة عن الدين الإسلامي، وأصبح هذا الفيديو -للشاب الاستثنائي في تعامله مع الزائرين- بمثابة رسالة للعالم عن روعة تعامل المسلمين مع بعضهم البعض، وقام إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور «عبدالمحسن القاسم» بمقابلة الشاب محمد، وأخبره بأنه طلب من وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي بتعيينه في إدارة العلاقات العامة لاستقبال الضيوف والزوار، وبذلك يعتبر هذا الشاب إضافة مميزة بأخلاقه وتعامله وعباراته التي جاءت بتلقائية بحتة. تحية تقدير لهذا الشاب النبيل، ولأمثاله. maghrabiaa@ngha.med.sa
مشاركة :