قبل عدة أيام تمكنت الجهات الأمنية ممثلة في شرطة محافظة جدة من القبض على يمني تورط مع اثنين من الجنسية الإثيوبية في عملية اعتداء على مقيم سوداني والاستيلاء على أمواله بالقوة في أحد الأحياء السكنية جنوب جدة، شاع الخبر وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي - صوت وصورة. هذا النوع من الجرائم لا يحدث فجأة، كل التحليلات البسيط منها والعميق تجمع على أنه يسبق ارتكاب مثل هذه الحادثة الموغلة في الترويع إصرار وتخطيط. الأخبار تتوالى وتزداد الجهود الأمنية بروزا في كل الأحوال. كثيرة تلك الجرائم التي نسمع عنها، عصابات من الوافدين لسرقة الصيدليات، وأخرى لسرقة السيارات والمحال التجارية، ومجموعات لتزوير الوثائق وآخرون ينشلون المصلين، تصنيع الخمور وترويجها مهنة تتصل بالعمالة الوافدة في الغالب الأعم، ويمكن القول استنادا على موجودات الذاكرة الرقمية إن العنصر النسوي الوافد سجل حضوره في مسرح الجريمة، لا فرق بين الوافد والوافدة فالكسب السريع فوق كل الحسابات. وللإنصاف ثمة شريحة كبيرة من العمالة تشارك في العمليات التنموية ولا تتجاوز الحدود، لها من التقدير أعظمه، غير أن ما حدث وما زال يحدث من البعض يفرض فتح الملف وتقليب أوراقه بشفافية قبل أن تتعاظم التحديات. صحيح أن القدرات الأمنية عبر التنسيق والتكامل بين الأجهزة المعنية فعلت فعلها كما هي العادة وزادت المكان والإنسان اطمئنانا، إلا أن الحذر واجب. كبير الظن أنني كتبت عن العمالة الوافدة أكثر من مرة في اتجاهات مختلفة، وقناعتي أن الجريمة ترافق التجمعات البشرية على مر العصور، وفي المقابل هيبة القانون تشكل الخط الأحمر الفاصل وفرضها ضرورة، وهنا لا بد عمليا وقد تصاعدت جرائم العمالة الوافدة وتدرجت في سلم البشاعة ونشر الذعر أن تُتخذ كل التدابير الوقائية لتقليص الفرص في وجه الجنسيات الأكثر صلة بمخالفات الأنظمة من العمل إلى الإقامة إلى ما هو أبعد، والبداية أولا وفورا بالأكثر ضلوعا في ارتكاب الجرائم. إن الأصل هو أن كل وافد أتى للتكسب المشروع عبر فرص العمل المتوفرة يحصل على التسهيلات والرعاية وحفظ الحقوق، وهذه الثلاثية ليست مقبلات لفتح شهية الوافدين لارتكاب المخالفات على أي صعيد، مخطئ من يظن ذلك. كم كان الجميع يتمنى ألا يرى البعض من الجنسيات - عربية أو غير عربية - المحظوظة بكثير من التقدير والتسهيلات المفتوحة على رأس قائمة العمالة الأكثر تورطا في ارتكاب الجرائم، وقبل هذا مخالفة الأنظمة. ختاما، لا بد من وقفة حازمة تتعاضد فيها الجهود قبل أن تطرح التساؤلات نفسها حول مستقبل أمن المجتمع واستقراره، في ظل توسع جرأة بعض الوافدين على هيبة الأمن. وبكم يتجدد اللقاء.
مشاركة :