كنا في ندوة عقدتها «الرياض» مع مدير عام الدفاع المدني وبعض قياداته بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، وتناولت الندوة الكثير من الهموم والهواجس والمتاعب التي تواجه هذا القطاع الحساس في أداء عمله والقيام بواجباته وتعاطي مهامه ومسؤولياته سواء في توفر بعض الإمكانات، أو - وهذا هو المهم جداً - في تفاعل وتعاون المواطن مع هذا القطاع وإدراك حساسية وخطورة ما يواجهه من مخاطر كارثية لو استفحلت، ومن خسائر في ممتلكات الناس وأرواح البشر. الحديث عن الندوة ليس وارداً - الآن - لأنه ليس موضوعي، وليس من حقي التجاوز على جهود الزملاء في الندوة، وكشف ما سيطرحونه من خلل ومعالجات في أمر مهم جداً يتعلق بالناس، لكني أتوقف عند جملة قالها مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو أثناء حواراتنا في الندوة "... نعمل كثيراً على توفير الوعي، وتكريس التوعية عند المواطن في كل أمر يخص الدفاع المدني، فبدون وعي المواطن لا نستطيع تحقيق النجاح الذي نسعى له، ونحلم بالوصول إليه على كافة الصعد في خدمات الدفاع المدني". "الوعي" مفردة جميلة ورائعة وأخّاذه وساحرة ومغرية، إذا توفّرت كسلوك وممارسة وثقافة عامة عند الناس وفي كافة شرائحهم وأطيافهم تجاوزنا الكثير من الخلل والأوجاع الحياتية والاقتصادية والمعيشية والثقافية، واختصرنا الزمن في انطلاقتنا وتوثّبنا نحو صناعة تنمية شاملة على كل الصعد والاتجاهات، ووفّرنا على أنفسنا ودخلنا القومي أكلافاً باهظة من الهدر المادي وضياع الثروات من خلال عدم تقديرنا واحترامنا ومحافظتنا على منجزات الوطن وتنميته وتطوير مرافقه وبناه التحتية التي هي هدف من الأهداف لتحقيق رفاهية الناس. الوعي إذا توفّر كثقافة عامة عند المواطنين نكون سهّلنا طرق المنجز، وخطونا نحو أن نكون شعباً حضارياً لا يغتال الأحلام، بل يحاول المحافظة على أدوات تحقيقها. وهذا تكون بدايته من احترام الأنظمة والقوانين، وأن يكون المواطن هو المؤتمن الأول على تفعيلها وتطبيقها والنضال لعدم تجاوزها. وشعب يكون عنده هذا السلوك والممارسة هو شعب يتحدى الزمن ويتوق للقمم. أتذكر وبخجل أنني كنت مرة أستقل سيارة "تاكسي" خاصة من لندن إلى مطار هيثرو، وكنت وقتها مدخّناً مسرفاً، فعرضت على السائق أن يسمح لي بالتدخين مقابل مئة جنيه إسترليني زيادة على أجرته. فأجابني بنوع من السخرية: "أنا مواطن عليّ أن أحترم قوانين وأنظمة بلدي، وأطبقها بكل حزم وأمانة.." إنه الوعي الوطني.. لمراسلة الكاتب: RashedFAlRashed@alriyadh.net
مشاركة :