سلطت صحيفة "ستارز آند سترايبس" الأمريكية الضوء على عودة واشنطن لاستراتيجية الانتشار المفاجئ لقواتها في أوروبا والتي كانت تعتمدها لمواجهة الاتحاد السوفيتي في زمن الحرب الباردة.وذكرت الصحيفة الرسمية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في سياق تقرير نقلته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، أنه خلال مناورات المدفعية لإحدى كتائب جنود المشاة بولاية تكساس في 11 مارس الجاري، صدرت أوامر من مقر الفرقة بالانتشار في بولندا.وأوضحت أن قادة الكتيبة أنفسهم أعلنوا أنهم لم يتلقوا إشعارًا مُسبقًا بخصوص ذلك الانتشار الذي قضى بنشر 1500 جندي أمريكي في غضون أسبوع إلى ساحات تدريب في غرب بولندا، وهو ما أعاد الأذهان إلى انتشار القوات الأمريكية خلال الحرب الباردة.ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكي الآن يعيد تعليم فن الانتشار المفاجئ تكيفًا مع استراتيجية البنتاجون الجديدة المعروفة باسم "الاستخدام الديناميكي للقوات"، والتي تنص على ضرورة إبقاء الخصوم في حالة ارتباك عبر تحركات القوات بطريقة أقل قابلية للتنبؤ.في السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن نائب قائد الجيش الأمريكي في أوروبا جون جرونسكي: "مثل هذه العمليات ستجري بانتظام وسيكون الأمر غير قابل للتنبؤ بالنسبة لخصومنا أينما كانوا، الأمر الذي من شأنه العمل على تعزيز أمننا القومي، سنركز على ردع العدو وجاهزية قواتنا".وأشارت "ستارز آند سترايبس" إلى أن وصول جنود المشاة من قاعدة "فورت بليس" العسكرية - في تكساس وهي أكبر قاعدة دفاع جوي في العالم- جاء تتويجا لجهد استمر خمس سنوات من أجل إعادة بناء قوة تم تقليصها إلى حد كبير بعد انتهاء الحرب الباردة.إلا أن الجيش الأمريكي عمل على تعزيز وجوده في أوروبا من جديد منذ تدخل روسيا عسكريا عام 2014 في أوكرانيا، الأمر الذي دق ناقوس الإنذار بين الحلفاء وأثار دفعة أمريكية من أجل تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي "ناتو".ووفقا لجرونسكي، فإن الجيش الأمريكي قاد معظم هذه الجهود سالفة الذكر؛ حيث تقوم الآن الألوية المدرعة المتمركزة في الولايات المتحدة بنشر عمليات للتناوب المستمر، قائلا: "آخر دبابة تابعة للجيش الأمريكي غادرت أوروبا في عام 2013، إلا أن قوات التناوب التالية عادت بالدبابات بعد عام تقريبًا بسبب الطريقة التي تغيرت بها البيئة الأمنية هنا".
مشاركة :