رام الله: كفاح زبون فارق الحاخام الإسرائيلي الأكبر عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لحركة شاس، الحياة أمس، عن عمر يناهز الـ93 سنة، ودفن في مقبرة في القدس بعد حياة مثيرة للجدل. ويعتبر الحاخام يوسف أكبر حاخامات اليهود الشرقيين، وهو من مواليد بغداد عام 1920. وقدم إلى إسرائيل وعمره أربع سنوات، وعاد إلى مصر قبل أن يستقر في إسرائيل مع أفراد عائلته. وشغل يوسف عدة مناصب رفيعة في الهياكل الدينية في إسرائيل بما في ذلك كبير حاخامات مدينة تل أبيب، بعدما كان كبير حاخامات الجالية اليهودية في مصر في نهاية عقد الأربعينات من القرن الماضي، ثم كبير حاخامات دولة إسرائيل منذ 41 سنة. ويعد الحاخامات وطلاب الدين اليهودي، يوسف، من أكبر علماء الدين اليهودي المجتهدين. وكان جرى نقل يوسف إلى مستشفى «هداسا» عين كارم إثر تدهور حالته الصحية، قبل أسبوعين. ويوسف معروف بتصريحاته المثيرة للجدل، داخل إسرائيل ومع الفلسطينيين والعرب، فقد وصف في عام 2000 العرب بأنهم صراصير يجب إبادتهم، وقال: إنهم أسوأ من الأفاعي السامة، كما وصفهم عام 2009 بأنهم حمقى وأغبياء. وفي عام 2010، تمنى في درس السبت اليهودي، الموت للشعب الفلسطيني وللرئيس محمود عباس عبر إصابتهم بالطاعون. وينسب ليوسف إقامة مدارس دينيّة من أجل الطلّاب المتفوّقين المتحدرين من البلاد العربية والإسلامية، والذين كان يوسف يعد أنهم يعانون من ظلم مقارنة باليهود الغربيين. وفي بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، أصبح يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس الديني دون منافس، وهو الحزب الذي مثّل التيار الحاريدي (الديني) الشرقي في إسرائيل. ألزمت مكانة يوسف الجديدة في قيادة شاس، الذي أصبح شريكا دائما في الحكومات الإسرائيلية، بإصدار فتاوى واتّخاذ قرارات في مجال جديد من المواضيع بعيد كل البُعد عن الفتاوى اليومية التي عمل بها، فأصدر فتاوى تجيز التنازل من أجل السلام. ولم يثر يوسف غضب الفلسطينيين وحسب، بل أثار غضب العلمانيين في إسرائيل، حينَ قال: إنه «لن يُرسل ابنه إلى حيث ثمة معلمون علمانيون لا يفقهون الشريعة. المعلمون العلمانيون ليسوا معلّمين، بل إنهم حمير». كما هاجم يوسف الأطباء الذين يُجرون عمليّات إجهاض ووصفهم بأنهم «بهائم لا يعرفون شيئا؛ أنا أعتبرهم أبالسة، أولئك الذين يقتلون النفوس»، وعد الشاذين جنسيّا: «ملاعين حقيرين». وليوسف 11 ابنا، الكثير منهم واصلوا طريقه وهم حاخامات، منهم الحاخام يتسحاق يوسف، الذي اختير أخيرا الحاخام الشرقي الرئيسي لإسرائيل. كذلك ابنته، عادينة بار شالوم، وهي شخصيّة مركزية بين الحاريديين، وقد أنشأت الكلية الحاريدية الأكاديمية الأولى.
مشاركة :