عاد محتجو حركة "السترات الصفر" إلى شوارع فرنسا اليوم السبت، للمرة العشرين خلال أكثر من 4 أشهر، على رغم قرارات بمنع التظاهر خشية حصول صدامات. وكرّرت الشرطة قرارها بمنع التظاهر في جادة الشانزليزيه، نتيجة عنف شهدته في 16 الشهر الجاري، كما قررت الأمر ذاته في شأن منطقة تشمل قصر الإليزيه ومقرّ البرلمان. وأعلنت الشرطة إبلاغها بتظاهرتين وأربعة تجمّعات. وتجمّع 300 متظاهر أمام محطة القطارات "غار دو لست" في باريس. وبرّرت نادين (51 سنة) مشاركتها في الاحتجاجات، قائلة: "نأتي للأسباب ذاتها التي كانت قائمة في 17 تشرين الثاني (نوفمبر). لم نحصل على شيء". وتشير بذلك الى أول يوم للتظاهرات. وهتف عشرات من المحتجين، في إشارة الى الرئيس الفرنسي: "الوغد إيمانويل ماكرون، سنأتي ونأخذك". وقبل أسابيع من الانتخابات الأوروبية، علّق كثر بطاقاتهم الانتخابية على ستراتهم، بعدما مزّقوها. وتخشى السلطات نقل الصدامات إلى مدن الداخل الفرنسي، نتيجة التدابير المشددة التي اتخذتها الشرطة في العاصمة. وفي بوردو التي تُعدّ أحد معاقل الحراك الاجتماعي، دعا رئيس البلدية نيكولا فلوريان الى إعلان المدينة "ميتة"، معرباً عن "قلق شديد إزاء ما قد يحدث". وفي أفينيون منعت الشرطة التي تخشى "ناشطين عنيفين"، أيّ تجمّع أو تظاهرة داخل المدينة وفي المحاور الجانبية. كذلك منعت السلطات الأمنية في سانت إتيان وتولوز وإبينال وروان، التظاهرات تجنباً لعنف ونهب. وفي ليل، منعت السلطات "التظاهرات والتجمّعات" في "بعض شوارع وسط المدينة"، لكنها سمحت بمسار بديل. وفي مقال نشرته صحيفة "لوموند" اليوم السبت، دعت المصارف الفرنسية إلى وقف عنف استهدفت أكثر من 760 مؤسسة مصرفية منذ بدء الاحتجاجات. واعتبر الأعضاء الستة في اللجنة التنفيذية للاتحاد المصرفي الفرنسي، المنظمة التي تضمّ كل المصارف في فرنسا، ان "الأوان آن بالنسبة الى الجميع كي يدينوا الأعمال المرتكبة في حق المصارف". وأضاف المقال: "نطالب بتأمين الشروط كي يتمكّن زملاؤنا وكذلك التجار من ممارسة أعمالهم بكل أمان وهدوء، بما فيه فائدة زبائنهم. منذ أكثر من 4 أشهر، تعرّضت مئات الفروع الواقعة في أسفل مبان أو على زوايا طرقات وفي وسط المدن، لتخريب ونهب وحرق، وهُدد موظفونا المصرفيون جسدياً".
مشاركة :