تطوير «الدراسات الاجتماعية» أقصر الطرق لتعزيز الهوية الوطنية

  • 3/31/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق:إيمان سرور حب الوطن انتماء فريد وإحساس راقٍ، ووفاء كريم، لا يختلف عليه اثنان، والتعبير عن هذا الحب السامي، يمكن غرس معانيه في نفوس أبنائنا الطلبة؛ من خلال ربطهم منذ الصغر بدينهم، وتنشئتهم على التمسك بالأخلاق الفاضلة، والربط بينها وبين هويتهم الوطنية، التي يبدأ طريقها بتربية الناشئة تربية قويمة، أساسها قيم الولاء والعطاء والانتماء، والذود عن حياض الوطن؛ فتأصيل حب الوطن والانتماء في نفوس الأبناء في وقت مبكر؛ من خلال الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة، يعمل على تعزيز الشعور بهذا الشرف العظيم تجاه الوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وإعداد النفس للعمل؛ من أجل خدمته ودفع الضرر عنه، والمحافظة على مكتسباته، فالأسرة مسؤولة والمجتمع مسؤول والمؤسسة التربوية أيضاً مسؤولة عن غرس وتنمية ذلك الحب والانتماء في قلوبهم.«الخليج» تبحث مع عدد من التربويين والمهتمين والأسرة، أموراً تتعلق بهذا الجانب؛ حيث أكدوا أهمية تعزيز الهوية، وغرس الانتماء في نفوس الأبناء؛ من خلال الاهتمام بتطوير مناهج الدراسات الاجتماعية، وإعداد وتأهيل المعلم المواطن؛ ليكون قدوة حسنة لطلابه، ودور الأسرة في نشر المحبة والألفة بين أفرادها، ونبذ العنف، خاصة وأن لغة المحبة والتسامح من اللغات التي يحتاج إليها مجتمعنا، كباراً وصغاراً. مسؤولية جماعية في البداية، أكد الدكتور مغير الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، حرص الدولة على تعزيز قيم الولاء والانتماء في نفوس أبنائها منذ الصغر، التي تعد مسؤولية الجميع، بدءاً من المدرسة والأسرة حتى المؤسسات المجتمعية؛ حيث إن الدولة لا تدخر جهداً في التطوير وإشراك الجميع من ناشئة وشباب في الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، التي تؤسس للانتماء الوطني، وتعزز التلاحم بين أفراد المجتمع. نمو فكري الدكتورة أمينة الماجد، أوضحت أن من أهم عوامل تعزيز الانتماء للطالب هي التربية بمفهومها الواسع، التي تعد مصدراً أساسياً في النمو الفكري والشخصي، والاجتماعي والسياسي، والروحي والبدني، والمدرسة هي المصدر الرئيسي للقيام بمثل هذه المهمة؛ من خلال المعلم والمنهج المدرسي، وبيئة المدرسة والنشاطات الصفية التي تقوم بأدوار مهمة جداً في تعزيز الولاء والمواطنة الحقة، والتي تشرك من خلالها الطلبة في النشاطات والأعمال المختلفة، كما يجب اتباع طرق وأساليب تربوية؛ للحصول على جيل متفانٍ في خدمة وطنه. دور المعلم الدكتورة رحاب الشافعي «تربوية» قالت: إنه عندما يكون المعلم متمكناً من مادته الدراسية متعمقاً فيها، فإنه يكتسب قدراً كبيراً من احترام طلابه، وبالتالي يسهل عليه التأثير عليهم فكرياً. انتماء تصاعدي وأوضح الاستشاري التربوي والأسري خالد المنصوري، أن الانتماء يبدأ تصاعدياً؛ بانتماء الإنسان لنفسه؛ من خلال سعيه لأن يكون الأفضل، بتنمية مهاراته وقدراته، وإثبات نجاحه وتفوقه، باعتبار أن هذا النجاح والتفوق وسيلة مثلى للتواصل مع غيره، وإذكاء روح المنافسة الإيجابية ثم بالانتماء إلى أسرته. مناهج وأكد عبيد مفتاح المحرزي (مدير مدرسة حكومية)، أن للمقررات الدراسية أهمية في تعزيز الانتماء لدى الطالب؛ كونها وسيلة من وسائل التربية؛ من أجل المواطنة، وتعزيز روح الوطنية، والمناهج الدراسية، ولما فيها من مفهوم واسع يتجاوز الأفكار المعرفية وحدودها الدراسية الضيقة إلى مكونات المواطنة الأساسية، وقد تكون أساساً في تكوين الاتجاهات والقيم ومجالات المعرفة والمهارات المجتمعية والوجدانية؛ لذلك من الضروري تمكين الربط بين المضمون النظري في المقررات الدراسية وتطبيقاتها العملية؛ لكونها تعد أساساً في تنمية المواطنة؛ من خلال الممارسة. ترسيخ القيم وأشادت فاطمة الحوسني (مديرة مدرسة حكومية) بالإنابة، ببرنامج «التربية الأخلاقية» الذي يعد منهجاً دراسياً وطنياً تم تصميمه لتحقيق رؤية دولة الإمارات في ترسيخ القيم الثقافية والسمات المجتمعية للمواطنين، ووضعها في سياق أوسع يخاطب الجمهور العالمي المعاصر. متطلبات وأكد عدد من أولياء الأمور والتربويين أن التركيبة السكانية في الدولة، أصبحت عاملاً مهدداً لهوية أبنائهم وانتمائهم، وعلينا أن ننتبه إلى ذلك؛ من خلال تعليم الأبناء معاني حب الوطن والتمسك بهويتنا؛ حيث قال يوسف سالم المهيري «تربوي»: إن مدارسنا أدت دورها مشكورة خلال فترات طويلة؛ لكنها أصبحت لا تواكب متطلبات حياتنا الحديثة في الدولة. حيرة وأشارت خولة النعيمي، (ولية أمر)، إلى أن الأسرة الإماراتية أصبحت اليوم في حيرة هل تختار لأبنائها تعليماً يتمتع بهوية وطنية مخرجاته ضعيفة أو تعليماً يتمتع بهوية أجنبية مخرجاته جيدة؟ والاختيار بين النوعين أحلاهما مر، خاصة وأن الآباء يشعرون بالحيرة بين مخرجات تربوية ضعيفة أو تآكل ما تبقى من هويتهم. تطور التكنولوجيا وقالت منى الهاشمي (ولية أمر): إن الأسرة تعد من أهم العوامل في تعزيز قيمة الانتماء في نفوس أبنائها، بحكم أن كل فرد يولد ويعيش ويتربى داخل أسرته، التي تمده بهذه القيم وتدعمها؛ بل ويتعلم ويتشرب كثيراً من القيم والعادات والسلوكات من داخل الأسرة، وتطور التكنولوجيا بإفرازاتها المختلفة والهائلة كالأقمار الصناعية والشبكات العنكبوتية، والحاسبات الآلية، ووسائل الاتصال المختلفة؛ أسهم في تضاؤل دور الأُسر.

مشاركة :