أكدت نشرة أخبار الساعة أن قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال لقاء سموه لفيفاً من القيادات الإعلامية العربية والعالمية، في أعمال الدورة الـ18 لمنتدى الإعلام العربي، مؤخراً، إن «الخطاب المتوازن والأفكار البناءة والانفتاح الواعي على ثقافات العالم سلاح الإعلام في مواجهة الفكر المضلل والمغالاة والتطرف» يعبّر عن أهمية دور الإعلام في مواجهة التحديات الأيديولوجية التي اجتاحت العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك من خلال تفعيل وتعزيز الخطاب المعتدل الذي يحدّ من خطابات الكراهية والعنف وممارستهما على الأرض. وأوضحت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن شهر مارس شهد العديد من الأحداث والتطورات الفارقة التي تنذر في دلالاتها بانجراف العالم إلى مرحلة جديدة من التعصب والعنصرية والكراهية التي من شأنها تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، صحيح أنه تم الإعلان مؤخراً عن هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي بشكل كامل في سوريا، لكن هذا لا يعني بأي حال انتفاء الخطر الذي يشكله كفكرة وأيديولوجيا ما تزال تجذب إليها الكثيرين. ولفتت النشرة في افتتاحيتها بعنوان «ضرورة التحرك الدولي لمواجهة خطر التعصب والعنصرية والكراهية» إلى أن العديد من دول العالم تعرضت في الأيام القليلة الماضية لسلسلة من العمليات الإرهابية، بدءاً من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايستتشيرش، في نيوزيلندا، وأسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، وهو الهجوم الذي نفذه مواطن أسترالي يحمل أفكاراً متطرفة تحض على كراهية المسلمين وطردهم من الدول الغربية، مروراً بالهجوم الإرهابي الذي تعرضت له منطقة وسط مالي الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل 134 شخصاً على الأقل من رعاة قبائل الفولاني، وهو الهجوم الذي يعد الأكثر دموية في المنطقة التي تعاني العنف العرقي وعنف الجماعات المتطرفة والإرهابية، ونهاية بتعرض العاصمة الصومالية مقديشو لهجوم إرهابي أسفر عن مقتل خمسة عشر شخصاً وإصابة العشرات، وقد تبنت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الإرهابي. وأكدت النشرة أن تلك الهجمات الإرهابية هي نتاج ثقافة التعصب والكراهية والتطرف التي تشكل الخطر الحقيقي الذي يهدد الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما أنها في الوقت ذاته تؤكد أن ظاهرة التطرف والإرهاب المصاحب له لا ترتبط بدين أو ثقافة معينة، وإنما هي ظاهرة عالمية، وهذا يتطلب المزيد من التعاون الدولي للتصدي لهذه الظاهرة التي تنال من التعايش بين الأديان. وأضافت النشرة أنه رغم أن البشرية عانت مراراً بسبب العنصرية والتعصب الديني والعرقي على مدى سنوات طويلة من تاريخيها القديم والحديث، وواجهت بسببهما حروباً طاحنة قُتل فيها الآلاف من الأبرياء، فإن الهجمات الإرهابية التي وقعت في أكثر من منطقة خلال الأيام الماضية إنما تؤكد بوضوح أن خطر العنصرية والتعصب والكراهية لا يزال ماثلاً، خاصة بالنظر إلى العديد من الاعتبارات: أولها، خطاب اليمين المتطرف في بعض الدول الغربية الذي يغذي بأفكاره الكراهية والعنصرية ضد الأجانب والمهاجرين، ويحرض على العنف ضدهم، الأمر الذي يؤكد ضرورة التحرك للتصدي لهذا الخطاب الذي يقدم الفرصة للتنظيمات المتطرفة والإرهابية العابرة للحدود، وعلى رأسها تنظيما «داعش» و«القاعدة»، للترويج لأفكارها وأيديولوجياتها المتطرفة والهدامة، التي تسعى إلى تعزيز نزعات التعصّب والعنصرية في العالم، وتغذية أسباب الصدام والصراع بين الإسلام والغرب، لخدمة أهدافها الخاصة.. ثانيها، برغم إعلان هزيمة تنظيم «داعش» بشكل كامل في سوريا والعراق وانهيار دولته وخلافته المزعومة هناك، فإن خطر التنظيم يظل قائماً في العديد من دول المنطقة والعالم.. ثالثها أن استمرار الأزمات والنزاعات والصراعات في العديد من المناطق حول العالم يتيح فرصة كبيرة لجماعات التطرف والإرهاب لإعادة تنظيم صفوفها والتي تنمو في غياب سلطة الدولة وحضور الاحتقان الطائفي والعرقي والديني. واختتمت النشرة افتتاحيتها مؤكدة أن تنامي نزعات التعصب والعنصرية والكراهية يتطلب العمل على إعلاء قيم التسامح والتعايش والوسطية والاعتدال، لتفويت الفرصة على قوى التطرف والإرهاب التي تعمل على إشعال الصراع بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، من أجل الانتصار للإنسانية جمعاء، وعلى النحو الذي جسدته بوضوح «وثيقة الأخوة الإنسانية».
مشاركة :