قال ناثان سيلز منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية، في تصريح لـ «الاتحاد»، إن إيران هي اختصار استثنائي للشر، فسلوكها لا يعكس تصرّف حكومة طبيعية، بل سلوك نظام خارج عن القانون يستخدم الإرهاب كأداة رئيسة للحكم، مضيفاً «النظام الإيراني ينفق حوالى مليار دولار سنوياً فقط لدعم الإرهاب، ويفعل ذلك رغم الاضطرابات الاقتصادية المستمرة التي تُفقر ملايين الإيرانيين». وأضاف: «يتراوح نطاق المستفيدين من هذا السخاء غير الشرعي، من ميليشيا (حزب الله) في لبنان، إلى الميليشيات في العراق، مروراً بالجماعات العنيفة في الضفة الغربية، والحوثيين في اليمن، ووصولاً إلى الميليشيات العدائية في سوريا، ومحاولات تقويض أمن الدول الخليجية، واستهداف مملكة البحرين، وكذلك العمليات الإرهابية لوكلاء إيران في الدول الأوروبية». وكانت أعلى سلطة حاكمة في إيران أعلنت أن دعمها الجماعات المسلحة في المنطقة لن يتوقف، بل إنها ستستقطب مقاتلين من خارج الدول العربية ليقاتلوا في الشرق الأوسط إنْ لم تتمكن من حشد الدعم الكافي لتحقيق مصالحها في استمرار لسياساتها المزعزعة للاستقرار، وأقر مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي بتأسيس وإدارة ميليشيات أفغانية في سوريا والعراق ولبنان، وأكد أن ميليشيات (فاطميون وزينبيون) الأفغانيتين اللتين أسسهما الحرس الثوري، لم تُقاتلا في سوريا فقط، بل في العراق ولبنان أيضاً. وقال خامنئي خلال لقائه الجمعة بأفراد أسر قتلى ميليشيات (فاطميون وزينبيون) الإرهابيتين: «إن أطفالكم قاتلوا أميركا في سوريا ولبنان والعراق». ووفقاً لخامنئي، فإن أكثر من ألفي لاجئ أفغاني تم تجنيدهم في إيران من قبل الحرس الثوري الإيراني، وهم منتشرون في سوريا والعراق ولبنان، ودورهم مواجهة الحضور الأميركي في البلدان الثلاثة، ودعم النفوذ الإيراني هناك، في تدخل صارخ في علاقات العراق ولبنان بالولايات المتحدة، حيث ترى الدولتان الولايات المتحدة دولة حليفة وتربطهما علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية بها، ويأتي تصريح خامنئي بعد 4 أيام فقط من تصريح الرئيس العراقي برهم صالح بأن بلاده ماضية في تعزيز شركاتها الإقليمية والدولية مع حلفائها، ومن بينهم الولايات المتحدة.. وأكد باحثون ومختصون غربيون لـ«الاتحاد»، أن تصريحات خامنئي العدائية تؤكد نجاح حملة الضغط الأميركية على النظام الإيراني والتي لا تزال في بداياتها. وأوضح پاتريك كلاوسون، مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن حملة الضغط الأميركية القصوى أقنعَتْ خامنئي بأن إيران لن تشهد تخفيفاً للعقوبات، فلم تكن آفاق الصورة التي رسمها مضيئةً - وفي الواقع، ليس هناك ما يدعو إلى الأمل على الإطلاق. وإذا كانت هذه هي حالة تفكيره فقد حققت إدارة ترامب نجاحاً كبيراً في إقناع خامنئي بأن الضغط سيستمر، وأن إيران لا يمكنها الاعتماد على استمرار صمودها العدائي تجاه الولايات المتحدة. وابتداءً من الآن، نحن لا نتوقع أن يشير خامنئي إلى أي مرونة في الرد على هذه الضغوط - سواء في السياسة الخارجية أو داخل البلاد. لكنه لم يعُد ذلك الشخص الواثق الذي اعتاد في الماضي أن يفتخر بـ «النجاحات» التي حققتها ميليشياته. من جانبه، قال سيث ج. فرانتزمان، الرئيس التنفيذي لمركز الشرق الأوسط، إن إيران تريد إقحام العراق في صراعها الإقليمي، مستغلة موارده وتصريحات المسؤولين الإيرانيين أشارت إلى ذلك صراحة، وقال فرانتزمان: «إن استراتيجية إيران في العراق متعددة الأوجه، وأولها أنها تريد أن يعتقد القادة العراقيون أن من مصلحتهم الكبرى عدم المشاركة في منافسة بين الولايات المتحدة وإيران، وأن استمرارهم في السلطة مناط بالقرار الإيراني فقط. وثانياً أن النظام الإيراني يريد من حلفائه من الجماعات شبه العسكرية الموالية له في العراق ولبنان، الضغط على الولايات المتحدة. وشدد فرانتزمان أن على بغداد قبل واشنطن أن تشعر بالقلق إزاء استراتيجية طهران في العراق، والسعي لمواجهتها.
مشاركة :