توقع محللون ماليون، آثارا إيجابية لصفقة استحواذ "أرامكو" السعودية على 70 في المائة من "سابك" على أداء قطاع المواد الأساسية في سوق الأسهم السعودية. وقالوا لـ"الاقتصادية"، إن الصفقة ستزيد من القدرات التنافسية المحورية لـ"أرامكو" و"سابك"، ما سيؤثر إيجابيا في أداء شركات البتروكيماويات وفي تداولات السوق بشكل عام. وأوضح عماد الرشيد، المحلل المالي، أن الأثر الفعلي لصفقة استحواذ "أرامكو" السعودية على 70 في المائة من "سابك"، لن يظهر إلا في الأرباع المقبلة من العام الجاري، متوقعا ارتفاع وتيرة الشراء في أسهم شركات البتروكيماويات. وأضاف "فنيا أغلق السهم يوم الخميس الماضي عند 123.8 ريال، وفي حال نجح في الإغلاق أعلى من 124 خلال جلسات الأسبوع الحالي، سيكون هدفه 130 ريالا كخطوه أولى". وأكد أن "أرامكو" تحتل مكانة مرموقة عالميا في مجال النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات والأعمال المتعلقة بهم من تنقيب وإنتاج وتكرير وتوزيع وشحن وتسويق. وأضاف: "من خلال استحواذ (أرامكو) على 70 في المائة من (سابك) سيصبح إنتاج (أرامكو) من البتروكيماويات سنويا أكثر من 80 مليون طن، وهذا سيفتح الطريق إلى حقبة جديدة من الابتكار وصنع القيمة في السلسلة الهيدروكربونية، حيث ستزيد حصة (أرامكو) من المشتقات الهيدروكربونية، وبالتالي ستحقق مزيدا في معدل هامش الربح". وأوضح أن "سابك" ستستفيد من مادة اللقيم المنتج من "أرامكو"، لذا أصبحت عملية الاستحواذ تكاملية من التنقيب إلى الإنتاج فالتكرير ثم التصنيع، ما يحسن معدل هامش الربح للمنتجات، وبالتالي سيظهر جليا في الأرباح. وقال "في مجال السعر، بلغ مكرر الربح للسهم 17.26 وهو معدل مقبول مقارنة بمعدلات الشركات الأخرى". بدوره، توقع المستشار فهمي صبحة، الباحث الاقتصادي، أن الاستحواذ يأتي كخطوة متممة لبرنامج تنويع مصادر الدخل، حيث تعد بمنزلة نقلة نوعية في الاتجاه الصحيح لتوفير رأسمال ذكي لتعزيز استراتيجية الاستثمار طويل المدى، تسهم بشكل مباشر في تنويع قطاعات الطاقة التكريرية محليا وعالميا وفقا لـ"رؤية 2030". وأوضح أن الصفقة ستزيد من القدرات التنافسية المحورية لـ"أرامكو" و"سابك"، ما سيؤثر إيجابيا في أداء شركات قطاع البتروكيماويات، وعلى تداولات السوق بشكل عام خلال الفترة المقبلة. من جانبه، توقع أحمد السالم، المحلل المالي، أن ترفع الصفقة من وتيرة الشراء في شركات البتروكيماويات، حيث إن هناك مستثمرين يرون أن للصفقة أبعادا مستقبلية أوسع، مبينا أن السوق ستفتح تداولاتها اليوم على تبعات هذا الحدث الاستراتيجي على مستوى الخريطة الاقتصادية العالمية وليست السعودية فقط. وأضاف "يجب ألا ننظر للصفقة على أنها تغير في خريطة الملكية العامة أو في التوزيعات النقدية، وإنما هي خطوة لإعادة توزيع استثمارات الدولة وهيكلتها، بهدف تشكيل إدارات متخصصة ومستقلة ماليا وإداريا لاستثمارات الدولة كل في مجاله لتحقق كل إدارة التكامل والتنافسية في مجالها، وبالتالي التوسع للاستفادة على المدى البعيد من تحقيق الهدف الاستراتيجي المرصود، وهو تنويع مصادر الدخل ورفع إيرادات الدولة، ولهذا فإن مجريات السوق هذا الأسبوع ستكون "هادئة" مصحوبة بنوع من الترقب من قبل المستثمرين لنتائج الشركات بعد استكمال إعلان نتائجها المالية اليوم.
مشاركة :