انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مجددا السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، معتبرا أن النمو والأسواق المالية كانت ستكون بوضع أفضل لو أن الاحتياطي لم يرفع سعر الفائدة هذا العام. وبحسب "الفرنسية"، كتب ترمب في تغريدة أمس "لو لم يرتكب الاحتياطي الفيدرالي خطأ رفع نسبة الفائدة خصوصا مع نسبة ضعيفة للتضخم لكان نمو الناتج الإجمالي بنسبة 3 في المائة والبورصة أعلى بكثير ولكانت الأسواق المالية في وضع أفضل". وفي وقت سابق، بدأ لاري كودلو مستشار ترمب الرئيس للاقتصاد الهجوم وحض الاحتياطي الفيدرالي على خفض نسبة الفائدة لحماية نمو الاقتصاد الأمريكي إزاء تباطؤ النمو العالمي. وفي مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" الاقتصادية، سئل كودلو عن تصريحات كان أدلى بها لموقع إكسيوس الإخباري طالب فيها بخفض "فوري" بنصف نقطة (0.50 في المائة) للنسب المديرية. ودون أن يكرر المطالبة بخفض نسبة الفوائد بهذه القيمة، أكد كودلو للقناة أنه يتعين خفض نسب الفائدة "من باب الاحتياط، لا نريد وجود مثل هذا التهديد للنسب العالية"، مؤكدا أنه يعبر "عن وجهة نظر الرئيس ترمب". وأضاف: "لا يوجد تضخم في الأفق. وأعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي بالغ فيما فعل" عندما رفع نسب الفائدة بربع نقطة أربع مرات في 2018 كان آخرها في كانون الأول (ديسمبر)، وكانت الزيادة الأكثر إثارة للجدل. وكرر المستشار "لا نريد تعريض الاقتصاد الأمريكي للخطر"، ويشكل الدفاع عن خفض نسب الفائدة تكرارا لموقف ستيفان مور، وهو خبير اقتصادي محافظ يبدو أن ترمب يريد تعيينه رئيسا للاحتياطي الفيدرالي، وهو يدعو عبر عديد من الصحف إلى خفض نسب الفائدة. ويأتي رفع الفائدة في وقت يتوقع فيه معظم خبراء الاقتصاد والمؤسسات، باستثناء البيت الأبيض، تراجعا في النمو الأمريكي في 2019 و2020. وخفض الاحتياطي الفيدرالي أخيرا توقعاته للنمو إلى 2.1 في المائة في 2019 و1.9 في المائة في 2020، في المقابل تتوقع إدارة البيت الأبيض نمو الاقتصاد بنسبة 3.2 في المائة في 2019. وترك الاحتياطي الفيدرالي نسب الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي وتخلى عن رفع نسبة الاقتراض لعام 2019. من جهة أخرى، عبر عضو بمجلس الاحتياطي الفيدرالي عن ثقته في الاقتصاد الأمريكي، قائلا إن زيادات إضافية في معدل الفائدة سيكون أمرا مناسبا على الأرجح. ويرى راندال كوارلز نائب رئيس البنك المركزي للإشراف في حديثه أمام الاقتصاديين في نيويورك، أن سوق العمل يبدو قويا وأن الإنتاجية تتحسن. وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، أوضح كوارلز، أنه يشعر بالراحة الكاملة بشأن البقاء على نهج الصبر في هذه المرحلة ومراقبة البيانات الواردة. وتابع أنه على الرغم من ذلك يرى أن زيادات إضافية في معدل الفائدة قد يكون أمرا ضروريا في مرحلة ما، وهو ما يتماشى مع النظرة المتفائلة لاحتمالات النمو الاقتصادي والزخم. واعترف كوارلز بأن النمو قد تباطأ على الأقل بشكل مؤقت كما توضح البيانات الأخيرة، لكنه لا يزال متفائلا بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي، على حد قوله. وذكر عضو الفيدرالي أنه بالنظر إلى البيانات على المدى القريب، فإنه يرى عديدا من الأسباب لتوقع نمو قوي نسبيا خلال السنوات المقبلة بدعم المكاسب في القدرة الإنتاجية للاقتصاد الأمريكي. إلى ذلك، هدد الرئيس الأمريكي بأنه قد يغلق الحدود الجنوبية للبلاد التي تفصل بين الولايات المتحدة والمكسيك في الأسبوع المقبل ما لم تتوقف عمليات الهجرة غير الشرعية. وكتب ترمب في تغريدة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الديمقراطيين سنوا القوانين الأضعف بشأن الهجرة مقارنة بأي مكان حول العالم. وأضاف أن المكسيك تتمتع بأقوى قوانين للهجرة، مضيفا أنهم يتمكنون من جني أكثر من 100 مليار دولار سنويا. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه يجب أن يقوم الكونجرس بتغيير قوانين الهجرة الضعيفة الخاصة بالولايات المتحدة الآن، منوها إلى أنه يجب أن تمنع المكسيك المهاجرين غير الشرعيين من دخول الولايات المتحدة من خلال حدود بلادهم وحدودنا الجنوبية. وأوضح الرئيس الأمريكي أن المكسيك حققت ثروة لسنوات عديدة من الولايات المتحدة تفوق بكثير تكاليف بناء الجدار. وشدد الرئيس ترمب على أنه إذا لم توقف المكسيك على الفور جميع عمليات الهجرة غير الشرعية التي تتدفق إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية، سيقوم بإغلاق الحدود أو أجزاء كبيرة من الحدود في الأسبوع المقبل. وقال ترمب: "إضافة إلى أننا نخسر كثيرا من الأموال مع المكسيك خاصة عندما تضاف تجارة المخدرات وغيرها، سيكون إغلاق الحدود أمرا جيدا". وتعرضت الحكومة الفيدرالية إلى إغلاق امتد لنحو 35 يوما في الفترة بين شهري ديسمبر ويناير الماضيين على خلفية خلاف بين ترمب والكونجرس حول تمويل جدار عازل على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.