تذكرتُ المؤرخ الجغرافي النسّابة عاتق بن غيث البلادي مرتين أولاهما عندما زرتُ خيبر يوم 5/5/1436هـ وتجوّلت فيها حيث تذكرت كتابه «خيبر: ذات الحصون والعيون والنخيل» وثانيتهما عندما أعطاني نادي المدينة المنورة نسخة من مجلته الفصلية «الآطام» وقد جعلت في عددها 46 شخصية العدد عن عاتق البلادي، وعرضت بالكتابة والصورة شيئاً من سيرته الطويلة المليئة بكل اسباب الكفاح والعصامية كما وصفته. عاتق البلادي رحل عن 42 كتاباً تركها على رفوف المكتبة وبعضها في مجلدات، وكلها نفيسة، ولعل من أهمها كتاب معجم معالم الحجاز (10 مجلدات) ومعجم قبائل الحجاز، ولم يماثله أحد في الكتابة عن معالم مكة المكرمة وتاريخها فله «معالم مكة التاريخية والأثرية» و»بين مكة وحضرموت» و»بين مكة واليمن» و»أودية مكة وجبالها وسكانها» و»فضائل مكة وحرمة البيت الحرام» و»نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين» و»هديل الحمام في تاريخ البلد الحرام» وهو في شعراء مكة على مر العصور و»بين مكة وبرك العماد» و»نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين» «زهر البساتين المستدرك على نشر الرياحين» وهو تكملة له، و»الرحلة اليمانية للبركاتي» (اعداد وتحقيق وتعليق) و»المصحح في تاريخ مكة المكرمة» وهو تصحيح ونقد لما كُتب عن مكة، وقد أوصى بمكتبته الخاصة لمكتبة المسجد الحرام وهي الآن هناك وقد عني البلادي بالتصحيح كعنايته بالتأليف ومن ذلك كتابه «محراث التراث» وهو تعقيبات لبعض ما ورد في كتب التراث، وكتاب «معجم القبائل العربية» المتفقة اسمًا المختلفة نسبًا او ديارًا» لكن أبرز كتب التصحيحات هو كتابه «الميضاح» الذي يقع في 431 صفحة، وتناول فيه ما أُلف عن بلادنا من اول القرن الرابع عشر حيث نقد وصحح ما ورد في 33 كتابًا، وقد شرح في أوله كلمة الميضاح بقوله «هو في البادية عبارة عن مجموعة أعواد تُشعل فيها النار، فيُمسك الباحث عن الشيء في ظلمة الليل بطرفها، ويستضيء بطرفها المتقد بحثاً عما يريد» واوضح انه لم يستدرك الاّ على من يعتدّ بقوله واتخذ كتابه مرجعاً. تلك خطرات عن عاتق البلادي الذي أرى أنه لم يكرم حيًا، ونُسي بعد وفاته وبخاصة في مكة المكرمة التي ألّف عنها، واحتضنت جسمه ميتًا ومكتبته في مكة الحرم، ومع أن التكريم الان لا يزيده شيئًا لكن الجحود غير محمود. Ibn_Jammal@hotmail.com
مشاركة :