مهام أساسية لسولسكاير إذا أراد النجاح مع مانشستر يونايتد

  • 4/1/2019
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

وصف المدير الفني النرويجي لفريق مانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير، أداء فريقه بـ«السيئ»، رغم الفوز 2 - 1 على واتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم باستاد «أولد ترافورد» السبت. وجاءت أول مباراة لسولسكاير بعد تعيينه بشكل دائم محبطة، وكان التسجيل عن طريق ماركوس راشفورد وأنطوني مارسيال، بواقع هدف في كل شوط، هو مصدر الرضا الوحيد للمدرب النرويجي. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على المهام التي يتعين على سولسكاير القيام بها إذا كان يريد النجاح مع مانشستر يونايتد في مهمته الجديدة: - إنهاء الدوري ضمن المراكز الأربعة الأولى من المهم للغاية أن ينهي مانشستر يونايتد الدوري الإنجليزي الممتاز ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، نظراً لأن أي لاعب سيسعى النادي للتعاقد معه في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة سوف يفكر أكثر من مرة إذا كان الفريق يشارك في بطولة الدوري الأوروبي وليس دوري أبطال أوروبا. وكان معظم الناس يتخيلون أن مانشستر يونايتد لن يعلن عن اسم المدير الفني الدائم للفريق إلا في نهاية الموسم الحالي، أو بالأحرى أن مانشستر يونايتد كان سينتظر ليعرف ما إذا كان المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير سيتمكن من التأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا أم لا، وهي المهمة التي كان يبدو من شبه المستحيل على المدير الفني السابق جوزيه مورينيو تحقيقها. لكن مانشستر يونايتد لم ينتظر حتى نهاية الموسم، وأعلن عن تعيين سولسكاير مديراً فنياً دائماً لمدة ثلاث سنوات، بعد النتائج الرائعة التي حققها المدير الفني النرويجي، سواء على المستوى المحلي أو القاري، ونجاحه في تحقيق شعبية كبيرة بين أنصار وعشاق الشياطين الحمر. لكن الخطر يتمثل في أن آرسنال وتوتنهام يقاتلان من أجل احتلال المركزين الثالث والرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني أن سولسكاير ومانشستر يونايتد قد يفشلان في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى. - عرض جيد أمام برشلونة دعونا نتفق منذ البداية على أن مواجهة برشلونة في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا ستكون صعبة للغاية. لكن لا يمكن الحكم على مستوى مانشستر يونايتد، وما إذا كان قد نجح في العودة إلى المسار الصحيح أم لا إلا عندما يواجه أقوى الأندية في أوروبا. ومن الواضح أن برشلونة يعد النادي الأقوى في إسبانيا حالياً، بدليل أنه يتربع على صدارة الدوري الإسباني الممتاز بفارق 10 نقاط كاملة عن أقرب منافسيه. ولكي نكون منصفين، لم يكن مانشستر يونايتد مرشحاً في أي وقت من الأوقات خلال السنوات الخمس الأخيرة للوصول إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا على حساب فريق مثل برشلونة، ومن هذا المنطلق فإن سولسكاير ليس لديه ما يخسره. لكن الفوز غير المتوقع على باريس سان جيرمان في عقر داره بملعب «حديقة الأمراء»، والتأهل إلى دور الثمانية للبطولة الأقوى في القارة العجوز بعد الخسارة في المباراة الأولى على ملعب «أولد ترافورد» بهدفين دون رد، كان أحد الأسباب الأساسية في تعيين المدير الفني النرويجي مديراً فنياً دائماً. وكما هو الحال مع الوضع في الدوري المحلي، فإذا لم يتمكن مانشستر يونايتد من تحقيق المفاجأة، ولو تمكن برشلونة من الإطاحة به، كما هو متوقع، فإن الكثير من الزخم المحيط بسولسكاير سوف ينتهي قبل نهاية الموسم. وفي المقابل، فإن الإطاحة ببرشلونة سوف تؤكد الوضع الأسطوري الذي يتمتع به المدير الفني النرويجي الآن في «أولد ترافورد». - الإبقاء على فيلان لن يكون من الصعب الإبقاء على مايك فيلان، مساعد سولسكاير، داخل جدران النادي خلال الفترة المقبلة، نظراً لأن فيلان نفسه لا يريد أن يذهب إلى أي مكان آخر. ولو كان المدير الفني الاسكوتلندي ديفيد مويز مستمراً في قيادة مانشستر يونايتد حتى الآن لفكر أكثر من مرة قبل أن يتخذ قراره بالتخلي عن خدمات فيلان. ويبدو أن إعادة فيلان إلى النادي قد بدأت تؤتي ثمارها، كما كان متوقعاً. - اتخاذ قرار بشأن مدير الكرة قد لا يكون هذا أمراً عاجلاً الآن، على عكس ما كان عليه الحال في عهد المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، نظراً لأن سولسكاير قد يعتبر المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون هو المستشار الوحيد فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة، وضمان الاستمرارية التي يحتاجها النادي. ويتمثل الهدف الرئيسي الآن للمحور المكون من سولسكاير وفيلان وفيرغسون في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيحة. وطالما ظل سولسكاير مديراً فنياً للفريق، فلا يبدو أنه سيكون هناك سبب لعدم استمرار هذا المحور، على الرغم من أن وجود شخص يكون مسؤولاً بشكل عام عن سياسة الانتقالات داخل النادي قد تكون منطقية لو واصل مانشستر يونايتد تغيير المديرين الفنيين كل موسمين. - الإبقاء على العناصر الأساسية للفريق يتعين على مانشستر يونايتد أن يحافظ على العناصر الأساسية للفريق، ومن بينها بالتأكيد ماركوس راشفورد وديفيد دي خيا. ولم تعد هناك الآن شكوى مستمرة من عدم تعاقد النادي مع لاعبين جدد، على عكس ما كان يحدث أيام مورينيو، الذي كان يشكو بشكل متكرر من وجود نقص واضح في خط الدفاع. ويجب التأكيد على أن راشفورد يعد لاعباً رائعاً، وبإمكانه أن يصبح أفضل من ذلك بكثير، ولذا يتعين على مانشستر يونايتد أن يعمل على ضمان بقاء اللاعب على المدى الطويل. ورغم أن ديفيد دي خيا لم يعد مطلوباً لدى ريال مدريد بالشكل الذي كان عليه الأمر في الماضي، فإنه يعد أحد أفضل حراس المرمى في العالم، ويدرك مانشستر يونايتد جيداً أنه من الصعب للغاية العثور على حارس مرمى آخر بهذه القدرات والإمكانات. - إبرام صفقات قوية إذا استمر سولسكاير في منصبه خلال السنوات الثلاثة المقبلة، فسوف يتعين عليه عاجلاً أم آجلاً أن يتخذ خطوات لبناء فريق وفق رؤيته الخاصة، وليس مجموعة من اللاعبين الذين «ورثهم» من المديرين الفنيين السابقين، إن جاز التعبير. وتشير التقارير إلى أن هناك الكثير من الأسماء المرشحة للانتقال إلى «أولد ترافورد»، من بينهم جادون سانشو، وكالوم هودسون أودوي، وديكلان رايس، وآرون وان بيساكا، وهاري ماغواير، لكن من الناحية المثالية يجب أن يحاول سولسكاير أن يتعاقد مع لاعبين صغار في السن لديهم قدر كبير من الحماس، ويناسبون الطريقة الهجومية التي يعتمد عليها، وليس لاعبين من نوعية مروان فيلاني (الذي تعاقد معه ديفيد مويز)، أو باستيان شفاينشتايغر (الذي تعاقد معه لويس فان غال)، أو أليكسيس سانشيز (الذي تعاقد معه مورينيو). - إيجاد طريقة دبلوماسية للتعامل مع سانشيز إنه لأمر محرج للغاية أن يكون أعلى اللاعبين أجراً في الفريق لا يشارك بصفة مستمرة في التشكيلة الأساسية، ويقدم مستويات مخيبة للآمال عندما يتم الدفع به في المباريات. ويبدو من الواضح للجميع أن اللاعب التشيلي لم ينجح في تقديم الأداء المتوقع منه مع مانشستر يونايتد، كما أن حصول اللاعب على راتب أسبوعي ضخم يصل إلى 500 ألف جنيه إسترليني يعقد أي مفاوضات بشأن مستقبل اللاعب. ويبدو أن هناك خلافاً بين سولسكاير والنادي بشأن ما إذا كان يجب الإبقاء على سانشيز أو الاستغناء عنه، رغم أن النادي يعلم جيداً أنه من الصعب الحصول على أي أرباح من بيع اللاعب بسبب المقابل المادي الكبير الذي يحصل عليه، وهو الأمر الذي سيقلل عدد الأندية التي ترغب في الحصول على خدماته. تجب الإشارة إلى أن تعيين سولسكاير مديراً فنياً دائماً للفريق، بعد 6 سنوات من التغيير غير المُقنع، لا يعني أن مانشستر يونايتد قد استعان بأحد أيقونات الماضي فحسب، لكنه يعني أيضاً أنه لجأ إلى مدير فني مُصر وعازم على أن يكون بمثابة «قناة اتصال» بين مستقبل النادي وماضيه. إنها خطوة تحظى بشعبية كبيرة بين أنصار وعشاق النادي، وتبدو أيضاً خطوة موفقة وناجحة، خصوصاً بعدما نجح سولسكاير في تحقيق نتائج أكثر من رائعة مع الفريق خلال الموسم الحالي. ومع ذلك، يرى البعض أن سولسكاير ليست لديه خبرة كبيرة في عالم التدريب، وأنه لم يشرف من قبل على إعادة بناء فريق، وأن حالة الإثارة والحماس التي أحدثها في مانشستر يونايتد فور توليه المسؤولية لن تدوم إلى الأبد! ويبدو أنه لا يوجد شخص في مجلس إدارة مانشستر يونايتد لديه الفطنة للعثور على مدير فني واعد ولديه القدرة على تحقيق النجاح على المدى الطويل، وليس مديراً فنياً وصل إلى القمة بالفعل، وبدأ في التراجع مثل لويس فان غال وجوزيه مورينيو. ويمكن القول إن سولسكاير هو هذا المدير الفني الواعد، الذي كان تعيينه مديراً فنياً مؤقتاً للفريق قراراً موفقاً للغاية، وربما يكون هو أفضل قرار اتخذه مجلس إدارة مانشستر يونايتد منذ سنوات، لأن هذا القرار قد نجح في إيقاف التدهور المتواصل في نتائج وأداء الفريق. لقد كان مجيء المدير الفني النرويجي شبيهاً بشروق الشمس الساطعة وسط الغيوم الكئيبة التي كانت تسيطر على الأجواء منذ سنوات. وبدأ سولسكاير في مساعدة اللاعبين، الذين كانوا في حالة بائسة، على أن يستعيدوا لياقتهم البدنية والذهنية، وأن يلعبوا بأريحية كبيرة داخل المستطيل الأخضر. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الشكوك حول قدرة المدير الفني النرويجي على مواصلة النجاح، لكن هذه الشكوك ستتلاشى بمرور الوقت. لكن الأسئلة المطروحة الآن هي: لماذا قرر مانشستر يونايتد الإعلان عن تعيين سولسكاير مديراً فنياً دائماً الآن؟ ولماذا تم الإعلان عن هذا القرار بعد خسارة النادي في مباراتين متتاليتين؟ ربما يعود الأمر إلى أن مسؤولي مانشستر يونايتد يدركون جيداً أن الإعلان عن اسم مدير فني دائم سوف يساعد كثيراً في عملية التعاقد مع اللاعبين الجدد، لأن أي لاعب يقرر الانتقال إلى أي ناد سوف يضع في حسبانه من هو المدير الفني للفريق. لكن على أي حال، يبقى توقيت الإعلان عن تعيين سولسكاير بشكل دائم محيراً للغاية! وقد حقق سولسكاير نتائج رائعة كمدير فني مؤقت، وأظهر شخصية قوية، والتزم بأفكار تثبت أنه يؤمن تماماً بأفكار السير أليكس فيرغسون، وظهر من الواضح أنه يعمل بكل ما أوتي من قوة على إعادة النادي إلى المسار الصحيح. وعلاوة على ذلك، فإن حُب سولسكاير للنادي يعني أنه لن يحرض عليه (خصوصاً على الملأ) أو أن يرحل بشكل مفاجئ إلى أحد الأندية المنافسة! وقد كانت بدايته مع الفريق استثنائية، بل وكانت أفضل بكثير مما كان متوقعاً، لكنه لأول مرة يتعرض لهزيمتين متتاليتين مع الفريق منذ توليه المهمة، وهو الأمر الذي يجعل البعض يتساءل عما إذا كان يمكن أن يكون هذا بداية لتراجع النتائج. وماذا لو أنهى مانشستر يونايتد الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز السادس وفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا؟ وماذا لو خسر بشكل مهين أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا؟ وبالتالي، لماذا لم ينتظر مانشستر يونايتد لشهرين آخرين حتى يثبت سولسكاير جدارته بتولي مهمة الفريق بشكل دائم؟ كل هذه أسئلة يتم طرحها من قبل البعض منذ الإعلان عن تولي المدير الفني النرويجي المهمة بشكل دائم. لكن هذا هو السيناريو الأسوأ. إن السؤال عن سبب عدم انتظار مانشستر يونايتد لنهاية الموسم لكي يعلن عن تولي سولسكاير المهمة بشكل دائم لا يعني على الإطلاق أن الإعلان في الوقت الحالي يعد أمراً خاطئاً، خصوصاً في ظل الدلائل والبراهين التي تشير إلى النجاح الكبير الذي حققه المدير الفني النرويجي خلال الفترة الماضية. علاوة على ذلك، نجح سولسكاير في تطوير أداء عدد كبير من لاعبي الفريق، على رأسهم بول بوغبا وماركوس راشفورد وأنتوني مارسيال وجيسي لينغارد ولوك شو. كما أدار مباراة فريقه أمام باريس سان جيرمان في فرنسا باقتدار. تجب الإشارة إلى أن الأمور الخططية والتكتيكية لا تتعلق فقط باختيار أفضل اللاعبين في أفضل المراكز، لكنها تتعلق أيضاً بقراءة المباريات والتفاعل مع ما يحدث بشكل مناسب، وهذا هو ما أثبته سولسكاير في الكثير من المباريات. سوف يقول البعض إن مانشستر يونايتد كان محظوظاً للغاية في تلك الليلة، لكن الشيء المؤكد هو أن سولسكاير قد استفاد من الفرص الممكنة والمتاحة أمامه بشكل يظهر براعته وذكاءه. لقد نجح سولسكاير في ترميم الفريق وتذكير اللاعبين بما كان عليه النادي في السابق، وبما يمكن أن يكون عليه مرة أخرى، وبأنه يجب أن يكون مانشستر يونايتد فريقاً كبيراً على الدوام. وبالإضافة إلى التساؤل عن كيفية تعامل سولسكاير مع الهزيمتين الأخيرتين اللتين تعرض لهما فريقه، فإنه من الإنصاف أيضاً أن نتعامل معه على أنه مدير فني تولى مهمة تدريب الفريق في ظروف صعبة للغاية، وأن ننظر إليه بعيداً عن «عباءة أليكس فيرغسون»، إن جاز التعبير.

مشاركة :