الأتراك ينقلبون على أردوغان بصناديق الاقتراع..الانتخابات التركية تكتب نهاية العدالة والتنمية..فوز بطعم الهزيمة بعد ضربة ثلاثية للمعارضة بأنقرة وإسطنبول وأزمير..وزعيم الشعب الجمهوري:انتصار للديمقراطية

  • 4/2/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ضربة قوية، وانتكاسة غير مسبوقة، وهزيمة ثقيلة، تعرض لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتحالفه "الشعب"، الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" الحاكم و"الحركة القومية" بزعامة دولت بهتشلي، بعد خسارته العاصمة أنقرة لأول مرة منذ 25 عاما، إلى جانب هزيمته في مدينتي إسطنبول وأزمير. وحقق اليسار العلماني، ممثلا بحزب الشعب الجمهوري، الذي يعتبر نفسه حامل لواء الكمالية في البلاد، حيث استطاع الفوز بالمدن الكبرى، والجائزة الكبرى "إسطنبول"، حيث أعلن أكرم إمام أوغلو، مرشح الشعب الجمهوري فوزه أمام بن علي يلدريم مرشح العدالة والتنمية وحليف أردوغان. وإسطنبول تعد كبرى مدن تركيا، وطالما كانت رمز التنافس الإسلامي-العلماني، الذي هيمن على السياسة التركية لسنوات. الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدأ حياته رئيسا لبلدية إسطنبول، وسياساته هناك أكسبته الشعبية التي حظي بها لسنوات.إضافة لرئاسة البلدية، فإن حزب الشعب الجمهوري، فاز ببلديات كبيرة، داخل اسطنبول، وإن لم يفز بالعدد الأكبر منها.هذا الفوز جاء نتاج عوامل عدة لكن أهمها، حسب المحليين، "بعض سياسات حزب العدالة والتنمية، والأهم محاولة حزب الشعب الجمهوري طي صفحة ماضيه" الذي اعتبره كثيرون "إقصائيا" لكثير من أفراد المجتمع، خاصة المحافظين منهم. وخسر "العدالة والتنمية" الانتخابات المحلية في العاصمة أنقرة وفي مدينة أزمير، في أقوى ضربة يتعرض لها الحزب على مدار 16 عاما.كما تتقدم المعارضة في انتخابات رئيس بلدية إسطنبول، أكبر مدن البلاد، كما تقول مفوضية الانتخابات.وفي البلاد بصورة عامة، فاز تحالف حزب العدالة والتنمية بأكثر من 51 %من أصوات الناخبين في الانتخابات التي ينظر إليها على أنها تصويت على حكم أردوغان، وسط وقت تعاني فيه البلاد من كساد اقتصادي. خسر تحالف الشعب المبرم بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية 10 مدن كانت في قبضته لصالح المعارضة.فقد خسر حزب العدالة والتنمية بلديات إسطنبول وأنقرة وأنطاليا وأرداهان وأرتفين وبيلاجيك وبولو وكيرشهير، فيما خسر حزب الحركة القومية بلديات أضنة ومرسين لصالح حزب الشعب الجمهوري المعارض.وفاز حزب الحركة القومية الذي تنافس مع حليفه الحاكم ببلديات أماسيا وبايبورت وشانكيري وأرزينجان وكارامان وكاستامونو والتي فاز بها من قبل حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات المحلية السابقة في عام 2014.وخسر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بلديات أغري وشرناق وبيتليس لصالح حزب العدالة والتنمية، ومدينة إغدير لصالح حزب الحركة القومية، وبلدة دارسيم لصالح الحزب الشيوعي، غير أنه اقتنص بلدية كارس من حزب الحركة القومية.وخسر حزب الشعب الجمهوري بلديات زوجولداك وجيراسون التين فاز بهما من قبل في عام 2014، وذلك لصالح حزب العدالة والتنمية.وفاز محمد سيام كاسيم أوغلو، المرشح المستقيل من حزب الشعب الجمهوري، ببلدية كيركلارالي.وبهذا خسر العدالة والتنمية 9 بلديات من بين 48 بلدية فاز بها خلال الانتخابات الماضية في عام 2014 ليحصل خلال هذه الانتخابات 39 بلدية فقط.ورفع حزب الشعب الجمهوري رصيده خلال هذه الانتخابات إلى 21 بلدية بعدما فاز بـ14 بلدية في انتخابات عام 2014، وانتقلت إدارة ثلاث مدن كبرى وهي إسطنبول وأنقرة وإزمير إلى حزب الشعب الجمهوري.وتراجع رصيد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من 11 بلدية إلى 7 بلديات، والواقع أنه دعم الأحزاب المعارضة في بعض المدن.وأصبح حزب الحركة القومية هو الفائز من تحالف الجمهور، حيث رفع رصيده هذه المرة من 8 بلديات إلى 12 بلدية.وفقدت الليرة التركية قدرا كبيرا من قيمتها، ودخل الاقتصاد حالة كساد في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2018، وكان أردوغان في السابق قد قال إن الانتخابات عن "بقاء" البلاد وحزبه.وبعد ظهور النتائج الأولية، أعلن أردوغان أنّ حزبه "سيعالج مكامن ضعفه" التي ظهرت في الانتخابات البلدية. وأضاف: "أظهرت النتائج أننا، كحزب العدالة والتنمية، برزنا مجددا باعتبارنا الحزب رقم واحد من خلال تحقيق فوز كاسح في هذه الانتخابات، كما كان الحال دائما منذ انتخابات 3 نوفمبر 2002".ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في الانتخابات المحلية أكثر من 57 مليون شخص، وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسيمة إن الإقبال على التصويت بلغ نحو 85 %. وفاز في أنقرة منصور يافاش، مرشح حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب علماني. ومع فرز أغلب الأصوات، حصل يافاس على نحو 51% من الأصوات، بينما حصل محمد أوزاسكي، مرشح حزب العدالة والتنمية على نحو 47 % من الأصوات. وكانت إسطنبول تحت سيطرة أحزاب على صلة بإأردوغان منذ عام 1994، عندما انتُخب كرئيس بلدية للمدينة.وقال كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري إن "الشعب صوت لصالح الديمقراطية واختار الديمقراطية".وفي آخر خطاباته قبيل انطلاق الانتخابات، تعهد أردوغان بالتركيز على قيادته للاقتصاد التركي قبل الانتخابات العامة التي من المزمع إجراؤها عام 2023.ومن جانبها، ذكرت وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية أن المدن التركية الكبرى انقلبت ضد الرئيس رجب طيب أردوغان لأول مرة منذ 1994، في رفض لاذع في صناديق الاقتراع لسياساته انتهى لصالح المعارضة التي اقتنصت مسقط رأس أردوغان في إسطنبول. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن العاصمة أنقرة والمدن الأخرى على ساحل البحر المتوسط خرجت من سيطرة "تحالف الشعب"، الذي يقوده حزبا "العدالة والتنمية" الحاكم و"الحركة القومية" خلال الانتخابات المحلية التي جرت أمس نتيجة حالة الكساد التي ضربت الاقتصاد التركي وفقد العملة التركية الليرة لأكثر من 30% من قيمتها، وتمكن التحالف الذي يتزعمه أردوغان من النجاح في المناطق الريفية.ولم يستسلم أردوغان حتى الآن ويعترف بالهزيمة، على الرغم من اعتراف حليفه ومرشح حزبه بن علي يلدريم بخسارة الانتخابات في إسطنبول بفارق 25 ألف صوت. ونقلت الوكالة الأمريكية عن نورا نيوتبوم، الخبيرة الاقتصادية في شركة "إيه. بي. إن أمور" في أمستردام، قولها إن التحالف فقد السيطرة على المدن الكبرى، وهو ما يمثل تحذيرا واضحا على عدم رضا الأتراك عن السياسة الاقتصادية الحالية التي يتبعها النظام التركي. وأشارت إلى أنه "من المحتمل أن تكون لدى الحكومة الحالية شهية محدودة للإصلاحات، وقد تركز بدلا من ذلك على الحلول السريعة، مثل إغراق الاقتصاد بمزيد من القروض المنخفضة الفائدة". ونقلت عن وولفانجو بيشولي، الرئيس المشارك في شركة تينيو إنتليجينس إن خسارة حزب أردوغان الأصوات المهمة في المعاقل الاقتصادية التركية، مشيرا إلى أن تراجع الاقتصاد التركي "قتل أسطورة أردوغان الذي لا يقهر".

مشاركة :