لم تكن هذه هي مباراة التتويج التي كنا ننتظرها من السد.. فالمستوى الذي كان عليه أمام الدحيل، لا سيما في الشوط الثاني، كان أقل بكثير مما توقعناه على الرغم من أنه كان يلعب بصفوف مكتملة تقريباً ولم يغب عنه سوى عبدالكريم حسن. وفي الحقيقة فإن السد كان قد خاض المباراة بصورتين مختلفتين، فكان نداً صلباً في الشوط الأول الذي أنهاه بتقدمه بهدف السبق لبونجاح والذي جاء تتويجاً لجهد هجومي جيد نشط فيه الثلاثي بونجاح والهيدوس وعفيف ومن خلفهم مهندس العمليات تشافي، فكان ذلك كفيلاً بأن يرجح كفتهم بحيث كان بإمكانهم أن يخرجوا بأكثر من هدف لولا ركلة الجزاء التي أهدرها عفيف والقائم الذي رد الكرة الخطيرة للهداف الكبير بونجاح. غير أن الصورة الجميلة هذه سرعان ما تلاشت في الشوط الثاني أو قبل ذلك بقليل مع نهاية الشوط الأول إذ شهدنا تراجعاً غير متوقع للفريق لا سيما بعد خروج تشافي بعد الدقيقة الستين ليكون ذلك بمثابة نقطة التحول التي جعلت المباراة تخرج من يد الفريق ومعها النتيجة التي انقلبت من التقدم بهدف إلى التأخر بهدفين لهدف حتى الدقيقة الرابعة والأخيرة من الوقت بدل الضائع التي حصل فيها على تلك الهدية الثمينة جداً التي جاءت من خطأ مدافع الدحيل البديل مراد ناجي عندما سجل خطأً في مرماه وهو ما أبقى على آمال السد لأنه لن يكون بحاجة إلى أكثر من فوز واحد في مباراتيه الأخيرتين أمام الأهلي وأم صلال لكي يُتوج بطلاً لهذا الموسم. وفي كل الأحوال نقول إن السد لم يكن في صورته المعتادة في هذه المباراة الصعبة وأن مدربه لم يكن موفقاً في خياراته وفي تدخلاته التي افتقرت إلى المعالجات المطلوبة في شوط المدربين وهو ما يجعلنا نذهب إلى أن التعادل كان منقذاً للسد في هذه المباراة وهو بطعم الفوز بكل تأكيد. رغم تخليه عن لاعب مهم بمستوى الراوي طوال أربعين دقيقة فاريا أثبت جدارته في قيادة الدحيل رغم أن مدرب الدحيل روي فاريا كان قد سجل حضوراً مهماً في مباراته التي قلب فيها تأخره بهدف أمام السد إلى تقدم بهدفين قبل أن تحرمه الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع من فوز كان أقرب إليه من حبل الوريد بسبب الهدف الذي سُجل خطأً بمرماه من قبل مدافعه البديل مراد ناجي ، إلا أن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى أن فاريا كان قد ارتكب خطأً لا يغتفر عندما فرط بلاعب مهم مثل بسام الراوي ليتركه على دكة البدلاء قبل أن يضطر للزج به في الدقيقة الأربعين إثر إصابة لويز مارتن.. وفي الحقيقة فإن دخول الراوي كان أحد الأسباب المهمة جداً في التحول الإيجابي الذي مكّن الدحيل من أن يفرض الكثير من السيطرة ليتفوق كثيراً على السد لا سيما في الشوط الثاني، وذلك من خلال الدور المهم الذي لعبه الراوي في منطقة العمليات إلى جانب كريم بوضياف، وليكون ذلك بالتالي هو من مهّد لقلب النتيجة بهدفي يوسف العربي قبل الهدف الذي قتل الفرحة الدحلاوية في الرمق الأخير من عمر المباراة.. غير أن الراوي لم يكن هو وحده من غير مسار المباراة وإنما فاريا نفسه بحكم تدخلاته المهمة وإرشاداته وما أحدثه من متغيرات على مستوى الواجبات لا سيما في الجانب الهجومي ليكون ذلك بالتالي سبباً مباشراً في فرض التراجع على السد، وبالتالي تكثيف الضغط على مرماه من خلال سلسلة من المحاولات التي أثمرت عن هدفين وقبلها تلك المحاولة الرائعة لنجم المباراة الياباني ناكاجيما شويا الذي أصاب العارضة مع نهاية الشوط الأول إلى جانب ما قدمه من عرض رائع عبر توغلاته الجانبية وتمريراته الخطيرة وتسديداته التي أربكت فعلاً دفاعات السد وحارس مرماه. نقول إن الدحيل خرج بتعادل كان بطعم الخسارة لأنه أفقده فرصة التنافس على اللقب من الناحية المنطقية لكنه في المقابل كان قد قدم واحداً من أفضل عروضه خصوصاً في النصف الثاني من لقاء القمة المثير هذا. خلال مواجهته مع العميد الكرة تعاقب العربي عندما تُهدر الفرص وفي مباراة ديربي لا تسأل عن النتيجة ومن الطبيعي أن تعاقبك الكرة وهذا ما حدث مع العربي في مواجهته أمام الأهلي في تلك الجولة. العربي وصل لمرمى الأهلي في أكثر من فرصة وانفرد فهد خلفان بالمرمى تماماً ثلاث مرات وفي المرات الثلاثة أنقذ الحارس رودريجوس المرمى مرتين وفي الثالثة تكفل القائد دي جونج بإنقاذ المرمى، ومثل هذه الفرص عندما تضيع يكون العقاب فورياً من كرة القدم بخسارة الفريق للمباراة وبالتالي فرصة أن ينافس على المربع الذهبي ليس هذا فقط بل تحسين مركزه السادس الذي يحتله حالياً. وفريق العربي يؤدي بشكل جيد مع التشكيلة الحالية والمدرب الجديد الأيسلندي هيمير هالجريمسون ولكن إضاعة الفريق للعديد من الفرص كانت سبباً في تلك الخسارة ومن قبلها الخسارة من الغرافة ولو كان الفريق فاز في المباراتين لكان الآن في المربع الذهبي ولذلك يحتاج الفريق في المرحلة المقبلة تفعيل الهجوم بشكل أفضل وأن يكون أكثر فاعلية. وصحيح أن الخط الأمامي يقوده الإيفواري المميز ويلفرد بوني وهو واحد من المهاجمين الأقوياء، إلا أن عدم وصول الكرة له في هذه المباراة بنفس وضعية فهد خلفان حرم الفريق من هز الشباك في تلك المباراة الهامة والفاصلة للفريق في بطولة الدوري، حيث كان يسعى وبكل قوة لتحقيق الانتصار في اللقاء. حقق انتصاراً مهماً في طريق المربع الأهلي يلعب كرته الجميلة استحق فريق الأهلي الانتصار الذي حققه على العربي في هذه الجولة بنتيجة ٢ - ١ لكون الفريق كان الأفضل في اللقاء ونجح في تسجيل هدفين رغم أن منافسه كان الأكثر خطورة وتهديداً لمرمى الحارس رودريجوس. والحقيقة أن الأهلي في هذه المباراة استعاد تقديم الأداء الجيد « وكرته الجميلة « التي كان يقدمها من قبل مع المدرب السابق ميلان ماتشالا وأظهر إمكانات فنية جيدة في هذه المباراة المهمة له في بطولة الدوري. وخلال اللقاء أظهر الفريق أيضاً روحاً عالية جداً ولعب الفريق بقتال من أجل تحقيق الانتصار ومثل هذه الأشياء تكون مهمة ومؤثرة مع أي فريق يسعى لتحقيق الانتصارات والتقدم في جدول الترتيب. وعلى الصعيد الرقمي هذا الانتصار وضع الفريق بالقرب من المربع الذهبي حيث تساوى مع فريق الريان في عدد النقاط ولكل منهما ٣٣ نقطة وبالتالي إمكانية أن يحتل الفريق المركز الرابع في جدول الترتيب كبيرة إذا نجح في حصد نقاط آخر مباراتين له مع السد ثم الخور. وبصفة عامة الأهلي أقنع الجميع بالأداء الذي قدمه في اللقاء مؤكداً أن الفريق يمتلك الإمكانات التي تؤهله للمنافسة والتواجد في مركز أفضل بجدول الترتيب. خطف فوزاً مهماً بهدف السيلية.. النقاط قبل اللعب والأداء خرج شواهين السيلية بمكاسب عديدة في الجولة العشرين، أهمّها على الإطلاق العودة إلى المركز الثالث، وتجدّد آمال الحصول على المركز المرموق والذي يُعتبر إنجازاً كبيراً للفريق. وجاءت مكاسب السيلية في هذه الجولة بهدية قيمة وكبيرة من مُنافسه وحليفه الإستراتيجي الريان الذي سقط أمام الغرافة برباعيّة، تاركاً المركز الثالث لحليفه. لم يقدّم السيلية الأداء المُتوقّع منه، ولم يرتقِ إلى أدائه الراقي أمام الزعيم بالجولة الماضية، بعد أن رفع شعار حصد النقاط قبل اللعب، والانتصارات قبل المُستويات. وأكّد السيلية على شعاره بعد أن سحب مهاجمَيه تدريجياً وأولهما رشيد ثم إلياس، ودفع بعددٍ من المدافعين كان آخرهم مصطفى عبدالحميد من أجل الحفاظ على الهدف الثمين والانتصار الغالي. لم يتأثر بخسارته أمام الشواهين الشحانية استفاد من سقوط منافسيه رغم خسارة الشحانية أمام السيلية وفقده 3 نقاط مهمة إلا أنه لم يتأثر كثيراً بعد أن قدم منافساه هدايا ثمينة تمثلت في خسارة قطر أمام أم صلال، والخريطيات أمام الخور، وهو ما قلل من آثار الخسارة السيلاوية، وضمن البقاء مع الكبار للمرة الأولى في تاريخه وابتعد كثيراً عن خطر العودة سريعاً إلى الدرجة الثانية. ورغم الخسارة إلا أن الشحانية لم يستسلم وحاول كثيراً، وسعى من أجل التعادل، لكنه لم يكن بنفس الخطورة والقوة التي ظهر عليها في بعض المباريات التي حقّق فيها سواء الانتصار أو التعادل. مهمة الشحانية كانت صعبة للغاية سواء من أجل التعادل أو الفوز، حيث اصطدم بدفاع قويّ، كما أنه لم يغامر بشكل كامل وراء الهجوم والضغط تحسباً للهجوم السيلاوي السريع والخطير، ورضي بأن يخسر بهدف أفضل من الخسارة بأهداف أكثر، لو غامر بالهجوم أكثر وأكثر. ابتعد عن الفاصلة مؤقتاً وحسم قمة القاع لمصلحته الخور ضرب عصفورين بحجر واحد حقّق فريق الخور مكاسب عديدة من الانتصار الذي حقّقه على فريق الخريطيات برباعية نظيفة في قمّة القاع لدوري النجوم بختام الجولة العشرين. ويأتي في مقدّمة هذه المكاسب التي حققها الفريق أنه أبعد نفسه عن الهبوط المباشر، وكذلك الابتعاد مؤقتاً عن لعب الفاصلة بالتقدّم للمركز العاشر، وبالتالي ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال هذا الانتصار. والحقيقة أن فريق الخور استحقّ هذا الفوز الكبير دون النظر إلى طرد إلياس حساني مدافع فريق الخريطيات في بداية الشوط الثاني، حيث إن الرغبة كانت كبيرة عند لاعبي الخور في تحقيق الفوز من أجل الابتعاد عن صراع القاع، وهذا كان واضحاً خلال المُباراة. كما أن هذا الانتصار منح الفريق المزيد من الثقة التي سوف تساعده في المرحلة المقبلة ربما للتقدّم خُطوة في جدول الترتيب ليس هذا فقط بل يكون له دور في بطولة كأس سموّ الأمير المُفدّى، لاسيما أن الفريق بدأ يؤدّي بصورة جيدة وبتجانس كبير عن ذي قبل. وشهدت هذه المُباراة تألقاً كبيراً من جانب اللاعب البرازيلي تياجو والذي سجل ثلاثة أهداف، وكان عنصراً مهماً للفرسان في تلك المُباراة. والأهمّ في المُباراة الروح التي أدّى بها لاعبو الخور والتي ستكون مُؤثّرة في المرحلة المُقبلة والهامة جداً للفريق في آخر مُواجهتين بالدوري. بصمة واضحة للمدرب الوطني وسام رزق الخريطيات يدفع ثمن عدم الاستقرار اقترب فريق الخريطيات بشدّة من الهبوط للدرجة الثانية بعد الخسارة الثقيلة التي تلقاها من مُنافسه المباشر على الهبوط فريق الخور وبرباعية نظيفة جاءت جميعها في الشوط الثاني، وهو الأمر الذي أبقى الفريق وحيداً في المركز الأخير بجدول الترتيب، وبفارق ٤ نقاط عن أقرب منافسيه بالقاع، وهو فريق قطر، وهذا الأمر قد يؤدّي إلى العودة للدرجة الثانية. ومشكلة الخريطيات ليست في الخسارة من الخور ولكن في حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها الفريق وافتقاده لاكتمال محترفيه في المُباريات المُهمّة والمُؤثّرة، وكان أكثرها أهمية هو اللقاء الأخير أمام الخور، حيث إن الفوز في هذه المباراة كان سيمنح الفريق قبلة صوب البحث عن البقاء في الدوري. الخريطيات يعيش منذ فترة من عدم الاستقرار، ويكفي القول إن الفريق هذا الموسم استعان بأربعة مدربين بداية من التونسي ناصيف البياوي، ثم المغربي عزيز العامري، ثم يوسف آدم، وأخيراً وسام رزق. وخلال لقاء الخور لم يقدّم الفريق ما يشفع له لتحقيق الانتصار بل ظهر خائفاً ولم يهاجم أو يصنع فارقاً في اللقاء، رغم الجهد الكبير الذي يبذله المدرب وسام رزق والذي أظهر بصمة مع الفريق في المُباريات الأخيرة التي قاد فيها الفريق، ويكفي أنه حقّق ثلاثة انتصارات متتالية وهو ما لم يحقّقه الفريق طوال الموسم. الخريطيات عليه أن يستفيد من درس دوري هذا العام، مُستقبلاً وأن يتدارك مثل هذه الأخطاء حتى يكون في وضعية أفضل من الوضع الحالي والذي يقترب وبشدّة من الهبوط للدرجة الثانية. قدّموا أفضل مبارياتهم هذا الموسم عودة الفهود بالأداء المعهود حقّق الغرافة في مباراته مع الريان شيئاً أهمّ من الفوز الكبير برباعية والحصول على النقاط الثلاثة، وهذا الشيء يتمثل في استعادة الثقة، وفي التألّق، وفي تقديم عرض جيد للغاية أعاد للأذهان العصر الذهبي للفهود، وهو أمر مُدهش ومُثير للاستغراب، حيث اختفى الفريق طويلاً، وخسر نقاطاً كثيرة، وقدم عروضاً أقل بكثير من مستواه في هذا المُباراة. الغرافة كان الأفضل من جميع النواحي، وليس أفضل من الريان فقط، لكن الغرافة تفوّق على نفسه، وظهر منسجماً في جميع خطوطه، وظهر قوياً وخطيراً في هجومه، وكان المستحوذ على الكرة أكثر، ربما عانى بعض الشيء من الأخطاء الدفاعية، لكنه بشكل عام كان هو الأفضل واستحقّ أن يفوز وأن يحصل على 3 نقاط ثمينة ربما لم تؤثر على ترتيبه، حيث ظلّ في مركزه السابع، ومن المؤكّد أنه سيتحسن في جدول الترتيب إذا ما استمرت انتصاراته. هناك أسباب ساهمت في تقديم الغرافة هذا الأداء الراقي وهذا المُستوى المرتفع، أهمها اكتمال الصفوف بغض النظر عن غياب أحمد علاء المهاجم الخطير، إلى جانب استعادة محترفَيه خاصة فايس ومهدي طارمي مستواهما المعهود، بجانب الحيوية والنشاط من جانب نجومه الشباب عثمان اليهري وعمرو سراج اللذين بثّا روحاً جديدة في الفريق ساعدته على العودة بعد إهدار ركلة الجزاء الأولى، وبعد التأخر بالهدف الثاني، حيث نجحت التوليفة الجديدة للفهود التي جمعت بين الشباب وأصحاب الخبرة، في إدراك التعادل بل والتقدّم بالهدف الثالث وحسم اللقاء بالهدف الرابع. أفلت من خسارة فادحة الريان دفع ثمن الثقة المفرطة لسوزا أفلت الريان من خسارة فادحة وقاسية أمام الفهود، وخرج خاسراً بفارق هدفين فقط، رغم أنه كان مرشحاً للخسارة بضعف الأهداف الغرفاوية الأربعة التي هزّت شباكه. ظهر الريان في أسوأ مبارياته وأسوأ حالاته، وظهر دفاعه مفككاً ومفتوحاً على مصراعيه أمام الهجوم الغرفاوي الذي لم يستغل الكَمّ الكبير من الأخطاء الفردية الدفاعية الريانية، خاصة بين قلبَي الدفاع تراوري، وجونزالاو فييرا. ويتحمّل سوزا مدرب الريان مسؤولية الأداء المُتواضع والخسارة الثقيلة، لعدة أسباب أهمها الثقة الزائدة في تحقيق الفوز على الغرافة، إلى جانب تجاهله منذ الدقائق الأولى للمُباراة، الثغرة الواضحة في خطّ الوسط، وأيضاً بين قلبَي الدفاع ولم يحاول علاجها إلا في وقت متأخر وبعد فوات الأوان. سوزا أخطأ أيضاً لأنه لم يقدر حجم وقوة منافسه، وتوقّع أن يكون دون المُستوى وأن يكون صيداً سهلاً، وفوجئ بانتفاضة غرفاوية أربكت كل حساباته وجعلته غير قادر على إنقاذ الموقف، فاستسلم للخسارة رغم التغييرات التي أجراها والتي حاول من خلالها تقوية الوسط وغلق الطريق المفتوح إلى مرماه، والخطأ الواضح بين قلبي الدفاع. ودفع الريان الثمن غالياً لثقة وأخطاء مدربه، وخسر 3 نقاط مهمة، وتراجع إلى المركز الرابع بفارق الأهداف عن الأهلي، وقد يتراجع أكثر وأكثر ويفقد التواجد في المربع، وفي الحصول على إحدى بطاقات الدوري الآسيويّ.
مشاركة :