أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن بلده «لن يكون منطلقاً أو قاعدة لإيذاء أي من جيرانه»، وأن مصلحته هي «أن يكون في وئام ووفاق مع جواره الإسلامي وعمقه العربي»، مشدداً على أن خيار بغداد هو عدم الانخراط في سياسات المحاور. واعتبر أن عودة العراق «القادر والمقتدر» يمكن أن تشكل عنصر توازن في المنطقة وجسراً للتواصل بين دولها. وكان الرئيس العراقي يتحدث إلى «الشرق الأوسط»، في حوار أجرته معه على هامش مشاركته في القمة العربية في تونس. ودعا صالح إلى عدم الاستخفاف «بحجم التحدي الإرهابي الباقي في سوريا، ولا بحجم التحدي الإنساني الخطير الذي تمثله مشكلة النازحين واللاجئين». ودعا العرب إلى مساعدة سوريا للخروج من الأزمة السياسية بالحل السياسي الذي يرتضيه السوريون. وعن موقع العراق بين طهران وواشنطن، قال إن بلاده لا تنظر إلى الوجود العسكري الأميركي على أراضيها من منظور أنه عنصر توازن مع الوجود الإيراني. ولفت إلى أن الوجود الأميركي الحالي جاء بطلب من الحكومة العراقية بعد احتلال «داعش» مدينة الموصل، وبهدف تمكين القوات العراقية من مواجهة هذا التنظيم الإرهابي. وأشار إلى أن التفاهمات التي ترعى هذا الوجود تشدد على السيادة العراقية، وعدم وجود قواعد عسكرية دائمة أو قوات برية مقاتلة. ونوّه بالنمو الذي تشهده العلاقات السعودية - العراقية، معرباً عن ارتياحه إلى ما سمعه خلال زيارته إلى الرياض من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حول ضرورة تنمية العلاقات بين البلدين. وقال إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شدد على ضرورة تعزيز العلاقات، وإن اللقاء معه كان «جيداً وصريحاً ومباشراً». وقال صالح إن القرار العراقي يستوحي أولاً المصلحة العراقية، ويتمثل في المؤسسات الدستورية، لافتاً إلى أن العراق أسوة بسائر البلدان يراعي المؤثرات وانعكاساتها على مصالحه. ودعا إلى توسيع أشكال التعاون لمواجهة الإرهاب والتطرف والفشل الاقتصادي، وتوفير مستقبل وفرص للأجيال الشابة. وعن الفساد المستشري في العراق، الذي يترافق مع الحديث عن مليارات ضائعة، قال إن «الفساد آفة، وأنا أعتبره الاقتصاد السياسي للعنف. الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة. إذا لم يتم القضاء على الفساد ومواجهته بجدية سيقضي علينا».المزيد...
مشاركة :