يبدو أن سلسلة قضايا فساد النظام القطري في الولايات المتحدة وفضائحه مستمرة، حيث تكشف وسائل الإعلام الأميركية عن المزيد من الحقائق كل يوم، رغم محاولات القطريين إسكاتها بالرشى تارة والتهديد تارة أخرى. وقال موقع «رو ستوري» الأميركي، إن نظام الحمدين يشعر بالرعب والقلق على مستقبله، خاصة مع تزايد المؤشرات على أن التكهنات التي تتعلق بما حاولت دوائر الفساد القطرية عمله مع صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، قد أصبحت حقيقية. وأوضح الموقع في تقرير له كتبه «بوب بريجمان» أن القطريين كانوا يشعرون بالرعب من صهر الرئيس الأميركي الأمر الذي دفعهم إلى شراء رضائه عنهم بالمال. وأشارت إلى إبرام «بروكفيلد» وهي شركة استثمار عقاري عالمية ضخت فيها الحكومة القطرية استثمارات صفقة العام الماضي أنقذت بها برج شركات «كوشنر» رقم 666 في الجادة الخامسة. وقامت «بروكفيلد» لإدارة الأصول ومقرها كندا بإنقاذ برج كوشنر من خلال وحدتها العقارية بروكفيلد بروبارتي بارتنرز التي استحوذ جهاز قطر للاستثمار على حصة فيها قدرها تسعة في المئة قبل خمس سنوات، وامتنعت «بروكفيلد» ووحدتها عن التعليق. كما نقل الموقع في تقريره عن مسؤولين قطريين وآخرين من الخارجية الأميركية تفاصيل المساومات التي حصلت بين قطر وآل كوشنر (الوالد والابن) واستغرقت تسعة شهور، وانتهت بصفقة استأجرت بموجبها شركة بروكفيلد (التي يُساهم بها الصندوق السيادي القطري بمبلغ 1.8 مليار دولار) مجمعا عقاريا لآل كوشنر مهددا بالحجز (رقمه 666 بالجادة السادسة في نيويورك) بمبلغ مليار دولار تقريبا، مع أن القيمة الحقيقية للصفقة بالكاد تصل لنصف هذا المبلغ. ونقل الموقع الأميركي عن الصحفية المتخصصة في مجال التحقيقات وكشف عمليات الفساد «فيكي واد»، صاحبة الكتاب الشهير عن هذه الفضيحة «كوشنر انكوربيريشن» إن القطريين دفعوا إلى كوشنر مليار دولار خوفا منه ومحاولة لشراء رضائه، موضحة كيف طلب والد كوشنر، تشارلز كوشنر، مبلغ مليار دولار من القطريين لإنقاذ مبناه المتعثر في الجادة 666 في نيويورك، وقالت «ما علمته هو أنه في الشهر الذي تلا ذلك في مايو 2017 قبل زيارة الرئيس ترامب إلى الرياض، صعد جاريد كوشنر على متن طائرة وتوجه إلى الدوحة، وقام بإعادة التأكيد على الأسرة الحاكمة القطرية، آل ثاني، بعدم القيام بالصفقة مع والده»، وبعد الزيارة، وجه الرئيس دونالد ترامب صفعة قوية للقطريين عندما أعلن دعمه للمملكة العربية السعودية والإمارات في مواجهة قطر، مؤكدا أنها تعمل على دعم الإرهاب». وقالت الصحفية الأميركية «ما فهمه القطريون من ذلك الأمر أن جاريد كوشنر كان يهددهم ويبلغهم بأنهم إذا لم يقوموا بالتعامل مع والده ويسددون ثمن هذا المبنى فإنكم ستواجهون المتاعب» وأضافت «أعتقد أنهم خائفون حقا من جاريد كوشنر. إنهم يعتقدون أن سيادتهم تتعرض للتهديد وجاريد كوشنر يقف وراء هذا التهديد». وأوضحت الصحفية أن القطريين قاموا بإنقاذ العائلة في صفقة لا معنى لها على الإطلاق من الناحية الاقتصادية. إنهم يقومون بعقد إيجار لمدة 99 عاما ويقومون بدفع كامل الإيجار لمدة 99 عاما مقدما، مضيفة «لكراسن كاست» «لست بحاجة إلى أن تكون جيداً في الرياضيات، فأنت لست بحاجة إلى أن تكون في مجتمع العقارات في نيويورك لفهم مدى الجنون الذي يقف وراء إبرام مثل تلك الصفقة».
مشاركة :