تعرض الموسيقار الكبير عمر خيرت للسطو على ألحانه مرة أخرى من إحدى شركات الاتصالات، لينضم إلى قائمة المبدعين الذين يعانون انتهاك حقوق الملكية الفكرية. عبر عدد من المبدعين والهيئات المالكة للتراث الفني، خلال الفترة الماضية، عن غضبهم من السطو على تراثهم الفني في الأغنيات الحديثة والإعلانات التجارية، دون العودة إليهم لاستئذانهم في الجوانب المادية والأدبية، وهو ما يعد في القانون نوعاً من أنواع السرقة. فخلال الأيام الماضية، قدم الفريق الغنائي الشبابي «كايروكي» ألبوماً غنائياً جديداً طرحه على موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب، ومنه أغنية باسم خليك معايا، مزجوها ببعض المقاطع من أغنية كوكب الشرق أم كلثوم «أنساك»، دون الرجوع للهيئة الوطنية للإعلام المالكة للحقوق الأصلية للأغنية، وتقدمت الشؤون القانونية للهيئة ببلاغات ضد الفريق الشاب وبلاغات للهيئة العامة للرقابة على المصنفات الفنية، لإثبات حقها في هذا الموقف ومعاقبة الفريق الغنائي. واستغل الفريق الغنائي الأغنية بطريقة محترفة تكنولوجياً حتى لا يقع فريسة في غلق القناة أو حذف الفيديو، حيث مزج الأغنية بثوان قليلة أقل من الحد المسموح ليوتيوب باستخدامه، حتى لا يقع تحت طائلة «حقوق الملكية الفكرية» التي تتيحها المنصة العملاقة، لكن الهيئة المصرية للإعلام لم تقتنع بهذا الأمر وتنتظر التحقيقات مع الفريق خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة بعدما تعرض التراث الغنائي والفني للهيئة للقرصنة مرات عديدة خلال الفترة الماضية. وتعرض الموسيقار الكبير عمر خيرت للسطو على ألحانه مرة أخرى، بعد عشرات المرات التي تعرض لها من محترفين وهواة، خلال السنوات الماضية، ولكن هذه المرة كانت من كبرى شركات الاتصالات في مصر، حين استخدموا لحن أغنيته الشهيرة «فيها حاجة حلوة» كخلفية لإعلان إحدى الحملات الأخيرة للشركة، دون الرجوع إليه، وهو ما قاده لرفع دعوى قضائية على الشركة، إذ يمثل ذلك تعديا على الملكية الفكرية للحن، وأنذر «خيرت» الشركة عن طريق محضر المحكمة الجزئية، مع مطالبتها بالتوقف الفوري عن بث الإعلان، مع حقه في الحصول على التعويض المناسب نظير ما لحق به من أضرار مادية ومعنوية بالغة. وحول هذا الموضوع، أصدر الموسيقار الكبير بيانا إعلاميا، حصلت «الجريدة» على نسخة منه، قال فيه: «فوجئت بقيام الشركة المنذر إليها بعمل حملة دعائية لها باستخدام أغنية (فيها حاجة حلوة)، من تلحيني ويقوم بأدائها الفنان محمد الشرنوبي، دون الحصول على موافقة كتابية مسبقة، مما يمثل تعديا على الحق في اللحن الذي كفل القانون حمايته وحظر الافتئات عليه، والمؤسف في الأمر أن اللحن قد تم توظيفه للترويج للشركة المنذر إليها بما يخرج عن السياق الرئيسي الذي ظهر من خلاله هذا اللحن على هذا النحو من التميز، وهو ما رأيته تعديا على حقي في استخدام اللحن في مجال الدعاية والإعلان بالشكل الذي يحفظ مكانتي وسمعتي، مع ضرورة التأكد من أن الإعلان لن يؤثر بالسلب على نشاطي الفني بصفة عامة، احتراما لجمهوري، الذي أكن له كل تقدير واحترام». وأضاف البيان: «ونظرا لأن الضرر الذي لحق بي كان جسيما فقد قمت بالتنبيه على الشركة المنذر إليها بالامتناع فورا في الحال والمستقبل عن بث هذا الإعلان، والتعهد الكتابي بعدم العودة لمثل ذلك، مع حفظ حقي في تعويض مدني عما لحق بى من آثار أدبية ومادية». وحول هذا الموضوع يقول خبير التسويق الإعلامي والديجيتال أحمد أبوالفضل إن فكرة استغلال كايروكي مثلا لبعض المقاطع من أغنية أم كلثوم تم بطريقة محترفة جداً، وفقا لمعايير الاقتباس بالمنصات الإلكترونية، وهي المنصة التي أطلقوا عليها ألبومهم، ولم يطلقوه في السوق، ووفقا لمعاير الرقابة فإنهم غير مدانين بالنسبة للشق التكنولوجي وحقوق الملكية الفكرية به، لكن أكد أنه على الجانب الأخلاقي والفني يجب أن يتم الرجوع إلى مالك الموسيقى الحصري وأخذ موافقة كتابية منه. وأضاف أبوالفضل: «أما بالنسبة للسطو على الملكية الفكرية في الإعلان الخاص بلحن أغنية عمر خيرت فإن الموقف الآن قانوني بحت وفي يد القضاء، لأن الإعلان بث على شاشات ووسائل إعلام تقليدية، والآن أصبحت الشركة مدانة». وقالت الخبيرة القانونية مريم محمود إن مثل هذه القضايا غالبا ما تنتهي بالتراضي بين الطرفين، بعد الاعتذار أو التنازل مقابل المبلغ المالي المتفق عليه، إلا أن هناك بعض القضايا تكمل في ساحات المحاكم الاقتصادية التي تنتهي في النهاية بغرامة مالية لا تتخطى المبلغ الذي كان مفترضاً دفعه في حالة الاتفاق بين الطرفين، كما استبعدت فكرة الحكم بالحبس أو السجن، فهي في الآخر تعتبر قضية خفيفة بالنسبة للتقاضي في المحاكم المصرية.
مشاركة :