كيف ستطبق بروناي عقوبات الحدود في الشريعة الإسلامية؟

  • 4/3/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةGetty ImagesImage caption بروناى كانت تجرم المثلية الجنسية بعقوبة السجن لكن الأن ستصل العقوبة إلى الموت رجما أقرت سلطنة بروناي الصغيرة، الواقعة في جنوب شرقي أسيا، تطبيق قوانين إسلامية صارمة (المعروفة باسم الحدود في الإسلام) بدءا من يوم الأربعاء، وتسمح هذه القوانين بمعاقبة من يمارسون المثلية الجنسية بالرجم حتى الموت وبتر اليد كعقوبة لجريمة السرقة. وتسببت هذه الخطوات في حملة شجب وإدانة دولية، إذ عبر مجتمع المثليين في بروناي عن صدمته وخوفه من تطبيق "عقوبات القرون الوسطى". وقال أحد المثليين في بروناي لبي بي سي، دون الكشف عن هويته: "تستيقظ يوميا وتدرك أن الجميع لا يرونك إنسانا ولا يعترضون على رجمك، ومنهم أسرتك أو حتى تلك السيدة العجوز اللطيفة التي تبيع الفطائر على جانب الطريق". وبموجب القانون الجديد، يتم تطبيق عقوبة الرجم على الأفراد إذا اعترفوا بممارسة المثلية أو بموجب شهادة أربعة شهود برؤيتهم يفعلون هذا. وكانت المثلية الجنسية مجرمة بالفعل في بروناي، لكن العقوبة كانت تصل إلى السجن فقط، ويمكن أن تصل إلى 10 سنوات. وبروناي سلطنة، واقعة على جزيرة بروناي، يحكمها السلطان حسن البلقية ويترأس الحكومة أيضا، ويعد أحد أغنى أغنياء العالم بفضل صادرات النفط والغاز. بروناي تبدأ بتطبيق عقوبة الرجم على من يمارس الزنا والمثلية الجنسية بروناي ترجئ تطبيق الشريعة الإسلامية نجوم يقاطعون فندق بيفرلي هيلز بسبب قوانين تطبيق الشريعة في بروناي ويرأس السلطان بلقية، 72 عاما، وكالة بروناي للاستثمار، التي تضم بعضا من أفضل الفنادق في العالم بما في ذلك دورشيستر في لندن، وفندق بيفرلي هيلز في لوس أنجليس. ودعا ممثل هوليوود جورج كلوني، وغيره من المشاهير، هذا الأسبوع، إلى مقاطعة الفنادق الفاخرة. وتمتلك العائلة الحاكمة في بروناي ثروة خاصة ضخمة، ويتمتع سكانها وغالبيتهم من عرقية الملايو بمنح مالية سخية من الدولة ولا يدفعون أي ضرائب. ويشكل المسلمون حوالي ثلثي سكان البلاد، البالغ عددهم 420 ألف نسمة. ومازالت عقوبة الإعدام تطبق في البلاد، لكنها لم تشهد أي حالة إعدام منذ عام 1957. هل هذا أول تطبيق للشريعة الإسلامية في بروناي؟ بدأت البلاد تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية أول مرة في عام 2014، على الرغم من الإدانة الواسعة لهذا، مما جعلها تطبق نظاما قانونيا مزدوجا من الشريعة والقانون الوضعي. وقال السلطان حينها إن قانون العقوبات الجديد سيدخل حيز التنفيذ الكامل خلال عدة سنوات. وتم تنفيذ المرحلة الأولى، التي شملت الجرائم التي يُعاقب عليها بالسجن والغرامات، في عام 2014. وتم تأجيل تطبيق المرحلتين الأخيرتين، وتشملان الجرائم التي يعاقب عليها بالبتر والرجم. لكن الحكومة أصدرت بيانا على موقعها الإلكتروني، يوم السبت، أكدت فيه البدء في تطبيق العقوبات وفقا للشريعة الإسلامية (الحدود) بالكامل يوم الأربعاء.مصدر الصورةGetty ImagesImage caption السلطان حسن بلقية يترأس أيضا الحكومة في بروناى التي ستطبق الشريعة الإسلامية وتسبب هذا الإعلان في حملة رفض وإدانة دوليين للقرار. وقالت راشيل تشوا هاوارد، من منظمة العفو الدولية في بروناي: "كان هناك إدانة واسعة لهذه الأحكام المسيئة عند مناقشة خطط تطبيقها أول مرة قبل خمس سنوات". وأضافت: "قانون العقوبات في بروناي هو تشريع معيب للغاية ويشمل مجموعة من الأحكام التي تنتهك حقوق الإنسان." وعلقت الأمم المتحدة على البيان، ووصفت التشريع بأنه "قاس وغير إنساني ومهين"، وقالت إنه يمثل "نكسة خطيرة" لحماية حقوق الإنسان.ما هي الجرائم التي تخضع للعقوبات بعد تغيير القوانين؟ تطبق عقوبة الإعدام على جرائم مثل الاغتصاب والزنا والمثلية الجنسية والسرقة وإهانة النبي محمد أو التشهير به. كما سيتم تطبيق عقوبة الجلد على الملأ، على جرائم الإجهاض، كما سيتم بتر الأطراف في حال السرقة. ومن التغييرات الأخرى تجريم محاولات "إقناع أو تعليم أو تشجيع" أطفال مسلمين تقل أعمارهم عن 18 عاما، من أجل "قبول تعاليم الديانات الأخرى غير الإسلام". وينطبق القانون في الغالب على المسلمين، رغم أن بعض الجوانب تنطبق على غير المسلمين. كيف يرى الناس في بروناي تغيير القوانين؟ قال أحد المثليين في بروناي، 40 عاما، ويطلب اللجوء في كندا، إنه يمكن الشعور بتأثير قانون العقوبات الجديد بالفعل في بروناي. وأضاف الموظف السابق في الحكومة، الذي غادر البلاد العام الماضي بعد اتهامه بالتحريض على الفتنة لنشرها على موقع فيسبوك، أن الناس "يشعرون بالخوف". وقال شاهران شاهراني لبي بي سي: "مجتمع المثليين في بروناي لم يكن مفتوحا أبدا، ولكن عندما جاء غريندر Grindr (تطبيق مواعدة للمثليين) ساعد الناس على الالتقاء سرا. ولكن الآن، ما سمعته هو أنه لم يعد أحد يستخدم التطبيق". وقال رجل آخر من بروناي، ليس مثليا لكنه ترك الإسلام، إنه شعر "بالخوف والعجز" في وجه القوانين التي يجري تنفيذها. وقال الشاب البالغ من العمر 23 عاما، والذي لم يكشف عن هويته: "المواطنون العاديون عاجزون عن منع تطبيق الشريعة". وأوضح أنه "بموجب الشريعة الإسلامية، سأواجه عقوبة الإعدام بسبب الردة عن الإسلام".

مشاركة :