أكد الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإرهاب الفكري هو إرهاب ينسب لفكر معتنقيه ولا ينسب للدين الإسلامى أو أى دين آخر، فهو نتاج فهم خاطئ من نص صحيح كون فكرة أصبحت عقيدة ترتب عليها تصرفات أدت إلى إفزاع الآخرين من قبل بعض اتباع الدين فقاموا بالاعتداء على الغير بالسلاح وغيره، مشيرًا إلى أن الإرهاب الفكرى ظهر منذ فترة بعيدة باختلاف الزمان. وأضاف خلال فعاليات سلسلة ندوات "الإرهاب الفكري فى مرمى سهام الأزهر" التى عقدتها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر للطلاب الوافدين اليوم فى إطار خطتها لتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة عبر ندوات نقاشية، أن الفكرة تشكل فكرًا إرهابيًا يتبناه البعض عن طريق فهم غير صحيح مأخوذة من نص صحيح يكون ردها بمجابهة هذا الفكر بنص آخر صحيح من القرآن والسنة تبع ضوابط لفهم مجموع هذه النصوص في القضية الواحدة المختلف عليها.وضرب مثالا لما وقع من حوار بين سيدنا عبدالله بن عباس والخوارج الذين ظهروا في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان، الذين اشتهروا بالخروج على سيدنا علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليه، وأصبحوا من المغالين في معتقداتهم الدينية وتكفيرهم وتطرفهم، فكان في محاججته للخوارج أبرع مثل لمحاربة الفكر بالفكر وتفنيد الأهواء والآراء المغلوطة بسياق الحجج بشكل يبهر الألباب حتى استمرّ الحوار بين ابن عباس والخوارج إلى أن أنتهى النقاش بينهم حتى نهض منهم ألفان، معلنين اقتناعهم، ومعلنين خروجهم من خصومة الإمام علي، مؤكدا أن هذا مايتبناه الأزهر الشريف وعلمائه في استئصاله ومواجهته لتلك الجماعات وأفكارهم بأنه لا سبيل لمحاربة الفكر المتطرف إلا بالفكر الوسطى المعتدل المحكم بالأدلة والبراهين من القرآن والسنة في إطار حرب فكرية علمية يجاهد فيها علمائه ومشايخه.
مشاركة :