حثّ مرشح المعارضة الرئيسي في الانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول التركية اللجنة العليا للانتخابات اليوم الأربعاء على تأكيد فوزه بمنصب رئيس بلدية المدينة، بعدما قررت اللجنة إعادة إحصاء الأصوات في 18 دائرة من أصل 39 بالمدينة. وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات التي جرت الأحد فوز "حزب الشعب الجمهوري" المعارض بفارق ضئيل في أكبر مدينتين تركيتين وهما اسطنبول وأنقرة، في انتكاسة مفاجئة لـ"حزب العدالة والتنمية" الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان. وإذا تأكدت تلك النتائج خلال الأيام المقبلة، فسيسيطر "حزب الشعب الجمهوري" على ميزانيتي اسطنبول، العاصمة التجارية للبلاد، والعاصمة أنقرة واللتين تقدران إجمالا بنحو 32.6 مليار ليرة (5.79 مليار دولار) لعام 2019. وعلى الأرجح فقد يخسر أردوغان، الذي شارك بقوة في الحملة الانتخابية لـ"حزب العدالة والتنمية" قبل الانتخابات، بعض الإشراف على العقود المحلية في المدينتين، وهو ما قد يعقد جهوده لانتشال الاقتصاد التركي من الركود. بيد أن "حزب العدالة والتنمية" قدم طعونا على النتائج في جميع أنحاء اسطنبول وأنقرة قائلاً إن النتائج تأثرت لوجود أصوات باطلة ومخالفات في التصويت. وفي اسطنبول، قال كل من أكرم إمام أوغلو مرشح "حزب الشعب الجمهوري" لمنصب رئيس البلدية ومنافسه رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مرشح "حزب العدالة والتنمية" يوم الاثنين إن إمام أوغلو متقدم بحوالي 25 ألف صوت، وهو هامش ضئيل نسبيا في مدينة يبلغ تعداد سكانها 15 مليون نسمة. وقال سعدي غوفن رئيس اللجنة العليا للانتخابات اليوم الأربعاء إن اللجنة قررت إعادة إحصاء الأصوات التي جرى اعتبارها باطلة في ثماني دوائر باسطنبول، ومن بينها بعض معاقل "حزب العدالة والتنمية"، لكنه أضاف أنه لا يزال بالإمكان تقديم طعون أخرى. وذكرت وكالة "لأناضول" للأنباء في وقت لاحق أن اللجنة العليا للانتخابات قررت إعادة إحصاء الأصوات الباطلة في 15 دائرة وجميع الأصوات في ثلاث دوائر على خلفية الطعون. وسبق أن اعتبر "حزب العدالة والتنمية" أن هناك أكثر من 300 ألف صوت باطل. وقالت "الأناضول" إن النتائج الأولية أظهرت فوز "حزب الشعب الجمهوري" في ست من الدوائر الـ18 و"حزب الحركة القومية" في واحدة و"حزب العدالة والتنمية" في باقي الدوائر. من جهته، دعا إمام أوغلو اللجنة إلى "القيام بعملها" وإعلانه رئيسا لبلدية اسطنبول واتهم "حزب العدالة والتنمية" بعدم احترام إرادة سكان المدينة. وقال للصحفيين: "نريد العدالة. نطالب بتفويضنا من اللجنة العليا للانتخابات، التي أعلنت الأرقام، بصفتي رئيس بلدية منتخبا لهذه المدينة.. العالم يراقبنا، العالم يراقب انتخابات هذه المدينة". وأضاف: "ثلاثة أو أربعة أشخاص يتصرفون مثل الأطفال الذين أُخذت ألعابهم منهم يجب ألا يضروا بسمعة هذا البلد من خلال معاركهم الداخلية". من جهته، أكد علي إحسان ياووز، نائب رئيس "حزب العدالة والتنمية" أن حزبه لا يفعل شيئا غير قانوني، مضيفاً أن فارق الأصوات بين إمام أوغلو ويلدريم انخفض إلى أقل من 20 ألف صوت. وقال ياووز للصحفيين: "نعتقد بأن الحقيقة ستظهر الليلة وسنقبل جميعنا بالنتائج. سيتعين على كل من أكرم إمام أوغلو وحزب العدالة والتنمية قبول النتيجة".
مشاركة :