حذر مرشّح المعارضة في الانتخابات البلدية في إسطنبول أكرم إمام أوغلو من "تدمير صدقية" تركيا، بعدما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات بدء إعادة فرز الأصوات في 18 من الدوائر الـ 39 في المدينة. وطعن حزب "العدالة والتنمية" الجاكم بنتائج الانتخابات في أنقرة وإسطنبول، مؤكداً حصول مخالفات "مفرطة" في الاقتراع، علماً ان خسارته المدينتين لمصلحة المعارضة شكّلت انتكاسة كبرى للحزب وزعيمه الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يحكم البلاد منذ العام 2002. في أنقرة، حصل مرشح "حزب الشعب الجمهوري" منصور يافاش على 50.9 في المئة من الأصوات، متغلباً على خضمه من حزب "العدالة والتنمية" الوزير السابق محمد أوزهسكي بفارق 4 نقاط مئوية. وفي إسطنبول أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن أن مرشّح "حزب الشعب الجمهوري" أكرم إمام أوغلو يتقدّم على مرشّح الحزب الحاكم، رئيس الوزراء السابق بن علي يلدرم، بنحو 28 ألف صوت. وكان لافتاً ان صحفاً موالية للحكومة تحدثت عن "مؤامرة" على تركيا شهدتها الانتخابات، وقارنتها بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016. وربطت صحيفة "ستار" بين الانتخابات والمحاولة الفاشلة، إضافة الى الاحتجاجات التي شهدتها تركيا عام 2013. ودعا رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" إبراهيم كاراغول إلى إعادة التصويت، ووصف الانتخابات بأنها "انقلاب عبر الانتخابات". واتهم مؤيّدي الداعية المعارض فتح الله غولن بالتورط بذلك، علماً ان الأخير مقيم في الولايات المتحدة منذ العام 1999 وتتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية عام 2016. وذكر علي إحسان ياووز، نائب رئيس الحزب الحاكم، إن الفارق بين إمام أوغلو ويلدرم بات 20509 أصوات، معتبراً أن الانتخابات في إسطنبول شهدت "مخالفات لا مثيل لها". وشدد على ان حزبه لا يفعل شيئاً غير قانوني، وزاد: "نعتقد بأن الحقيقة ستظهر وسنقبل جميعنا بالنتائج. على أكرم إمام أوغلو وحزب العدالة والتنمية قبول النتيجة". وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء التي أفادت بإلغاء نحو 300 الف صوت في إسطنبول يوم الاقتراع، اشارت الى اعادة الفرز في 18 دائرة. وكان الحزب الحاكم شكا من فارق "مبالغ فيه" بين الأصوات التي أُدلي بها في مراكز الاقتراع، والبيانات المرسلة للسلطات الانتخابية. لكن إمام أوغلو حذر من أن "العالم يراقب نتائج الانتخابات في مدينتنا". وأضاف: "نريد العدالة. نطالب بتفويضنا من اللجنة العليا للانتخابات، التي أعلنت الأرقام، بصفتي رئيس بلدية منتخباً للمدينة. أقول بوضوح: لا تدمّروا صدقية تركيا من خلال 3 أو 4 أشخاص يتصرّفون مثل أطفال أُخذت ألعابهم منهم". وعلّق ناطق باسم الخارجية الاميركية على طعن "العدالة والتنمية"، قائلاً إن "انتخابات حرة ونزيهة ضرورية لأي ديموقراطية، وهذا يعني أن قبول نتائج الانتخابات الشرعية أمر ضروري". لكن مدير الاتصالات في قصر الرئاسة فخر الدين ألتان حضّ "جميع الأطراف، بينهم الحكومات الأجنبية"، على "احترام العملية القانونية والامتناع عن اتخاذ اي خطوات يمكن اعتبارها تدخلاً في الشؤون الداخلية لتركيا". في واشنطن، اعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده اقترحت على الولايات المتحدة تشكيل مجموعة عمل فنية، لتحديد هل أن منظومة الصواريخ الروسية "أس-400" تشكّل خطراً على العتاد العسكري التابع للولايات المتحدة أو الحلف الأطلسي. وقال: "لن تُدمج (المنظومة) في نظام الأطلسي، ونقترح على الولايات المتحدة تشكيل مجموعة عمل فنية للتأكد من أن المنظومة لن تكون خطراً على مقاتلات أف-35 (الأميركية) أو أنظمة الحلف". واستدرك: "صفقة أس-400 الصاروخية منتهية ولن نتراجع عنها". لكنه اعتبر أن مضيّ أنقرة في الصفقة لا يعني ابتعادها عن شركائها في "الأطلسي"، لافتاً الى ان على الإدارة الأميركية وتركيا أن توضحا للكونغرس السبب الذي دفع أنقرة الى شراء "أس-400".
مشاركة :