يرى الباحثون أن جلد الذات شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم والإحباطات بسبب مناخ الهزيمة عندما يخيم على الأجواء بحيث تتوارى النجاحات والتي غالبا ما تكون قليلة أو باهتة ويتصدر الفشل واجهة الصدارة. والشعور السلبي المتمثل في جلد الذات ينبع من رغبة دفينة بالتغلب على الفشل ولكن ليس عن طريق مواجهته وإنما بالهروب منه أو ما يعرف بالهروب إلى الداخل حيث ينزوي الإنسان ويتقوقع داخل هذا الحيز الضيق من الشعور بالعجز والفشل، وذلك لعجز الفرد عن إدراك مواطن قوته ومواطن ضعفه وأيضاً مواطن قوة وضعف أعدائه أو تحدياته، ويسرف بدلا من ذلك في تهميش كل قوة له ويعطي لعدوه أو تحدياته قوة أكثر بكثير مما هي عليه في الحقيقة. وأشار المختصون إلى أنّ نقد الذات شعور إيجابي ناضج يتلمس معرفة مواطن القوة ومواطن الضعف بصدق وموضوعية، أي أنه يقيسها ويقيمها ولا يهمشها أو يتخيلها. ونقد الذات ليست له أوقات محددة ولكن له عقليات محددة تجيد قراءة نفسها ومحيطها وبالتالي لا تخشى مواجهة الأعداء أو التحديات وإنما تأخذ بأسباب النجاح والوصول إلى الهدف عن طريق التخطيط الجيد والاستفادة من أخطاء الماضي. ونقد الذات لا يحتاج إلى حجج أو مبررات أو تسميات وإنما يستمد قوته من إحساس داخلي عميق بالقوة وبالقدرة على المواجهة نما من يقين وإيمان تام بأن أسباب القوة والمواجهة المظفرة كامنة في النفس تحتاج فقط لمجرد استنفار وليس إيجادا من عدم. والشعور الإيجابي المتمثل في نقد الذات ينبع من إيمان صادق ومبدأ ثابت ورغبة حقيقية في النجاح مما يعطيه الدفعة والقوة و"الثقة" للوصول إلى الهدف، والهدف هنا هو القناعة الذاتية والتثبت الداخلي من توفر إمكانية النصر وبالتحديات وهى الركن الركين وأهم أسباب القوة فعندما يعرف عدوك أنك لا شك منتصر فمن البديهي أن يوقن أنه لا شك منهزم.
مشاركة :