اقبل نفسك.. يقبلك الآخر!

  • 4/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هي معادلة بسيطة؛ فالإنسان يبني صورته عن نفسه في عيون الآخر من خلال مدى قبوله ورضاه وثقته بنفسه، وذاك لن يكون دون أن يصنع ذلك الإنسان هوية «نفسية/ اجتماعية» عن ذاته، مما يدفع عقل الآخر الى بناء منظومة قواعد للتعامل معك حسبما رأى منك. فاحرص على بناء مفهوم رصين عن ذاتك دونما تغيير. فحالة عدم الاستقرار و«الضبابية» في ذاتك تدفع الآخر الى وضع «سيناريوهات» متعددة للتعامل معك، وقد تكون نتيجتها عدم قبولك. منذ الصرخة الأولى التي يأتي بها القادم الجديد إلى تلك الحياة، يكون رزقه قد تحضّر وأجله قد كُتب، حيث انّ لكل كائن حي في ذلك الوجود رزقا وأجلا مكتوبا. والحكمة أنّ ذلك الرزق، كثيره وقليله، لا يعلمه إلا الله سبحانه، دعوة للبشر للأخذ بالأسباب والاجتهاد والعمل ومن ثم الرضا بما يأتي، والشكر لله أياً كانت تلك الأرزاق التي كتبها الله لنا، فالعمل والرضا والشكر متلازمات لا ينفع فصلها عن بعض. إن الرضا عن نفسك وما تحققه هو نقطة البداية لبناء الذات التي تريد، فالرضا حتماً سيقودك من نجاح إلى آخر، وسيمهّد الآخرون لك ذاك الطريق ما دمت واثقاً مما تفعله، وبما تمتلكه. فمتطلبات النجاح تبدأ من إيمانك بنفسك! لا تتسابق مع الآخر، ولا تبحث عن نفسك في تقليد الآخر، فإذا ما فتحت عينيك سترى أنك تمتلك ما يكفيك لأن تكون سعيداً. ولكن لم ولن تشعر بتلك «اللذة» ما دام معيار تقييمك لمفهوم السعادة قد تمت صناعته في «مصانع خارجية». فالسعادة تبدأ كلما قبلت ذاتك ووثقت بها، وبحثت في نفسك عمّا لن تجده في غيرك، فإحساسك بقيمة نفسك لا يقدّر بثمن، قيمة يستشعرها القلب وترتقي به النفس وتسمو، هي من ستدفعك نحو المزيد من العمل والإنجاز، لذا ابحث عن ذاتك داخل ذاتك، واسع لبناء صورة طبيعية عن ذاتك من دون نكهات صناعية…! من منّا لا يتمنى العيش بسعادة وراحة بال، ولكن تلك السعادة مشروطة بالرضا، حيث ان النفس البشرية لا يؤرقها شيء ما لم يضف إليها الإنسان تعبا اضافيا من عدم قبوله لذاته، وكم تكررت على مسامعنا حكاية الغراب الذي أراد تقليد الطاووس في طريقة خطواته، فكان أنه لم يتمكّن من ذلك، بل ونسي كيف يمشي، ورغم عديد الحكايات التي تدعو الى قبول الذات، فإن هنالك من يقفز خارج ثوبه ليغزل ثوباً «مرقّعاً» لا يلائم جسمه..! مفتاح قبول الآخر لك يبدأ من قبولك لذاتك! د. عبدالفتاح ناجيabdelfttahnaji@yahoo.com

مشاركة :