أقرّ مجلس العموم البريطاني، أول أمس الأربعاء، بأغلبية صوت واحد فقط، اقتراح قانون يُرغم رئيسة الوزراء تيريزا ماي على إيجاد طريقة لتأجيل الموعد النهائي ل«بريكست» إلى ما بعد 12 إبريل/نيسان الجاري، في وقت واصلت فيه الحكومة مساعيها؛ لاستمالة «حزب العمال» المعارض؛ لتفادي خروج فوضوي من أوروبا، وأعلنت الشرطة نشرها 10 آلاف شرطي؛ لمواجهة أي أعمال فوضوية على خلفية الأزمة.وأقر النواب البريطانيون، القانون؛ لمنع خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، بفارق صوت واحد؛ إذ وافق عليه 313 عضواً، مقابل 312، في وقت واصلت فيه ماي، أمس، محادثاتها؛ لاستمالة «حزب العمال» المعارض برئاسة جيرمي كوربن لصفها في محاولة أخيرة؛ لتفادي «بريكست» فوضوي. وقال المتحدث باسم الحكومة،: إنّه سيكون هناك «نقاشات مكثفة على مدار اليوم»، مشيراً إلى «خطورة» الموقف. وأنهت ماي على نحو درامي سعيها لإقناع نواب حزبها وحليفها الأيرلندي الشمالي بالتحول فجأة صوب «حزب العمال» المعارض. والتقت ماي كوربن، أول أمس، لمدة 100 دقيقة في لقاء وصفه الطرفان بأنه «ودي»؛ لكن لم يتضمن مناقشة كل شيء. إلا أن خطوة ماي أغضبت اليمين البريطاني، وأسفرت عن استقالة وزيرين من الصف الثاني. ودافع وزير رفض الكشف عن هويته عن موقف ماي، مؤكداً أنه ليس لديها خيارات أخرى، وأفاد الوزير لموقع «بوليتكيو»: «الأمر بسيط للغاية، ليس هناك أي مكان آخر تذهب إليه. فعلت ما عليها فعله، وكانت مستعدة لتحمل الانتقادات». وأكد أعضاء آخرون يؤيدون أوروبا، في حكومتها، أن الوقت حان للتوصل للتخلي عن بعض المواقف السياسية لمصلحة التوصل لحل آمن لأكبر أزمة سياسية في بريطانيا منذ عقود. ولدى ماي وكوربن رؤى متباينة بخصوص مكانة بريطانيا في أوروبا، وذكرت صحيفة «ذا تايمز» نقلاً عن مصادر حكومية، أن مكتب ماي يرجح فشل المباحثات. وتحل نهاية مهلة «بريكست» في 12 إبريل/نيسان الجاري، ولا يزال الموقف المعارض لخطة ماي كبيراً، وتحدثت صحيفة «صن» عن أن ماي قد تطلب تمديداً آخر لمدة تسعة شهور في القمة الأوروبية المقبلة. ورفض البرلمان البريطاني ثلاث مرات الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع دول الاتحاد الأوروبي، وبدأت بروكسل تبدي نفاد صبرها.من جهة أخرى، حذر الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، أمس، من أضرار دائمة للاتحاد الأوروبي؛ جرّاء خروج بريطانيا «بريكست». وقال شتاينماير لدى زيارته لبلغاريا: «يجب أن نرى الآن الطريقة، التي يود البريطانيون اتباعها كي لا تنشأ من ذلك أزمة دائمة جديدة للاتحاد الأوروبي». وأضاف: «من المهم ألا نحجب أنفسنا على المدى الطويل في المشروعات الأوروبية، التي هي أمامنا الآن». (وكالات)
مشاركة :