..كان ديربي الهلال - النصر عادياً في احتفائيته التقنية.. بل متواضعاً، إلا من الضغط النفسي العالي الذي لعب به النصر.. كان يعرف أنها مباراة صدارة وصراع على اللقب وأيضاً مباراة عناد وكبرياء وأشياء أخرى خارج السمو الرياضي. كانت الغيابات وازنة في الهلال.. كان إدواردو يلعب بربع إمكاناته كان البريك يعاني ويكافح دخل كاريو محملاً بتعب المشاركة مع منتخب بلاده ويطفح بإرهاق سفر سندبادي.. وكانت منظومة النحس قد اكتملت بطرد حارس بوابة الوسط الحديدية التي كان يقفلها بإحكام الرائع المتجدد محمد كانو.. وأكمل الحظ لعبة الأقدار ليسجل النصر هدفاً في الدقيقة السابعة بعد التسعين.. هدفاً لو أعيد مائة مرة لما دخل المرمى بكل تلك الدقة.. كان الديربي يرفع حمولة نفسية ثقيلة أفرزت غرامة 600 ألف ريال ومعها مائة وعشرة أخرى وأخرى.. وتأجيل آخرين الالتحاق بمنتخبات بلادهم.. جاء الديربي ليذكرني بما أرسلته اليمامة الرياضية من خطابات لأسرة الهلال وأن استسهال بعض الخصوم سيؤدي إلى كثلة تعب ثقيلة في النهاية وها هي الكثلة تجمعت.. فكيف سيفكها من شابكها.. كيف.. والإشكالية أن الهلال يلعب نهاية الدوري وينافس على النهائي العربي وما زال يقاتل في المعارك الآسيوية و.. إلا فإن المناداة بإقالة المدرب زوران تعد واجباً لكل متابع.. فاهم وعاشق هلالي.. ولن أدخل في التفاصيل ولكني سأذكر أن الهلال قبل زوران كان الكل يتوقع أن يسجل في أية لحظة بفضل استحواذه على اللعب وبفضل اكتساحه في التدفق الهجومي خصوصاً، وقد حلت مشكلة هداف اللمسة الأخيرة مع مجيء غوميز.. الآن. لم يعد يسجل أحد وتحول غوميز لمنفى دفاع الخصم وأصبح الهلال يبحث عن إنقاذ مدافع أو طوائش أخطاء الخصم.. أو انتفاضة إبداعية خارقة من سالم قد تأتي مرة وقد لا تأتي مرررررات.. أصبح الهلال يعتمد كثيراً على الكرات الطويلة وأصبحت تمريرات اللاعبين كثيراً خاطئة على غير العادة.. أصبح الكل وحتى في مساحات حساسة يفقد الكرة.. أو تسرق منه.. وأيضاً على غير العادة.. لن أغبن حق المدرب زوران.. ربما يحتاج إلى الوقت لتمرير خطابه التقني/ التكتيكي.. ولكن الهلال ليس مستعداً لإهدار هذا الوقت.. والخصوم لن يرحموه قيد أنملة.. لقد أقال مانشستر يونايتد مورينيو أشهر مدرب في العالم لسوء النتائج.. فهل نعتبر نتائج زوران غير سيئة؟ هل يترحم عشاق الهلال على لقب الدوري.. ولن يدعي أحد أن ما تبقى من المباريات قد يغير بعض الأمور.. المصير لم يعد بيد الهلال ولكن في انتظار أن يتعادل أو يخسر النصر.. وهي عملية غير مستحيلة في كرة القدم لكنها صعبة.. وصعبة جداً.. جداً.. في التوقيت المتبقي.. تابعت تصريح أمير الهلال وبدوره أثقل رأسي بمطارق أسئلة معلقة قال..«جمهور الهلال العزيز، في البداية أعتذر لكم، وأنا أتحمل المسؤولية كاملة وأعدكم بتلافي أخطائي في المستقبل، وسنعمل على ما يسعدكم في الفترة القادمة». ..إشارة عابرة.. كان الحارس الدولي المتميز وليد عبد الله.. بعد اللقاء يحرك يديه على شاكلة الهداف غوميز.. ولا أعرف هل القصد هو الشماتة أم الكاريكاتير لأن غوميز لم يسجل.. ولكن نسي وليد عبد الله انبطاحه على الأرض ومرور سالم في شبر مساحة وتسجيل واحد من أجمل أهداف الدوري وسيظل تاريخياً أجمل أهداف الهلال على النصر.. الحارس وليد لاعب محترف ويعرف أن كل من سجل هدفاً يعبر عن فرحته بطريقته.. تبعاً لطقوس بيئته وثقافة شعبه ومن عدم الاحتراف عدم تقبل ذلك..