يستعد حلف شمال الأطلنطي "الناتو" لتدشين وتفعيل مركز قيادة عمليات بالغ التطور والتجهيز بشريا وتقنيا لتعزير قدراته على المواجهة والتصدى للحروب السيبرانية التى قد تتعرض لها أى من الدول الـ ٢٩ أعضاء الحلف فى المرحلة المقبلة اتساقا مع تنامى مساعى وقدرات العديد من الاطراف على الساحة الدولية لشن حرب سيبرانية .وكشفت مصادر النقاب أن مركز قيادة عمليات حلف الناتو لمواجهة الحرب السيبرانية سيتخذ من مدينة "مونس " البلجيكية مقرا له ، ومن المنتظر أن يبدأ العمل بحلول العام المقبل.وتجرى الاستعدادات لاقامة مركز قيادة عمليات الحلف الجديد منذ عام ٢٠١٧، وينتظر أن يعمل فيه قرابة المائتى خبير وعنصر يتمتعون بقدرات فائقة فى تتبع مصادر الحروب السيبرانية واجهاضها.وأوضحت المصادر أن هناك فرقا للحلف تعمل بالفعل لحماية شبكات دول الحلف فى أوقات السلم وأوقات الأزمات..لكن واعتبارا من العام ستكون هناك قيادة عمليات سيبرانية بمثابة غطاء الحماية للأزمات ذات الصلة بالهجمات السيبرانية.وكشفت النقاب أن الحلف يستند فى تحركاته فى هذا الصدد لقرار من مجلس حلف الناتو بموجب المادة الخامسة، والتى يمكن تفعيلها حال حدوث تهديد وهجوم سيبراني .. مشيرة الى أن هناك أكثر من عشرين دولة تعمل على استخدام الوسائل والقدرات السيبرانية لشن هجمات من هذا النوع.وتوقعت تزايد التهديدات التى تشكلها الهجمات السيبرانية مستقبلا سواء مباشرة من جانب دول أو عبر وكلاء لها بما يشكل خطرا داهما من امكانية تصعيد هذه الهجمات لتشل حركة الحكومات أو الهيئات على نطاق واسع، فهناك دول تستثمر في هذا الصدد ولديها القدرة على شن هجمات سيبرانية ، الأمر الذى يستدعى ضرورة تعزيز قدرات حلف الناتو للدفاع فى مواجهة مثل هذه الهجمات .وأشارت الى أن حلف الناتو يقوم حاليا بحماية نحو ستين شبكة انترنت حول العالم من خلال العديد من الخبراء يعملون للمساعدة فى عملية الدفاع من بينها الفرق التى تعمل فى حالات الطوارىء.موضحة أن "الناتو" ينظر لكل حالة هجوم سيبرانى وفق معطياتها لمعرفة ان كان بالامكان الاستناد والاستعانة بالمادة الخامسة التى أقرها الحلف فى الرد على الهجوم حيث يتعين اتخاذ قرار سياسى بهذا الشأن وهو قرار يتخذه مجلس الحلف .ووفقا لهذه المصادر ، فإنه فى ضوء تعهد الدول الاعضاء بحلف الناتو للاستثمار ورصد اموال كى يمكن لها التصدى للهجمات الالكترونية السيبرانية فانه اذا تعرضت دولة عضو لهجوم سيبرانى - ولا تستطيع التصدى له بمفردها - يمكن للحلف ان يوفر لها الدعم اللازم للمواجهة.وأشارت الى أن الحلف يقوم باجراء تدريبات سنوية لكل الاعضاء كما ان لديه فى الوقت الراهن بعض المعاهد التى توفر دورات حول كيفية التصدى للهجمات السيبرانية وتوفير الدعم لدول الحلف فى هذا الصدد.