طلبت أمس الحكومة البريطانية، إرجاء «بريكست» حتى 30 يونيو المقبل، في محاولة لتخطي الأزمة السياسية الحالية، فيما اقترح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من جانبه، إرجاءً «مرناً» يمتد لعام كحدٍّ أقصى، وشكك قادة أوروبيون في جدوى الاقتراح، وطالبوا بمسوغات قوية لدعم التأجيل، واعتبرته الرئاسة الفرنسية «سابقاً لأوانه»، وطالبت ألمانيا لندن بمزيد من التوضيح، فيما رأت هولندا أنه «لا يشكل رداً على المطالب الأوروبية»، وذلك في وقت أبدى فيه حزب العمال البريطاني المعارض، خيبة أمله من المحادثات التي تجريها تريزا ماي مع زعيمه جيرمي كوربن.وفي رسالة إلى توسك، طلبت ماي، تمديد العمل بالمادة 50 من اتفاقية لشبونة التي تنظم خروج دولة عضو من الاتحاد الأوروبي، واقترحت أن ينتهي هذا التمديد في موعد لا يتجاوز 30 يونيو/ حزيران المقبل. وكتبت ماي، أنّ «سياسة الحكومة كانت وتبقى مغادرة الاتحاد بطريقة منظمة ومن دون إرجاء غير مبرر». وشرحت لندن أنها لا تزال تسعى للحصول على اتفاق «يسمح بالخروج من الاتحاد الأوروبي قبل 23 مايو/ أيار المقبل، وبالتالي إلغاء المشاركة في الانتخابات الأوروبية». لكنها أشارت إلى أنّها «تواصل التحضير لإجراء تلك الانتخابات في حال لم يكن ذلك ممكناً» وشرحت ماي في رسالتها الموجهة إلى توسك، أنّه إذا لم تُفضِ قريباً المحادثات مع حزب العمّال إلى مقاربة مشتركة، فإنّ الحكومة تبحث عن فرض «توافق» من خلال عرض عدد خيارات حول العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد على التصويت البرلماني.وعلّقت الرئاسة الفرنسية أمس الجمعة، بأن «تمديد» بريكست أمر سابق لأوانه، وفي انتظار خطة واضحة من لندن قبل القمة الاستثنائية للاتحاد الأوروبي في 10 إبريل الجاري. وقال مصدر دبلوماسي، إن باريس تعتبر أن «الشائعات حول هذا التمديد، هي بالون اختبار في غير محله».وفي الجانب الألماني، علّق المتحدّث باسم المستشارة الألمانية، ستيفن شيبرت بأنّه «من الأهمية بمكان أن رئيسة الوزراء لم تطلب فقط (في رسالتها) تمديداً، وإنّما تعترف أيضاً بأنّ تمديداً مماثلاً يعني أنّ المملكة المتحدة تتحضر للمشاركة في الانتخابات الأوروبية». وطالبت برلين لندن بمزيد من التوضيحات.من جانبه، اقترح دونالد توسك أمس الجمعة أن يمنح الاتحاد الأوروبي إرجاءً «مرناً» للندن يصل حتى 12 شهراً. ويسمح ذلك بتحديد تاريخ نهائي جديد ل«بريكست»، يكون في 12 إبريل من العام 2020، مع إبقاء الباب مفتوحاً، أمام المملكة المتحدة للخروج قبل هذا الموعد، إذا جرت المصادقة على معاهدة الانسحاب التي رفضت ثلاث مرات حتى الآن من قبل النواب البريطانيين.من جهة أخرى، أعرب حزب العمال البريطاني المعارض أمس الجمعة، عن «خيبة أمله» إزاء المحادثات التي يجريها منذ الأربعاء مع الحكومة. وقال متحدث باسم الحزب في بيان: «نعرب عن خيبة أملنا إزاء الحكومة التي لم تقدم أي تغيير فعلي ولم تعرض تسوية لهذه الأزمة»، مضيفاً «نحض رئيسة الحكومة على اقتراح تعديلات فعلية على اتفاقها، توصلاً إلى حل بديل يحصل على دعم البرلمان ويوحد البلاد». (ا.ف.ب)
مشاركة :