يسهم الحراك الدبلوماسي المتواصل للمملكة العربية السعودية بتعزيز دورها في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وأصبحت المملكة حاضرة في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وهي المدافع الأبرز في وجه أي تهديد قد يطال وحدة الأمة الإسلامية ويزعزع استقرارها وفي إطار علاقة المملكة المميزة مع مختلف دول العالم تبرز العلاقات السعودية الباكستانية العميقة كحجر زاوية في منظومة الأمن الإقليمي والدولي كما تصب في تمتين وحدة الصف الإسلامية في وجه المشروعات المناوئة والمخططات المشبوهة، لذلك جاءت زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان حيث بدت العلاقات السعودية الباكستانية علاقات عريقة ووطيدة لذلك أدت المملكة دوراً مهماً في تخفيف التوتر العسكري بين الهند وباكستان والتقت «الرياض» بوزير الإعلام والثقافة الباكستاني فؤاد شودري الذي أكد أن المملكة قائدة للعالم الإسلامي أجمع، وأكد أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يعكس صورة مشرقة للإسلام والمسلمين، كما تناول شودري العديد من المحاور المختلفة وخطة باكستان للنهوض والتخلص من تداعيات الإرهاب والحروب في المنطقة. ولنبدأ في نص الحوار: كيف لمستم زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى جمهورية باكستان وكيف كانت أصداء هذه الزيارة؟ القيادة السعودية ليست قيادة في نطاق وحيز المملكة العربية السعودية فقط بل هي قيادة للأمة الإسلامية جمعاء فهي حين تقرر اتخاذ أي قرار لا تتخذه من أجل السعودية فقط بل من أجل الأمة الإسلامية فالرؤية 2030 والصورة الناعمة والشبابية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تعكس هذه الصورة للمسلمين عامة. دور سعودي كبير في احتواء التوتر الهندي - الباكستاني ترتبط باكستان بعلاقة وطيدة بالمملكة العربية السعودية وهي علاقة تاريخية تعبر هذه العلاقة الدولية عن تواصل سياسي واقتصادي ما مدى متانة هذه العلاقة مع المملكة في الوقت الحالي وكيف سيكون اتجاهها مستقبلاً؟ من وقت تعيين رئيس الوزراء عمران خان وتولي منصبه وهو في علاقة وثيقة جداً بالمملكة العربية السعودية وعلاقة وطيدة مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده فهم يتناولون قضايا العالم ويتحدثون بشكل مستمر مع بعضهم البعض وهناك علاقة أيضاً بيني وبين نظيري في المملكة. من جانب آخر استثمرت المملكة العربية السعودية 15 بليار دولار في مختلف القطاعات وأيضاً السعودية مرحب بها لأن تستثمر في قطاع السياحة وبناء المنتجعات في جمهورية باكستان لأنه بلد جميل. وساطة سعودية ناجحة كيف ترون دور المملكة في تخفيف حدة التوتر بين باكستان والهند؟ أدت المملكة العربية السعودية دوراً مهماً في تخفيف التوتر العسكري بين باكستان والهند وكان دوراً كبيراً وقوياً ومميزاً بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد، تم التخفيف من حدة التوتر بين هند والباكستان وبفضلهم هناك سلام بين البلدين. في زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى جمهورية باكستان التقى وزير الإعلام تركي شبانة بحضرتكم وقد تحدثتم عن التعاون في المجال الإعلامي والفني هل لك أن تحدثنا عن سبل هذا التعاون الثنائي في المجالين؟ خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان قال لي: «اعتبرني سفير باكستان في المملكة العربية السعودية» لقد كسب ولي العهد قلوب الباكستانيين ومحبتهم له فقد أجمع وأمر بالإفراج عن 2100 سجين باكستاني موجودين داخل المملكة العربية السعودية وخفض رسوم كافة التأشيرات وخاصة تأشيرة الزيارة للعمرة ورسوم العمالة الباكستانية القادمة إلى المملكة لقد أصبح الأمير محمد بن سلمان بطلا في باكستان ورئيس وزراء باكستان عمران خان قال في مقابلة صحفية أجريت معه إذا ذهب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان قد يفوز بالتصويت للانتخابات أكثر مني. وفي حيثيات لقائي بنظيري وزير الإعلام السعودي تركي شبانة شكلنا لجنة رفيعة المستوى للتعاون في مجال الثقافة ومن جهتنا لقد أكملنا مهامنا بشأن مذكرة التفاهم وهي حالياً موجودة في الوزارتين السعودية والباكستانية وقد أمر الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة السعودي بتسريع إجراءات هذه المذكرة. رؤية 2030 تولي مسألة تعزيز التواصل الثقافي مع دول العالم اهتماماً كبيراً. وباكستان ذات ثقافة مميزة وحضارة عريقة.. كيف تنظرون إلى سبل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين؟ الثقافة تربط المجتمعات وتربط الشعوب ببعضهم البعض نحن نرى ماذا يحدث في الدول الأوروبية من فوبيا المسلمين وما حدث مؤخراً في نيوزيلندا هل يجب على المسلمين أن ينتقموا من هذه الحوادث إجابتي هي «لا» والسبب لأن هذا سيجلب المزيد من الدماء للعالم أجمع كما أن عدد جمهور المسلمين مليار مسلم مما سيؤدي إلى حقن دماء الكثير من المسلمين في العالم وما الذي يجب أن نفعله؟ يجب أن نفهم الآخرين ونعطي صورة صحيحة وحقيقية عن الإسلام والمسلمين في العالم وما هو الإسلام، وهذا لا يمكن فعله إلا عبر الثقافة لأن الثقافة تشكل رابطا يربط العالم ببعضهم البعض وبذلك يعطي الإسلام صورة رحيمة ومعنى الإسلام الحقيقي الذي يتلخص «بالرحمة». باكستان تنهض من جديد.. وننتظر السياح السعوديين نشر الثقافة الباكستانيةإن 2.7 مليون باكستاني يعيشون في المملكة العربية السعودية ويعملون هل ستشارك دولة باكستان المملكة في تظاهراتها الثقافية ومهرجاناتها السينمائية أو الفنية وهل هناك رغبة في فتح سوق جديدة للأفلام والدراما الباكستانية؟ -تم إطلاق أول فلم سينمائي باكستاني هنا في الرياض واسمه «برواز هاي جنون» Parwaaz Hai Junoon وهو فيلم حربي رومنسي جديد مستوحى من الحرب الجوية الباكستانية! والقصة تدور حول طيار عسكري وعشقه للطيران لقد قابلت صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة وتناقشنا لإمضاء مذكرة تفاهم حول تعزيز الثقافة وأيضا طلبت من معاليه بث الأفلام الباكستانية على متن الرحلات الجوية السعودية عبر خطوط الطيران السعودية ومن جانب آخر تمت بالفعل زيارة بعض المستثمرين من الباكستانيين في المجال السينمائي من أجل فتح دور سينما في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى مناقشة دبلجة الأفلام الباكستانية إلى اللغة العربية والاستثمار في هذا المجال. تمثل الثقافة والفنون قوة ناعمة للدول كيف تسعى باكستان لتفعيل هذه الأداة وتعزيز حضورها الدولي من خلال إبراز الحضارة الباكستانية؟ الثقافة الباكستانية هي ثقافة غنية جداً وباكستان وتحتضن واحدة من أقدم المدن وهي مدينة «تكسلا» عاصمة الديانة البوذية وحضارة باكستان حضارة عريقة جداً وثقافتها قديمة تعود إلى 5000 سنة ومن المتوقع أن تكون ثالث أقدم حضارة بعد العراق وحضارة السند التي تعود إلى 5000 سنة. تتقاطع رؤية رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مع التطور الحالي الذي تشهده باكستان.. ماهي آفاق الرؤية المستقبلية لوزارة الثقافة والإعلام الباكستانية بحسب هذه الرؤية الوزارية؟ رؤيتنا تكمن وتمثلت كجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في المساهمة في نشر الصورة الرحيمة والسمحة عن الإسلام حول العالم حيث إن رئيس الوزراء عمران خان هو رئيس وزراء إنساني ورحيم يحب الفقراء ويشفق عليهم ويود أن يخرج الفقراء من الفقر المدقع ورؤيتنا هي تعزيز الأفكار لرئيس وزراء باكستان وتعزيز جمهورية باكستان كدولة متقدمة ومتطورة والمساهمة في تقوية الأقليات والنساء في باكستان وأنا سعيد لرؤية النساء هنا في المملكة العربية السعودية يتقلدون مناصب مهمة وسعدت في لقاء الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود سفيرة السعودية في أمريكا وعلى مرتبة وزير، إنها امرأة ذكية جداً وشخصية قيادية وهي قوية ولديها القدرة حيث تمثل مرحلة حقيقية لتمكين المرأة في المملكة ولتفعيل مشاركة المرأة وبرامجها. دون تأشيرة عبر وزارة الثقافة والإعلام الباكستانية ماهي الرسالة التي ستقدمونها للعالم عن جمهورية باكستان الإسلامية؟ باكستان بلد جميلة جداً وغنية بالثقافة وتتضمن معالم وطبيعة آسرة وشواطئ من أجمل الشواطئ حول العالم وهي رائعة وبلد منفتحة وبعد ثلاثة أشهر من الآن لن يحتاج المواطن السعودي لتقديم على تأشيرة للذهاب إلى باكستان أو دفع رسوم لذلك أنني أدعو جميع الشعب السعودي للذهاب هناك لأنها بلد جميلة جداً ونحن مع المملكة نتقاسم القيم ذاتها وعندما يذهب السعوديين إلى باكستان هي بلدهم الثاني بلا شك نحن نملك خطة كبيرة من أجل جذب السعوديين للسياحة في باكستان فهناك 8 من أصل 12 أطول جبال في العالم موجودة في باكستان. جمهورية باكستان عانت من الإرهاب حتى أصبح العالم يطلقون تحذيرات بشأن عدم الذهاب إليها.. ماهي الخطط والاستراتيجيات لتخليص باكستان من هذه الفئة؟ لقد أثرت هذه التحذيرات بشكل سيء وأثرت الحرب على أفغانستان جداً علينا لقد أخذت منا هذه الحرب 15 سنة للخروج من هذه الحالة السيئة وكارثية الحرب و 70000 باكستاني لقوا حتفهم خلال هذه الحرب ضد الإرهاب لقد دفعنا الثمن بعدم الاستقرار في باكستان بسبب الإرهاب والآن عدنا لمسارنا بعد أن تم تعيين رئيس الوزراء عمران خان وجمهورية باكستان اليوم في تطور وتقدم أكثر من قبل حيث عالجنا الرهاب من خلال جنودنا ومن خلال الاستخبارات الباكستانية وجيشنا وبذلك تم معالجة الإرهاب والقضاء عليه.
مشاركة :