الهاتف النقال وأثره على المجتمع

  • 4/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح الهاتف النقال امتدادا اخر لنا في السنوات الأخيرة. من الصعب العثور على اشخاص لا يملكون الهاتف النقال ! معظمنا نميل إلى التفكير بأننا نتحكم بالتكنولوجيا، وان التكنولوجيا ليست سوى أداة بالنسبة لنا في الحياة اليومية وانه ليس بمقدور أي منتج تكنولوجي أن يتحكم بحياتنا. ولكن هل لاحظنا أنه مع دخول الهاتف النقال الى حياتنا، أصبحنا متاحين تقريبا 24 ساعة في اليوم لكل من يرغب بالاتصال بنا ؟.وان بعضنا لا يستطيع ترك الهاتف النقال حتى في نهاية يوم العمل ؟!. قد أجريت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع ونتائجها غير حاسمة، ولكنها جميعا تتحدث عن انه مما لا شك فيه أنه مع دخول الهاتف النقال طرأت العديد من التغييرات في حياتنا، وخاصة “الحياة الأسرية ” . فقد اصبح الحد الفاصل بين الحياة الأسرية وبين الحياة العملية غير واضح، فنحن لا نستطيع وضع الحدود كما في السابق ” قبل اختراع الهاتف النقال ” عندما كنا نعود الى المنزل فننفصل عن العمل لأنه ببساطة لم يكن لدينا امكانيه لمواصلة العمل بواسطة الهاتف النقال. اما الان فنحن نقضي وقت الفراغ بالتحدث عن العمل، الرد على العملاء، نتحدث مع الزملاء بواسطة النقال وغالبا ما نهمل حياتنا الأسرية . أيضا حدثت تغييرات في حياتنا الاجتماعية مع دخول الهاتف النقال، ونحن نعزز علاقاتنا الشخصية على نحو متزايد بواسطة الهاتف النقال ونتجنب الاتصالات التي كانت مقبولة في الماضي عن طريق اللقاءات والمحادثات وجها لوجه و التعارف الأعمق. سهولة التواصل معنا أصبحت متاحة للجميع ولكن هل هذا الأمر جيد؟ أكد باحثون “جامعة ESSEX البريطانية ” في دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين ينخرطون في نقاشات شخصية عندما يكون الهاتف الذكي قريبا منهم حتى وإن لم يتم استخدامه يكونون أقل ثقة في شركائهم، كما أوضحت الدراسة أن الهواتف الذكية يمكن أن تصرف انتباههم وتركيزهم . ويقول البروفيسور “جان ديشيليه ” أحد المشاركين في الدراسة: إن الهواتف الذكية أصبحت ذات تأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية، بل إنها قادرة على تمزيق الروابط الزوجية، فالشبكات الاجتماعية يمكنها أن تهدد العلاقات، حيث تحقق الإشباع الفوري . وتشير الإحصائيات ان زيادة نسبة الاصابة بإدمان الهواتف النقالة بين الفئة العمريه (13-28) عاما ,هم أكثر إدمانا على الهواتف الذكية من االفئات العمرية الاخرى ، حيث تبلغ نسبة خوفهم من فقدان الهاتف أو نسيانه حوالي 70 بالمئة، و36 بالمئة منهم يميلون إلى امتلاك أكثر من هاتف . وفي نفس السياق، ترى الدكتورة “سامية خضر” أستاذة علم الاجتماع “بجامعة عين شمس”: أن الهواتف الذكية سلاح ذو حدين، فمن الممكن استثمارها في مواكبة الثورة التكنولوجية والتعلم عن بعد باستخدام برامج مفيدة، كتحميل الكتب الإلكترونية على الهاتف، مؤكدة أن ذلك لا يسبب الإدمان وإنما يساعد على التنمية الذاتية للإنسان، محذرة أنه إذا أُخطِئ استخدام تلك الهواتف فإنها تفتح الباب على مصراعيه لأخطار الإنترنت، وهنا تكون الخيانة الإلكترونية أسهل، خاصة أن الهاتف لا يفارق يد الازواج والأبناء، كما أنها تزيد من تفكك الأسرة المعرّضة للصمت العائلي. كانت في الايام الجميلة يحكون حكايات طويلة مسلية والان توتر! لكنه فقط صديق اللحظه فلن تدوم قصصهم عبر الزمان ,ومجلدات تحمل صور لذكريات العمر والان الصور الأكترونية لكنها صور غير خالدة تزول بزوال الهاتف .النقال وكان الحديث سيد العلاقات والان الوتساب ،واصبحت المكتبات المفتوحه ” قوقل “ وهم الان يقصون قصصهم عبر سناب شات حول العالم لكن ابطال التاريخ من وضعوا بصمتهم بقلوب وعقول البشر يصعب مسحها, قصصهم فرضت نفسها بقوة وتأثير لأن لها معنى وكل هزيل سينتهي .

مشاركة :