من المقرر أن يبدأ أسرى فلسطينيون يوم غد الأحد 7 نيسان/أبريل إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا على سوء الأوضاع داخل السجون الاسرائيلية ورفضا للإذلال ودفاعا عن الحقوق والكرامة. وقال الأسير المحرر والمختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إن الإضراب سيبدأ بمجموعة من الأسرى ثم يتدحرج ويتسع عبر انضمام مجموعات أخرى. واعتبر فروانة الإضراب عن الطعام شكلا من أشكال النضال ويجسد ثقافة المقاومة السلمية المشروعة في سجون الاحتلال، مضيفا “أن الاسرى يلجأون إلى الاضراب رغما عنهم بعدما تفشل كافة الخيارات الاخرى التي تعتبر أقل ألما. وتابع: “يدرك الأسرى كم هو مؤلم الإضراب عن الطعام وقد يسقط من بينهم شهداء، لذلك كان الإضراب هو الخيار الأخير”، معربا عن أمله بأن تفضي المفاوضات إلى نتائج تنهي الإضراب أو على الأقل تقلص من مدته في حال البدء فيه.. ولكن في ذات الوقت فإن الأسرى يدركون أنه إذا أردت أن تعيش بكرامة لا بد وأن تضحي”. وشدد فروانة أن الفعل الخارجي المساند للأسرى مهم للغاية في التأثير على مسيرة الإضراب ونتائجه، وفي أحيان كثيرة كان له كلمة الحسم، داعيا إلى البحث عن أدوات مؤثرة وفعل قوي لدعم الأسرى ومساندتهم في معركتهم ضد السجان. وأشار الأسير المحرر فروانة إلى أن الأسرى خاضوا منذ أواخر ستينيات القرن الماضي عشرات الإضرابات عن الطعام وقدموا خلالها تضحيات جسام وسقط فيها من بينهم شهداء، ونجحوا في تغيير ظروف احتجازهم وانتزاع العديد من الحقوق الإنسانية التي كفلها لهم القانون الدولي الإنساني. من جهتها، قالت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال إنها تستعد بثبات لخوض معركة الكرامة الثانية في 7 نيسان/أبريل في ظل وجود جلسات حوارية ساخنة بين قيادات الأسرى وإدارة السجون للوصول إلى شروط تضمن لها حياة كريمة، وتحفظ من خلالها حقوقها ومكتسباتها. وثمنت الحركة الأسيرة الموقف الأصيل لأبناء الشعب الفلسطيني في كامل جغرافية الوطن وخارجه، مضيفة “نشيد بدور فصائلنا المقاومة في رفع الظلم عنا وندعوهم ليكونوا معنا في المنشط والمكره. ونطالب الجميع التحلي بروح المسؤولية في النقل الإعلامي، فكل لحظة وكل كلمة فارقة في مسار هذه المرحلة الحساسة”. وأبرز الإضرابات المفتوحة عن الطعام، التي خاضها الأسرى بشكل جماعي والتي تُعتبر محطات مفصلية وأساسية في مسيرة الحركة الأسيرة، كانت كالتالي: -إضراب سجن عسقلان بتاريخ 5 تموز/يوليو 1970 واستمر 7 أيام، واستشهد خلاله الأسير عبد القادر أبو الفحم. وبالرغم من أن اضرابات عدة سبقته، إلا أنه هذا الإضراب يُعتبر أول إضراب جماعي ومنظم عن الطعام،كما ويُعتبر “أبو الفحم” هو أول شهداء الحركة الأسيرة خلال مسيرة الإضرابات عن الطعام، وقد أحدث هذا الإضراب وهذه الشهادة تأثيراً كبيراً على واقع الحركة الأسيرة، فيما بعد، وأحدث ضجة كبيرة، وشكّل حافزاً للأسرى وبداية للانطلاقه الفعلية والنوعية نحو المزيد من الإضرابات الجماعية المنظمة عن الطعام. -إضراب سجن عسقلان بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 1973 وحتى تاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر 1973. – إضراب في عدة سجون انطلق من سجن عسقلان بتاريخ 11 كانون الأول/ديسمبر 1976 واستمر لمدة 45 يوما، وبعدها تم تعليق الإضراب، وبتاريخ 24 شباط/فبراير 1977 استأنف الأسرى في سجن عسقلان إضرابهم واستمر لمدة 20 يوماً ، كامتداد للإضراب السابق، بعدما تنصلت إدارة السجون من التزاماتها وتراجعت عن الوعود التي قطعتها للأسرى. – إضراب سجن نفحة بتاريخ 14 تموز/يوليو 1980 واستمر لمدة 32 يوماً، هذا وقد شاركت باقي السجون بإضراب إسنادي، وقد سقط في هذا الإضراب الشهيدان (علي الجعفري) و(راسم حلاوة)، ثم التحق بهما في تشرين الثاني/نوفمبر 1983 الشهيد (اسحق مراغة) الذي استشهد جراء “التغذية القسرية” عبر الزوندة. – إضراب سجن جنيد في شهر أيلول/سبتمبر 1984 واستمر لمدة 13 يوما، وذلك بعد افتتاح السجن المذكور في مدينة نابلس في شهر تموز/ يوليو 1984. – إضراب سجن جنيد بتاريخ 25 آذار/مارس1987 وشارك فيه (3000) أسير فلسطيني من معظم السجون، واستمر لمدة 20 يوما، وكان له إسهام فعال في اندلاع انتفاضة الحجارة الكبرى في كانون الأول عام 1987. -إضراب شامل في كافة السجون والمعتقلات بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر 1992، واستمر 19 يوما، وأصطلح على تسميته بـ(بأم المعارك) كونه شكّل مرحلة مهمة في الذود عن كرامة الأسير، وقد شارك في هذا الإضراب نحو 7 آلاف أسير، وحظي بمساندة جماهيرية واسعة في الوطن والشتات، وحقق العديد من الإنجازات والتحسينات. وقد استشهد خلاله الأسير المقدسي (حسين عبيدات ). -إضراب شامل في كافة السجون بتاريخ 15 آب/أغسطس 2004 واستمر 19 يوماً. – إضراب مفتوح عن الطعام، لقرابة 1600 أسير، بتاريخ 17 نيسان/أبريل 2012. واستمر 28 يوماً، وانتهى الإضراب بتاريخ 14 آيار/مايو 2012، بعد موافقة إدارة السجون على إنهاء العزل الانفرادي، وعودة المعزولين إلى العيش مع الأسرى في الغرف والأقسام، والسماح لأسرى قطاع غزة بزيارات ذويهم، بعد توقف قارب لـ 6 سنوات، فضلاً عن إجراء بعض التحسينات على شروط الحياة داخل السجن. -اضراب 17 نيسان 2017 وشارك فيه نحو (1500) اسير فلسطيني من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية.
مشاركة :