ما أن بدأ تنظيم داعش المتطرف في تدمير آثار مدينتي نمرود والحضر الأثريتين في العراق، حتى أبدى علماء الآثار والمثقفين في العالم، مخاوفهم من أن يقدم التنظيم الناشط في ليبيا على عمل مماثل، في بلد يضم مواقع أثرية عدت من الأكثر أهمية في العالم. ونقلت صحف عالمية قبل أيام مخاوف علماء الآثار من أن يقدم التنظيم المتطرف على تدمير خمسة مواقع أثرية في ليبيا حسبما أوردت صحيفة الأوبزيرفر. وكان متطرفون دمروا ومحو قبل أشهر في ليبيا لوحات وصور فنية في منطقة أكاكوس جنوبي البلاد يعود تاريخها إلى عشرة آلاف سنة، وكانت من ضمن التراث الموثق في منظمة اليونسكة التابعة للأمم المتحدة. ووجه الكاتب والروائي الليبي العالمي إبراهيم الكوني نداء إلى المنظمة الدولية يدعو فيه إلى تحرك سريع للحيلولة دون وقوع كارثة في ليبيا كتلك التي وقعت في العراق. وقال الكوني في تصريح لسكاي نيوز عربية إن على المنظمة الدولية التحرك فورا وعقد مؤتمر عاجل مستمر للمثقفين في العالم لمناقشة ووضع خطط لإنقاذ روح البشرية التي تواجه تدميرا لم يسبق له مثيل. وأضاف الكوني الذي عد بين أفضل 50 كاتبا عالميا في القرن العشرين أن الضمير العالمي في محنة، وما يحدث عار وعلى العالم التحرك، يجب أن تتحرك اليونسكو عبر مجلس الأمن، يجب أن يوضع حد لهذا، عليهم التحرك وعليهم تسليح الجيش الليبي لمواجهة المرتزقة لحماية الليبيين وحماية تاريخهم وذاكرتهم من برابرة لا يمكن أن يكونوا قد نشأوا في مجتمع إنساني. وكان المتطرفون في طرابلس دمروا في وقت سابق مقابر الأسرة القرملية في جامع الباشا، كما دمروا تمثال الغزالة الذي نحته الفنان الإيطالي أنجلو فانيتي مطلع ثلاثينيات القرن العشرين. الكوني لفت أيضا في تصريحاته لسكاي نيوز أن خطوة المتطرفين القادمة حتما ستكون في تدمير السرايا الحمرا التي يخططون لنسفها، والتي تعد من معالم طرابلس، مشيرا إلى أن آثارا كثيرة سرقت وبيعت عبر تونس. يشار إلى أن ليبيا بها مدن أثرية يونانية ورومانية أبرزها لبدة وصبراتة وشحات، إضافة إلى غدامس في الجنوب التي صنفتها اليونسكو بأنها لؤلؤة الصحراء، والتي تمتد بعدها إلى ما وراء سلسلة جبال تاسيلي والهجار (منطقة الطوارق) ما اعتبر أكبر متحف مفتوح على الطبيعة به آلاف اللوحات والنقوش الحجرية التي تعود إلى عشرة آلاف عام مضت.
مشاركة :