"دار ابن لقمان" التي تحتضنها مدينة المنصورة، والتي سميت بهذا الإسم، نسبة إلى القاضي الذي بناها، تلك التي ارتبط بها التاريخ الإسلامي ارتباطا وثيقا، وتشهد على انكسار ملك فرنسا وانحنائه بعد جبروته، حيث كانت مقر أسر الملك المهزوم بين جدرانها، وهو ملك فرنسا آنذاك. تم إنشاء دار ابن لقمان عام 1218 ميلادية، على يد القاضي التي سميت الدار باسمه وهو القاضي فخر الدين إبراهيم ابن لقمان، وخصص منها سكنا له، تبلغ مساحته نحو 576 مترا، وتقع الدرا تحديدا في وسط مدينة المنصورة، في آخر شارع بورسعيد في الجهة المقابلة لشارع الثورة، وعندما أنشأها ابراهيم ابن لقمان، كانت تطل على شاطئ النيل آنذاك، بينما ابتعدت في وقتنا الحالي عن النيل، بحوالي 500 متر، بعد الزحف العمراني، وأقيمت على الطراز العربي القديم المكون من السلامليك الذي يقطنه الرجال، وأيضا الحرملك الذي خصص للنساء.تصميم الدار معماريا وهيئتها: تتكون الدار من طابقين علي الطراز الإسلامي، وفي واجهتها يوجد باب كبير، يصل طوله إلي ما يزيد عن مترين ومنقسم إلي باب آخر، يبلغ طوله نحو 40 سنتيمتر، وقيل أن الباب الصغير الذي أنشئ بداخل الباب الكبير، لكي يدخل منه الملك لويس التاسع منحنيا منذ 700 عام، ويتكون الطابق الأول من قسمين، القسم الأول عبارة عن غرفتين تقع علي يمين الداخل بكل منهما نافذة صغيرة، تطل علي الطريق ولكنها أغلقت منذ زمن بعيد، بينما القسم الثاني يوجد على يسار الداخل، ومكون من غرفتين، أعيد بنائهما مؤخرا، بسبب هدمهما، وهي الآن صالة فسيحة، اتخذت متحفا يؤرخ لتاريخ الحملات الصليبية، توجد بها صورة كبيرة تصور معركة المنصورة مع الصليبيين، بالإضافة إلى تمثال نصفي يجسد صلاح الدين الأيوبي، وأيضا مجموعة أسلحة كانت تستخدم في هذا العصر الفاني، عبارة عن رماح وخناجر ودروع وغيرها، كما يتوسط القسمين صحن كبير، به سلما خشبي يسهل الصعود للطابق الثاني المكون من غرفة واحدة، تلك التي تم أسر "لويس" ملك فرنسا بها، بها أريكة خشبية، وخزانة مصممة في داخل الحائط وكرسي ضخم، وأيضا نافذة تطل على الخارج، وأهم ما يميز الغرفة، تمثال يجسد الملك لويس بحجمه الطبيعي، والأغلال بيده وخلفه الحارس "الطواشي صبيح" المتولي حراسته.متحف دار ابن لقمان:يوجد متحف بجوار دار ابن لقمان، وتم ترميمه في وقت سابق، بمبلغ حوالي 10 ملايين جنيها، خصصها لترميمه الدكتور زاهي حواس آنذاك، وتسعى وزارة الآثار جاهدة في الحفاظ على الدار، وذلك بترميم الدار دوريا، والحفاظ للى مقتنياتها وأجزائها المعمارية، وايضا الحفاظ على المتحف الذي ينفصل عن الدار، ويضم مقتنيات الملك لويس، ومكتبة خاصة بقاضي القضاة وخوذة من القصدير تحمل شعارا للفارس بيبرس البندقداري وكذلك أيضا بعض التماثيل، وكل ما في داخل المتحف، يصف قوة الشعب المصري وتفانيه في هزيمة الصليبيين وتفوقهم في المعارك بتلك الصور والتماثيل والأدوات التي تعد شاهدا على هذا العصر البائد.
مشاركة :