أحمد ناصر – توقعت أن يكون جو الأمسية التي قدمها المطرب اليمني أحمد فتحي وابنته بلقيس في دار الأوبرا الكويتية عدنية، لعدة أسباب أهمها أن الضيفين من عدن، والكويتيون يعشقون اللون العدني والأجواء الطربية هذه الأيام عدنية، خاصة عند كبار النجوم مثل عبدالله الرويشد ونوال وراشد الماجد ونبيل شعيل.. فتوقعت أن تكون الأمسية عدنية، ولكن توقعاتي لم تكن صحيحة، فتحي وابنته بلقيس قدما لنا ليلة غنائية عربية وإيطالية. هنا المفارقة الغريبة التي لم أتوقعها.. ومع ذلك كانت أمسية جميلة، وإن لم تكن كما توقعتها، ولكن طربنا وغنينا وعشنا أجواء جميلة، ولا أعرف لماذا لم يقدم الثنائي العائلي الجميل ليلة من ليالي عدن أو الحضرمية ماداما قدما من هناك.. تلك الأجواء الطربية الأصيلة، فالغناء العربي نسمعه في لبنان ومصر والأردن والعراق والمغرب، أما العدني فلا نسمعه كما نهواه إلا من أهله. ثلاثة أقسام قسّم أحمد فتحي وبلقيس الليلة إلى ثلاثة أقسام.. قدم الثلث الأول الوالد أحمد، افتتحها بأغنية «حبيبي تعال» بداية بسيطة انتظرت أن تكون أقوى من هذه الأغنية، فالجمهور الذي حضر الأمسية يبدو أنه يحفظ أغانيه عن ظهر قلب، أو على الأقل موسيقاه التي تعبر تعبيرا حقيقيا عن الكلاسيكية العدنية الأصيلة، هو شخصيا قال هذا الوصف عندما ظهر مع ابنته في الوصلة الثالثة، قال «نحن الآن بين الأصالة أنا والحداثة بلقيس»، هذه الأصالة كان من الأجمل لو بدأها بـ«شقيق الورد» أو «يا بوي» أو غيرها من أغانيه التي أحبها الجمهور كثيرا، ولكن هكذا كان اختياره لجمهوره في الكويت، قدم فتحي في وصلته سبع أغنيات، كانت الأخيرة ملح الوصلة وهي من أغانيه الجديدة، قال عنها قبل أن يقدمها «هذه أغنية جديدة، وجدت كلماتها في الإنترنت وأعجبتني كثيرا وهي تتحدث عن وصف للحياة، وجدت فيها روحا إنسانية جميلة فأحببت أن أقدمها لكم»، عنوانها «أبشرك ياسالم» تقول كلماتها: أبشرك ياسالم، الحال سالم.. بفضل ربي والنوايا السليمة، العمر فسحة، والعافية أكبر غنيمة».اختيارات متنوعة بعد الاستراحة أطلت بلقيس على الجمهور مع فتح الستار، الجمهور كان ينتظرها بصيحات وكأننا نجلس في أحد مسارح الدرجة الثالثة في الكويت وليس دار الأوبرا، نوعت بلقيس في اختياراتها لجمهورها، بدأتها بالغناء السعودي «مجنون أحب غيرك» كلمات وألحان السعودي عبدالله السالم، ثم «شويخ من أرض مكناس» للموسيقار البحريني خالد الشيخ، ثم «يكفي» للشاعر اللبناني يوسف سليمان، و«زارعين العنب» وهي الأغنية اليمنية الوحيدة التي قدمتها منفردة لحسين المحضار، بعدها «حقير الشوق» للملحن الإماراتي فايز السعيد، ثم أغنية المطرب القطري الشهير علي عبدالستار «المعنّى يقول» ألحان فيصل العلوي، بعدها قدمت أغنية إيطالية ثم كويتية وبعدها عراقية، وأخيرا ختمت بأغنية كويتية وطنية «قصتكم شنو».. هكذا كانت فقرة بلقيس، فقرة عربية- إيطالية. غناء مشترك الفقرة الثالثة كانت مشتركة بين الوالد أحمد والبنت بلقيس، فقرة مختلفة وجميلة لأنها كانت عائلية وفيها حميمية، قدما خلالها أربع أغنيات من روائع ما لحنه أحمد فتحي، وكان من الواضح أنهما لم يتدربا عليها قبل الأمسية، كما هي العادة في مثل هذه الأمسيات الغنائية، بدآ بـ«يا هزلي» وهي أغنية شبه وطنية يمنية عن طائر كان يوجد في صنعاء اسمه هزلي انقرض بعد الأحداث، كما قال فتحي، وهي من التراث اليمني، ثم أغنية «بعيد» وبعدها الأغنية الشهيرة «ظبي اليمن» للراحل الكبير أبوبكر سالم، وختما السهرة الجميلة بأشهر أغانيه «إن يحرمونا».. أمسية عائلية جميلة وخفيفة، لم يكن فيها أي حواجز بين المسرح وضيوفه والجمهور الذي كان يجلس في القاعة، ما جعلها سهلة وخفيفة.
مشاركة :