تظل المحافظة على البيئة ثقافة عامة غائبة لدى البعض بالرغم من كل الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية والمؤسسات المجتمعية، في التوعية والإرشاد للحد من التأثير السلبي للإنسان على البيئة بجميع أشكاله وتصرفاته، وما تقوم به البلديات من حملات نظافة مستمرة لرفع المخلفات والنفايات من المواقع المتضررة، إلا أن ثمة أشخاصا لا يزالون يسيئون بتصرفاتهم للبيئة ويعرضونها لرمي المخلفات وقطع الأشجار والعبث بمرور سياراتهم على النباتات، ودعا أكاديميون ومهتمون إلى أهمية تعزيز التوعية ورفع الوعي تجاه المحافظة على البيئة، إلى جانب فرض عقوبات رادعة تجعل البعض يتوقف عن تلوث البيئة أو العبث بها.واعتبر أستاذ علم الاجتماع د. منصور بن عسكر أن العبث بالبيئة والتعدي عليها أصبح أمرا مقلقا لكل مواطن غيور على وطنه ومقومات أرضه الطبيعية، موضحا أن التصرفات التي يقوم بها الأشخاص تجاه البيئة هي نتاج تربية البيت والمدرسة والأصدقاء أيا كانت هذه التصرفات سلبية أم إيجابية، منوها إلى الدور الهام للإعلام في التوعية بالمحافظة على البيئة، والعناية بتعزيز الثقافة الذاتية وغرس حب البيئة في نفوس الجميع.وقال: يلاحظ ازدياد التوجه في مجتمعنا للعناية والمحافظة على البيئة على المستوى الرسمي والجمعيات التطوعية، وأضرب بذلك على سبيل المثال جمعية الكشافة العربية السعودية، حيث وضعت ضمن محاور مشروع رسل السلام المحافظة على البيئة، وحاليا يقام مشروع «نور ونوف» في روضة الخفس في التوعية بالمحافظة على البيئة وكذلك استنبات بعض النباتات الصحراوية الملائمة للبيئة.وأكد رئيس رابطة النعيرية الخضراء جاسم القحطاني أن الله استخلف الإنسان في الأرض لعمارتها فهو مستأمن عليها، مبينا أن الأرض مستقر بني آدم كلهم وليست ملكا لأحد ليفعل بها غير الإصلاح، فإفساد ترابها أو مائها أو هوائها يعتبر ظلما للشركاء في هذه الأرض، ينجر أثره على الأجيال من بعده.وذكر أن المتأمل فيما يحصل اليوم من إفساد الأرض بكثرة الملوثات، برا وبحرا وجوا يعلم فداحة الأمر الذي بطبعه يستلزم وضع التحصينات الفكرية أولا لدى هذا الجيل، ورفع الوعي لديه بأن حياة الأجيال في خطر، إلى جانب أهمية سن المزيد من القوانين الرادعة على ملوثي البيئة.وأشار إلى أن جمال أجواء الربيع وجمال المشي بين أزهاره قد أفسدها ما تتم مشاهدته من كثرة المخلفات، التي جعلت من يتجول في الصحراء يظن أن كل ما حوله قد أصبح مكبا للنفايات، مضيفا: واجب الأب والمعلم والمؤسسات المعنية قد تعاظم، في رفع الوعي تجاه هذه القضية وإظهار أخطارها المحدقة بنا، كما أننا نحرج أمام عالم يولي هذه القضية أشد الاهتمام، ويفرض لها صرامة في الأنظمة ما بين دعم وعقوبة، في حين نجد أننا في ذيل القائمة من الاهتمام بالبيئة. مشددا أنه كما للمسجد والبيت آداب فللبيئة آداب وأحكام أيضا، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها.
مشاركة :