شهدت أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي انطلق أمس، في السويمة على شاطئ البحر الميت في الأردن، دعوات لتحفيز اقتصاد منطقة الشرق الأوسط. وبحسب "الفرنسية"، يشارك في المنتدى، تحت شعار "نحو نظم تعاون جديدة" أكثر من ألف شخصية بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولون في قطاع الأعمال والمجتمع المدني من أكثر من 50 دولة. وفي كلمة ألقاها في افتتاح المنتدى دعا الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، إلى "شراكة واسعة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي" في المنطقة. وقال العاهل الأردني، "أبناء منطقتنا الذين يزيد عددهم على 300 مليون، يمثلون مجموعة من المواهب المتحفزة للمنافسة على مستوى العالم، كما يوفرون سوقا كبيرة من المستهلكين ومؤسسات الأعمال". وأضاف "إننا نحتاج إلى شراكة واسعة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي، شراكة تتضمن استثمارات من القطاع الخاص وقدرة إنتاجية على جميع المستويات". وأشار إلى أنه "لا بد أن ينبع هذا الجهد من المنطقة، وفيها من خلال مبادرات تقودها دول الإقليم هدفها الازدهار والنمو، والأردن ملتزم بهذا النهج". وقال المنظمون إن المنتدى الذي يستمر يومين سيسلط الضوء على أربعة محاور رئيسة هي "بناء نموذج اقتصادي واجتماعي جديد للمنطقة"، و"مستقبل الإدارة البيئية في العالم العربي"، و"الوصول إلى أرضية مشتركة في عالم متعدد المفاهيم"، و"الثورة الصناعية الرابعة في العالم العربي". وهي المرة العاشرة التي تستضيف فيها منطقة البحر الميت أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي من أصل 17 اجتماعا على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وشارك المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في جلسة نقاش حول النظم الجديدة للتعاون في العالم العربي، وذلك ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي. بدوره، أكد المهندس هيثم العوهلي، نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، أهمية المنتدى الذي يعد منصة مهمة للتعاون بين القطاعين العام والخاص، ومنبرا مناسبا للعمل المشترك، لتحقيق مزيد من الإصلاحات الاقتصادية التي تصب في خدمة شعوب ودول المنطقة، موضحا أن المنتدى ركز على عدة موضوعات مهمة من بينها تأثير التقنيات الناشئة والمتطورة على العالم العربي، وكيفية تعزيز جهود ريادة الأعمال، والسلام والمصالحة في مختلف أنحاء المنطقة، إضافة إلى تأثيرات تغير المناخ، والتحديات البيئية. وتطرق المهندس هيثم العوهلي، إلى جهود المملكة في إطلاق شبكة الجيل الخامس 5G، باعتبارها من الدول السباقة في هذه التقنية بعد نجاحها في إطلاق أول المواقع الحية لشبكة الجيل الخامس للمرة الأولى على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يعكس التطور الكبير الذي حققه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، ما أهلها بأن تصبح ضمن قوائم الدول الأكثر نضوجا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من قبل الأمم المتحدة؛ مشيدا بالدعم الكبير الذي يحظى به القطاع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد. ونوه العوهلي، بالنهضة الرقمية في المملكة، إذ قطعت شوطا كبيرا في خططها نحو التحول الرقمي المنشود وفقا للمستهدفات المتعلقة بالتحول الرقمي، الواردة في "رؤية المملكة 2030"، وهو الأمر الذي ستتجه المملكة من خلاله نحو آفاق واسعة، تتمتع فيها التنمية بسمات الاستدامة والقوة والمتانة، الضامنة لحياة عصرية، ومجتمع رقمي وحكومة إلكترونية واقتصاد رقمي مزدهر. وأكد أن مؤسسات الدولة من وزارات وهيئات ومنشآت خدمية كالصحة والتعليم وغيرها، باتت تستخدم أحدث التقنيات التي توصلت إليها الثورة الصناعية الرابعة. وأشار المهندس العوهلي، إلى سعي المملكة بأن تصبح السوق الرقمية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتوقع أن تبلغ مساهمة مشاريع المدن الذكية في الناتج المحلي الإجمالي قرابة ملياري دولار بحلول عام 2030، موضحا أن سوق تقنية المعلومات في المملكة بما تحتويه من أحدث خدمات تقنية المعلومات المتطورة وبرمجيات وأجهزة تقنية المعلومات بلغ حجمها 12 مليار دولار، فيما بلغ حجم سوق التقنيات الناشئة 10 مليارات دولار، الأمر الذي وضع المملكة ضمن الأسواق المصنفة أكثر نموا في العالم. وأكد معالي المهندس العوهلي، حرص وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على تقديم مختلف أوجه الدعم لرواد الأعمال، وحاضنات التقنية، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، لتطويرها وتحسين قدرتها التنافسية، لتصبح مشاريع استثمارية واعدة، بما يحقق "رؤية المملكة 2030" الهادفة إلى رفع مساهمة هذه المنشآت في الناتج المحلي من 20 في المائة إلى 35 في المائة بحلول عام 2030، باعتبارها الركيزة الأساسية للنمو الاقتصادي. وأجرى نائب وزير الاتصالات، على هامش مشاركته في المنتدى عديدا من الاجتماعات مع عدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورؤساء الشركات العالمية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.
مشاركة :