يعج كتاب «أوراق قطر»، لمؤلفيه الصحافيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شاسنو، بمعلومات واتهامات موثقة بمستندات لمبالغ طائلة دُفعت من قبل «مؤسسة قطر الخيرية» إلى مؤسسات دينية تدور كلها في فلك جماعة «الإخوان»، من أجل التأثير على «النهج الإسلامي في أوروبا»، لا سيما في إيطاليا والسويد وفرنسا. ومن وحي المعلومات التي تضمنها الكتاب المذكور، الصادر في الرابع من أبريل، سلطت مجلة «ماريان» الفرنسية الضوء على مؤسسات «الكندي» في فرنسا، التي تضم «مجمع الكندي التربوي» في منطقة بالقرب من ليون الفرنسية. فعلى الرغم من بعض الأسئلة التي طُرحت حول تلك المؤسسة التربوية منذ تأسيسها عام 2007، إلا أنها ظلت خلف الأضواء بشكل نسبي في فرنسا. لكن الأسطر القليلة التي كُرست لها ولمديرها نذير حكيم في كتاب «أوراق قطر: كيف تمول الإمارة الإسلام في فرنسا وأوروبا (Ed. Michel Lafon)، ستسبب ضجة كبيرة لتلك المدرسة، قد تصل أبعد من مدينة ليون بكثير. فبحسب الكتاب الذي أحدث ضجة في فرنسا، تلقت جمعية الكندي، مؤسسة المدرسة الثانوية التي تحمل نفس الاسم، حوالي 133000 يورو في مايو 2008 من جمعية المسلمين في الألزاس (AMAL) أمل. وقد أُرسل هذا المبلغ على دفعتين، الأولى بلغت 45935 يورو، في 5 فبراير 2008 والثانية 87360 يورو دُفعت في 28 مارس 2008. أما المفاجأة، بحسب مجلة ماريان، فهي أن الأموال دفعت لـ«أمل» من قبل قطر الخيرية، الممولة من الأسرة الحاكمة في قطر، كما أوضحت وثيقة المديرية العامة للشرطة الفرنسية الوطنية (DGPN). وهنا تساءلت المجلة الفرنسية عن السبب الكامن وراء إخفاء هوية المتبرع الحقيقي والمباشر! نذير حكيم.. وتعاونه مع النصرة في سوريا وإلى هذه الأموال المشبوهة، أتت شخصية نذير حكيم، المؤسس والرئيس الحالي لمجموعة «مدارس الكندي»، لتزيد الطين بلة وتراكم الأسئلة حول تلك المؤسسة الغريبة، بحسب وصف التقرير الوارد في مجلة ماريان. فقد أشارت المجلة الفرنسية إلى أن الصحافيين الفرنسيين مالبرونو وشاسنو ذكرا في كتابيهما أوراق قطر أنهما التقيا نذير في نوفمبر 2012 في مراكش، في مؤتمر لأصدقاء سوريا، وقد أخبرهما أن جميع الأسلحة جيدة لاستخدامها ضد بشار الأسد، بما في ذلك أسلحة جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا). تمويل نقل أسلحة عبر إمام مسجد سابق.. والبوابة «تركيا»! لا بل الأخطر من ذلك، بحسب ما كشفت «ماريان»، أن السلطات السويدية حققت في وقت مبكر من العام 2013 في مسألة تجارة الأسلحة وإرسالها إلى سوريا، واكتشفت أنها تُرسل عبر منظمة تدعى «لجنة حماية المدنيين»، أسسها هيثم رحمه (من مواليد حمص يحمل الجنسية السويدية، وهو إمام سابق لمسجد في ستوكهولم)، الذي تربطه علاقات وثيقة بحكيم. وقد تبين من خلال التحقيقات أن الأسلحة والذخيرة كانت تُنقل من ليبيا والبوسنة، وتدخل سوريا عبر الحدود التركية.
مشاركة :