عبداللطيف الزبيدي هل هي سخرية لاذعة من وزير الخارجية الروسي؟ملامح سيرجي لافروف الصارمة، وراءها رشقات رشيقة من الدعابة الروسية المحبوكة. إذا كان صادقاً، فأيّ شأن للعرب في صميم قضاياهم، وإن كان مازحاً، فأيّ وزن لهم وهم في حالة انعدام الوزن وجوديّاً؟ الرجل صرّح لصحيفة «الأهرام» المصرية: «لم يطلعنا الأمريكيون على محتوى صفقة القرن». قبل ذلك قال ما هو أنكى: «لم ير أحد هذه الصفقة حتى الآن». زبدة الكلام اللاّفروفي: «نحن مقتنعون بأن ذلك طريق إلى العدم». لا بأس، فلا شيء يتناغم مع العدمية السياسية العربية، غير النفحة الفلسفية الشعرية التي جادت بها قريحة سيرجي. لا نملك دليلاً ينفع في تصديق الرجل أو ردّ مقاله. روسيا، ينبري لافروفها ليُبدي لنا ما كنّا نجهل، ويأتينا بالأخبار ونحن لم نزوّده، بأن صفاقة القرن لم ترها عين حتى الساعة، فما محل استبشارنا بها خيراً، وهي غيب مغيّب، وغبن ملغّم؟ من أدراكم بأنها ليست صندوق باندورا، في داخله ثانٍ في بطنه ثالث، وهكذا مثل دمى الماتريوشكا الروسية؟ هل رأيتم من وعود القوم سابقاً ولاحقاً، ما ليس ساحقاً وماحقاً؟ كنز الحكمة الذي يخبّئه الوزير، هو: لو كان في هذه الخطة مصلحة الجميع، هل كانت تحتاج إلى كل هذه السرّية والكواليس، التي يلعب فيها ألف إبليس، بألف احتيال وتدليس؟ لماذا الإصرار على أن يكون أصحاب الشأن هم آخر من يعلم؟لمثل ها المشهد قال المتنبي:«ويلُمّها خطةً، ويلمّ قابلها..لمثلها خُلق المهريّة القودُ». بلغنا أيضاً أن ترامب خبّأ هذه «المفاجعة الصّارّة» لذكرى الفاجعة العربية، ذكرى النكبة. لا يكفي أن تتكالب علينا ذئاب الجور العالمي، بل وتضاعف التنكيل والإيلام بانتقاء الساعة الصاعقة، التي تكون ملحاً على جرح. قد لا يكون الأمر سوى فن في الحبكة الدرامية، مثل شنق صدّام في عيد الأضحى. المقام يحدّد حجم الجرعة الإخراجية: «على أهل العزم تأتي العزائم». لزوم ما يلزم: النتيجة الضحذقنيّة:جدول الأعمال مزحوم، عدا يوم ذكرى النكبة، لهذا اختير لإعلان صفاقة القرن. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :