تصاعدت الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس، بين قوات الجيش الليبي التي أطلقت عملية «طوفان الكرامة» لتحرير العاصمة من أيدي الميليشيا الإرهابية، وقوات تدعمها حكومة الوفاق برئاسة فايز السرّاج، حيث سيطر الجيش الليبي على معسكر اليرموك، الذي يعد من أكبر المعسكرات في العاصمة الليبية. وتعرّض مطار معيتيقة لقصف جوي علّق عملياته مع ارتفاع حصيلة القتلى مع موجة نزوح، وسط دعوات دولية للتهدئة، بينما عارضت روسيا بياناً رئاسياً لمجلس الأمن حض على وقف تقدم الجيش الليبي، داعية إلى أن تكون صياغته متوازنة. وزاد عدد القتلى والنازحين في ليبيا، أمس، في وقت يسعى الجيش الليبي للوصول إلى العاصمة طرابلس، في ظل مناشدات دولية من أجل التوصل إلى هدنة.a وقال الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، إن 19 من جنوده قتلوا خلال الأيام الأخيرة مع زحف الجيش باتجاه طرابلس. قتلى وأعلن ناطق باسم وزارة الصحة في طرابلس أن القتال أسفر عن مقتل 35 شخصاً، بينهم مقاتلون ومدنيون. وأفادت الأمم المتحدة أن 2800 شخص نزحوا بسبب الاشتباكات. وأضافت في بيان «تواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى هدنة إنسانية مؤقتة للسماح بتقديم خدمات الطوارئ وتوفير ممر لخروج المدنيين طواعية». وقال مطار معيتيقة، الواقع في إحدى ضواحي طرابلس الشرقية، إنه تعرض للقصف وأكد أحد السكان القصف. ونفذ الجيش الوطني ضربات جوية على جنوبي طرابلس فيما يسعى للتقدم صوب وسط المدينة من ناحية المطار. وعلّقت سلطات الملاحة حركة النقل الجوي في المطار الوحيد الذي يعمل في طرابلس. وقال مصدر أمني في المطار الغارة استهدفت مدرجاً، من دون أن تؤدي إلى وقوع ضحايا. سيطرة وأعلن الجيش بسط سيطرته الكاملة على معسكر اليرموك، الذي يعد من أكبر المعسكرات في العاصمة. وبينما أعلن الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي أحمد المسماري أن «قطر وتركيا أرسلتا أسلحة وذخائر لجماعات إرهابية في طرابلس»، قالت مصادر عسكرية إنها تحصلت على معطيات مؤكدة حول وجود خبراء قطريين وإيرانيين وأتراك في مدينة مصراتة، يعملون من خلال غرفة عمليات بالقرب من مقر الكلية الجوية، على دعم الجماعات الإرهابية والميليشيا الخارجة عن القانون في محاولتها التصدي لـ«طوفان الكرامة». وقال المسماري، إن مطار طرابلس تحت سيطرة الجيش الوطني، وبأن معركة «طوفان الكرامة» تسير وفق الخطة الموضوعة. وأضاف خلال مؤتمر صحفي أن «ضرباتنا على مطار معيتيقة لا تستهدف وقف الطيران المدني هناك بل استهدفنا طائرتين بعملية دقيقة»، مشيراً إلى أن الميليشيات «لديها طائرة في مطار معيتيقة تحاول نقلها إلى مصراتة» مشدداً أن القصف جاء لإحباط مخطط لنقل إرهابيين من تركيا إلى طرابلس. وأضاف إن الجيش يلتزم القرارات الأممية ضد الحرب على الإرهاب، والمعارك التي يخوضها ضد الميليشيات الإرهابية في طرابلس لتخليص المدنيين من شر الجماعات العسكرية، ونستهدف بالأساس تنظيم القاعدة الإرهابي، مؤكداً أن جماعة الإخوان وتنظيم أنصار الشريعة الإرهابي تحالفا لقتال الجيش الليبي في طرابلس. واتهم المسماري باسم الجيش الليبي قيادات إرهابية ببيع أرشيف المخابرات الليبية إلى قطر، ومنهم مصطفى نوح، والإرهابي عبدالحكيم بلحاج كاشفاً عن أسماء إرهابيين ليبيين يستخدمهم الرئيس التركي أردوغان لزعزعة أمن ليبيا، وتولي بعض الإرهابيين ملف علاج جرحى تنظيم داعش الإرهابي في مستشفيات تركيا. تدخّل أممي في هذه الأجواء، أفادت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن مبعوث المنظمة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة التقى بالسراج في مكتبه في طرابلس أمس، وناقش معه سبل المساعدة التي يمكن أن تقدمها المنظمة «خلال هذه المرحلة الصعبة والحرجة». وأعلن علي القطراني، نائب السراج، استقالته بسبب انفراد رئيس المجلس الانتقالي بالقرارات. وقال في بيان، إن سلوك السراج الذي تحركه الميليشيات لن يقود ليبيا إلا إلى مزيد من المعاناة والانشقاق. وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها على الآلاف الذين حوصروا داخل مراكز احتجاز في مناطق القتال في «وضع إنساني يتدهور بسرعة». ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى هدنة والعودة إلى المفاوضات. ودعت الولايات المتحدة، إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في ليبيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيان، إن واشنطن «تشعر بقلق عميق من القتال قرب طرابلس» وتحض على إجراء محادثات لوقف القتال. ودعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، إلى هدنة إنسانية في ليبيا والعودة إلى المفاوضات. وحضت القادة الليبيين على تجنب أي تصعيد عسكري، وقالت «لا بد من تطبيق كامل للهدنة الإنسانية في ليبيا والعودة للمفاوضات». ومنعت روسيا أول من أمس، صدور بيان عن مجلس الأمن يدعو قوات الجيش الليبي لوقف تقدمها إلى طرابلس. وطلب الوفد الروسي في الأمم المتحدة تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي، بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات الجيش الليبي. إلى ذلك، أعلنت الخطوط الجوية الليبية تعليق رحلاتها إلى حين إشعار آخر. تكليف شرعي أكد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، أن الجيش الليبي «أخذ التكليف» بشأن معركة تحرير طرابلس «من البرلمان الشرعي ونوابه»، معتبراً أن الجيش «يطبق الدستور بملاحقة المجموعات المسلحة وطردها من العاصمة». وشدد على أن «الجيش الليبي لم يذهب إلى طرابلس للسيطرة عليها وإنما لطرد المجموعات المسلحة». وأوضح أن الميليشيات في طرابلس نهبت الأموال ورفضت جهود المصالحة، مشيراً إلى أن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج وقع تحت سيطرة الميليشيات في طرابلس.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :