إلى متى يبقى العراق مجرد «حديقة خلفية» لإيران؟!!

  • 4/9/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كما هي العادة تتعامل إيران مع العراق كدولةٍ تابعة لها وتفرض عليها كلَّ السياسات الإيرانية الخارجية والداخلية، ويتضح ذلك في الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى إيران مؤخرا، إذ طالبه المرشد الإيراني «علي خامنئي» بالعمل على طرد القوات الأمريكية من العراق فورا! ونحن نعرف أن وجود القوات الأمريكية أو عدم وجودها هو شأنٌ عراقيٌّ سيادي وليس لإيران أن تتدخل في ذلك. لكن يبدو أن الأمور بدأت تزداد تعقيدا على إيران بعد أن كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن وجود خطة لتصنيف «الحرس الثوري الإيراني» وذراعه «فيلق القدس» على القائمة السوداء بالتنظيمات الإرهابية.. وفي حالة تنفيذ ذلك فإن كل الخبراء وضباط الحرس الثوري، وأيضا قائد فيلق القدس «قاسم سليماني» سيكون وجودهم في العراق محظورًا وتشملهم العقوبات الأمريكية. هناك عبارة قالها «علي خامنئي» أثناء اجتماعه مع عادل عبدالمهدي: «إن الولايات المتحدة تعتبر خطرا على الديمقراطية ومجموعة السياسيين النشطين حاليا في العراق»، وهذا يعني أن «خامنئي» يخشى أن يخسر حلفاءه الطائفيين في العراق سواء في الأحزاب السياسية العراقية الموالية لإيران، أو «الحشد الشعبي» بمليشياته المسلحة التي تعمل لتعزيز النفوذ الإيراني العسكري على الأراضي العراقية. أما العبارة الثانية التي قالها «خامنئي» وتكشف التوجهات المستقبلية في العراق حين قال لعادل عبدالمهدي: «يجب أن تقوم بما يدفع الأمريكيين إلى سحب قواتهم على وجه السرعة، لأن مسار طردهم سيتعرقل كلما أبقوا على حضورهم العسكري لفترة طويلة».. وهذا يعني أن إيران تطلب من الحكومة العراقية أن تسمح لقوات الحشد الشعبي باستهداف القوات الأمريكية والجنود والضباط الأمريكيين العاملين في العراق في خطوة لدفعهم إلى الخروج من العراق مثلما فعلوا في سوريا. إذن المرحلة القادمة في المواجهة عسكريا مع القوات الأمريكية في العراق سينفذها عناصر «الحشد الشعبي» العراقي الموالي لإيران، وخصوصا على الحدود العراقية – السورية التي تحتاج إليها إيران كمعبر لقواتها البرية لدخول سوريا ومن ثَمَّ إلى لبنان وحوض البحر المتوسط.. وخصوصا بعد أن أعطت سوريا مؤخرا عقد تشغيل ميناء اللاذقية لشركة إيرانية، ما أثار استياء (موسكو) التي لا تريد لإيران أن تنافسها في مياه المتوسط.

مشاركة :