انطلقت، مساء الأحد، عروض وفعاليات “ليالي الفيلم السوري”، في صالة “الرينبو” بالعاصمة الأردنية عمّان، وهي التظاهرة التي تنظمها مؤسسة “عبدالحميد شومان” بالتعاون مع “المؤسسة العامة للسينما” السورية، لتقترح على جمهور الأيام أربعة أفلام روائية طويلة تحكي عن سوريا الآن وهنا. عمّان - افتتح قسم السينما في مؤسسة “عبدالحميد شومان” بالعاصمة الأردنية عمّان، الأحد، ليالي الفيلم السوري، بالفيلم الروائي الطويل “أمينة” للمخرج السوري أيمن زيدان في صالة سينما “الرينبو”. وتضم عروض أيام الفيلم السوري، التي تقام بالتعاون مع “المؤسسة العامة للسينما” بدمشق، في سياق سباق برنامج التعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في الوطن العربي والعالم الذي تتبناه مؤسسة “شومان”، أربعة أفلام من أحدث إنتاجات السينما الروائية السورية، وهي، فضلا عن فيلم الافتتاح، “دمشق… حلب” للمخرج باسل الخطيب، “رجل وثلاثة أيام” للمخرج جود سعيد، و”ما ورد” للمخرج أحمد إبراهيم الأحمد. وأكدت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “شومان”، فالنتينا قسيسية، أن هذه العروض تأتي ضمن مهمة التنوير والتثقيف التي تعمل عليها المؤسسة، لافتة إلى أن إشاعة الفن قيمة مهمة، وأن المؤسسة تتصدى لتحقيقها، وتأخذها على محمل الجد. وبشأن هذه الفعالية قال رئيس قسم السينما في “شومان”، الناقد السينمائي عدنان مدانات، إن “تنظيم ليالي الفيلم السوري يأتي ضمن سياسة المؤسسة الهادفة إلى التعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في العالم، سواء عن طريق العروض الأسبوعية المنتظمة، أو عن طريق إقامة الأسابيع السينمائية المتميزة، وهي السياسة التي دأبت المؤسسة على تطبيقها بنجاح منذ عقود”. وأشار مدانات إلى أن الأفلام المختارة في ليالي الفيلم السوري لاقت أصداء كبيرة في الأوساط السينمائية العالمية. ويتناول أيمن زيدان في فيلمه “أمينة”، وهو التجربة السينمائية الروائية الأولى له، وشاركته في كتابة السيناريو سماح القتّال، مكابدات الأم الريفية “أمينة” (أدت دورها نادين خوري) التي تواجه الكثير من المتاعب والأطماع، وهي تعيش صراعا مريرا بسبب مرض ابنها، العاجز عن الحركة والنطق، وكذلك ابنتها التي تصبح محط أنظار أحد المتنفذين، لكنها رفضت أن تهزم، فقاومت الضربات بقوة وتصميم رغم الآلام والمخاطر. وقد أراد المخرج أن يبرز من خلال هذه الشخصية العظيمة، التي واجهت ويلات الحرب في حدود إمكانياتها وقدراتها، أصالة المواطن السوري، وتحديدا المرأة السورية. ويؤدي الأدوار الرئيسية في الفيلم، إلى جانب نادين خوري، لينا حوارنة، وقاسم ملحو ورامز الأسود. ويروي فيلم “دمشق… حلب” للمخرج باسل الخطيب، وسيناريو تليد الخطيب، وتمثيل دريد لحام، وعبدالمنعم عمايري، وسلمى المصري، وصباح جزائري وكندة حنا والعديد من الفنانين الآخرين، بأسلوب الكوميديا الساخرة، والحكي التلقائي، والسرد المفعم بالدهشه، حكاية رحلة افتراضية في حافلة لنقل الركاب بين دمشق وحلب، إبان الأزمة التي تعصف بسوريا، يجتمع فيها مجموعة من الناس مختلفي التوجهات والأعمار والأهواء، يشكلون صيغة ما عن المجتمع السوري بما يحمله من تنوع وتعدد، ويسير الفيلم في مجراه كاشفا عن إيجابيات وسلبيات تصرفات هؤلاء المسافرين. وينشغل فيلم “رجل وثلاثة أيام”، الذي يؤديه محمد الأحمد، ربا الحلبي، لما الحكيم، كرم الشعراني، مصطفى المصطفى، علا سعيد، حسن دوبا وعبدالمنعم عمايري وآخرون، بسؤال فلسفي عميق عن معنى الحياة والموت، ومن هو الحي فينا ومن الميت؟ ويبني حكايته، على فرضية مثيرة للاهتمام مفادها إذا كانت الحياة علنية في تعاملها مع الموت الحقيقي، فإن هذا الأخير يعيد تشكيل حيواتنا من حيث لا ندري، حتى أنه قد يبث الروح فيما نظنه حيّا فينا وحولنا. ويشكّل الفيلم، الذي يمزج بين الكوميديا السوداء والواقعية السحرية، دعوة إلى التفكير الجوهري في الوجود المستمر للموت، من خلال حكاية المخرج المسرحي وممثل الدوبلاج مجد الذي يغرق في الحياة حتى الثمالة، إلى أن يضطر لقضاء 3 أيام مع جثمان ابن خاله بيرم، بعد أن يتعذر عليه نقله إلى بلدته حيث تنتظر العائلة لدفنه، وخلال أيام الإقامة الجبرية هذه له سيكون الموت هو الحقيقة الوحيدة وسط عبثية حيوات أبطال الحكاية، وسيكتشف المشاهد في نهايتها أن من يراهم أحياء في الفيلم هم في الواقع يمثلون حالة موت شخصي متعدد الوجوه. ويجسّد فيلم “ما ورد”، وهو من سيناريو وحوار سامر محمد إسماعيل عن رواية “عندما يقرع الجرس” للكاتب محمود عبدالواحد، وتمثيل رهام عزيز، نورا رحال، عبداللطيف عبدالحميد، رامز الأسود، فادي صبيح وسيم قزق وآخرين، الحياة السورية في خمسينات القرن الماضي وصولا إلى الحاضر، من خلال قصة فتاة قروية جميلة اسمها نوارة تعمل في صناعة منتجات الوردة الشامية، يقع ثلاثة رجال في غرامها، بدءا من الشيخ، ثم المثقف الليبرالي، مرورا بالثوري، بينما يشغفها حب الغريب الذي يتحدث الفرنسية ويعاملها بلطف شديد، فتنخدع به، لتكتشف لاحقا أنه محتال. ويقول مخرج الفيلم أحمد إبراهيم أحمد “كان هدفي تبيان جماليات الوطن السوري، وإظهار مكامن السحر فيه لكي أحسّس من اضطر إلى السفر بقيمة هذا الوطن الجميل، وقد عملنا بجهد لكي نخلق هذا الفضاء البديع، فاستخدمنا الغرافيك والتصوير من الجو لإبراز القرى السورية الخضراء، وجلبنا آلاف الأزهار الطبيعية والصناعية إلى قرية على الحدود السورية اللبنانية”.
مشاركة :