على الرغم من أنَّ عوامل التغير الاجتماعي متعددة وتأثيرها يشمل جوانب الحياة ؛ لكنني لا أومن بتأثير ذلك على الصفات التي يحملها الطيبون فهي نسق سكوني. فما أجمل الطيبة حينما تكون بوضعها الطبيعي دون تصنع أو احتيال لها سرعان ما ينكشف غطاؤها عند من يتقمصها تزيُّفاَ و تملقاً فالمواقف محك لذلك. “الطيبون” يؤثرون بمواقفهم وأفعالهم وممارساتهم ، فهما يتعاملون مع الإنسان بصفته يحمل نفس الخصائص التي يحملونها من منظورهم الراقي.وبما أن السلوك الإنساني غير مقنن كصفة عامة إلا أن خصوصية البراغماتيين تحاول الإضفاء على دورهم في مسرح الحياة كممثلين إيجابيين لواقعهم المصطنع. الصدق وصفاء النية وحسن الخلق وحب الخير عوامل متلازمة تقودها الثقة بالنفس كمفاهيم لفرضيات تم التحقق منها لدور قيم هذه الفئة من البشر. فالنوع واللون والهوية ليست محددات لهذا السلوك المثالي ولكنها جينات تقود التفكير العقلاني للواقع الصحيح في القول والممارسة. ما أجمل القراءة في سيرهم التي سجلها التاريخ ! وما أنقى التعامل معهم في حياتنا اليومية! لست من المتشائمين الذين يرون أن زمن الطيبين قد أصبح من الماضي في ظل حياة مادية تقودها المصلحة المبنية على المنفعة.المخادعون فقط هم من ينسجون تلك الأمثلة ؛ لأنهم يرون أن الاستغفال والخداع والكذب ممارسات ينجح فيها من يجيدها. كثيرا ما كررت كلمة “الطيبين” ؛لأنَّها صفة لفعل اجتماعي قيمي يستحق الثناء ولا يرتبط بحقبة زمنية أو بعداً مكانياً.
مشاركة :