سلط عدد من كبار كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم الثلاثاء، الضوء على العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة في ظل الزيارة التي يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي من المقرر أن يجمعه خلالها، لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.ففي عموده (بدون تردد) بصحيفة (الأخبار)، قال الكاتب محمد بركات "إنه طوال السنوات الماضية منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي وحتى الآن، لم تثبت العلاقات المصرية الأمريكية عند مستوى واحد من قوة العلاقات أو ضعفها، بل كانت وبالتأكيد في حالة متفاوتة من الصعود إلى درجة كبيرة من التوافق والتقارب والود ثم الهبوط إلى درجة ليست بالقليلة من الاختلاف والجفاء والتباعد.. هكذا كان الحال خلال فترة حكم الرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك، وصولا إلى ما بعد 2011 وحتى الرئيس السيسي".وأضاف بركات، في مقاله الذي جاء تحت عنوان (العلاقات المصرية الأمريكية) "وطوال هذه السنوات وبالرغم من وجود هذا التباين في مستوى العلاقات، كان ولا يزال هناك عدد من الحقائق الموضوعية القائمة على أرض الواقع، تضبط وتحدد نظرة كلا الطرفين المصري والأمريكي لهذه العلاقات، في ظل فترات الصعود ونوبات الهبوط".وأشار إلى أن أولى هذه الحقائق هي الإدراك الواعي لدي الطرفين بأهمية وضرورة وجود علاقات قوية ومتينة بين الدولتين في حالات الوفاق، وأيضا الحفاظ على "شعرة معاوية" على الأقل في حالة الجفاء.. لافتا إلى أن ثاني هذه الحقائق، هي وجود رغبة مشتركة بين الدولتين، لأن تصبح هذه العلاقات فعلا وواقعا معبرة عن شراكة استراتيجية حقيقية يتطلع إليها الطرفان، تقوم على أُسس صحيحة تحقق المصالح الاستراتيجية لكل منهما، وأن ثالث هذه الحقائق، أن تكون هذه الشراكة قائمة على أساس الاحترام المتبادل بين الدولتين، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل منهما، وأن تكون تعبيرا واضحا وسليما عن التقدير الأمريكي لدور وثُقل مصر الإقليمي، والتقدير المصري لدور وثُقل الولايات المتحدة كقوة دولية عظمي فاعلة ومؤثرة.وأوضح أنه في هذا الإطار، وفي ضوء المستجدات والتطورات الأخيرة في العلاقات المصرية الأمريكية، نستطيع القول بأنها تشهد حاليا حالة من حالات الصعود والتفاهم المشترك، والرغبة المتبادلة لدعمها والارتقاء بها في كل المجالات السياسية والاقتصادية، والسعي الإيجابي للتنسيق والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين، وهو ما يعطي أهمية كبيرة للزيارة وما ستسفر عنه من نتائج.في نفس السياق، أكد الكاتب خالد ميري، في عموده (نبض السطور) بصحيفة (الأخبار) تحت عنوان (من أفريقيا إلى أمريكا.. مصر تعود لمكانتها)، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ واحدة من أهم جولاته الخارجية، جولة الأيام الستة، بدأت الأحد من غينيا غرب أفريقيا وامتدت أمس إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يعود الرئيس غدا إلى كوت ديفوار، ومنها إلى السنغال.وأضاف ميري أن الجولة شملت أمريكا القوة الأعظم في عالمنا الحاضر وثلاث دول أفريقية مهمة غرب قارتنا السمراء، لتؤكد أن مصر استعادت كامل مكانتها وريادتها أفريقيا وإقليميا، وأنها تسير بخطوات واثقة سريعة إلى المستقبل الذي يستحقه هذا الشعب العظيم.وأشار إلى أن البداية الناجحة للزيارة المهمة من غرب أفريقيا، أكدت أن مصر لم تتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي بعد غياب 25 عامًا فقط، لكنها استعادت كامل مكانتها وريادتها في قارتها السمراء، والأشقاء الذين يقدرون زعيم مصر ويحترمونه يثقون أنه قادر علي قيادة قارتنا إلى التنمية المستدامة وإنهاء النزاعات والاندماج الاقتصادي، لتحصل قارتنا السمراء وشعوبها على حقوقهم التي طالما تم إهدارها منذ سنوات الاحتلال الطويل وحتى الآن.ولفت إلى أن الترحيب الكبير بزعيم مصر في غينيا، والاستعدادات الكبيرة لاستقباله والترحيب به في كوت ديفوار والسنغال أيضا، يؤكد أن قارتنا تضع آمالها في السيسي ليقودها مع أشقائه من الرؤساء الأفارقة إلى المستقبل الذي نستحقه جميعًا.وأوضح ميري أن العلاقات المصرية الأمريكية منذ وصول الرئيسين السيسي وترامب إلى الحكم عادت أقوى مما كانت لتشهد فترة ازدهار وتعاون غير مسبوق، وهو ما عبر عنه ترامب في التويتة الشهيرة التي كتبها بعد أول زيارة لزعيم مصر إلى البيت الأبيض قبل عامين، حيث كتب "إنه لشرف كبير أن أرحب بالرئيس السيسي في البيت الأبيض، ونحن نجدد الشراكة بين البلدين اللذين يجمعهما تاريخ طويل من العلاقات".وأكد أن هناك حرصا كاملا من الزعيمين السيسي وترامب على المضي بالعلاقات قدمًا إلى الأمام بتوثيق التعاون في كل المجالات، ومن المؤكد أن قمة اليوم ستشهد استمرار التشاور حول العلاقات الثنائية وجهود دفعها إلى الأمام بكل قوة، وبحث فرص الاستثمار الأمريكية الجديدة بمصر وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وأيضا استعراض الجهود المصرية الناجحة في مواجهة الإرهاب أمنيًا وسياسيًا وإعلاميًا وتصحيح الخطاب الديني لإغلاق منابع التطرّف، والتأكيد على التنسيق الكامل بين الجانبين في هذا الملف المهم لكلا الشعبين الباحثين عن الأمن والاستقرار كأساس راسخ للانطلاق الاقتصادي والتجاري.واختتم قائلا "إن الزيارة الحالية لزعيم مصر إلى أمريكا ستستكمل الجهد الكبير للزعيمين السيسي وترامب لدفع العلاقات بين البلدين إلي آفاق غير مسبوقة، وهو أمر سيحقق قطعا مصالح وطموحات الشعبين المصري والأمريكي، وسيكون له انعكاساته الإيجابية لعودة الأمن والاستقرار إلى كل دول المنطقة".أما الكاتب مرسى عطا الله وفي عموده (كل يوم) بصحيفة (الأهرام)، فقال "يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته للولايات المتحدة الأمريكية بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما تتعدد وتتباين التقارير والتحليلات حول توقيت الزيارة والقضايا الملحة التي ستفرض نفسها على لقاء الزعيمين".وأضاف، في مقاله بعنوان (أوراق السيسي مع ترامب) - "الحقيقة أنني، مثل كثيرين من المصريين، لست معنيا بما تقوله هذه التقارير والتحليلات فقد علمتنا سوابق الأحداث أن الترتيبات المتعلقة بمثل هذا النوع من الزيارات الرئاسية والقضايا المطروحة على جدول أعمالها غالبا هي أبعد ما تكون عن اجتهادات المحللين والخبراء الذين تغلب على تحليلاتهم استراتيجية الإيحاء والتركيز على قضايا بعينها لخدمة الدوائر التي تنفق ببذخ على مثل هذا النوع من التقارير والتحليلات لخدمة أهداف بعينها.. ما يهمني ويهم كل مصري أن الرئيس السيسي يتجه إلى واشنطن بينما الأحوال في مصر تزداد استقرارا ورسوخا خصوصا على صعيد الحرب ضد الإرهاب وتأمين حياة المصريين ضد العنف والتطرف والفوضى التي كانت قد دهمت البلاد بشدة طوال السنوات العجاف".وأشار إلى أن السيسي يتوجه إلى أمريكا هذه المرة وكل شيء على أرض مصر يسير من حسن إلى أحسن بعد تحديث البنية الأساسية وإنجاز أكبر قدر من الطرق والأنفاق ومحطات توليد الكهرباء بالتوازي مع إعادة الحياة للمصانع المغلقة وتطوير شبكة الري والصرف الزراعي وتشييد مئات الألوف من المساكن لتحل محل العشوائيات القبيحة.ولفت إلى أن رئيس مصر يملك في هذه الزيارة أوراق قوة إضافية في يد المفاوض المصري استنادا إلى نجاح القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ والدور الفاعل للرئيس السيسي كرئيس للاتحاد الأفريقي، فضلا عن اتساع مساحة التأييد للنهج المصري الداعم لخيار السلام والرافض لأي مساس بالحقوق العربية المشروعة، وهو ما أكدته القمة العربية في تونس أخيرا.. ولهذا أعتقد أن هذه الزيارة ستكون نقطة تحول في العلاقات المصرية والأمريكية وأيضًا نقطة تحول في مسار الشرق الأوسط.
مشاركة :