نجح المتظاهرون الجزائريون الذين خرجوا أمس، بعد أكثر من أربع ساعات من المحاولات، في إرغام رجال الشرطة على فتح الطريق أمامهم للوصول إلى البرلمان رافعين الشعارات الرافضة لرئيس الدولة الجديد عبد القادر بن صالح المعين بنص المادة 102 من الدستور. ووصل المتظاهرون إلى البرلمان حاملين شعاراتهم التي تطالب بن صالح بالتنحي وتقديم الاستقالة فوراً. واعتبروا خطابه الذي وصفوه بـ«لغة التجاهل»، بأنه استفزاز لملايين الجزائريين الذين أوصلوا رسالتهم له الجمعة الأخيرة عندما خرجوا يطالبونه بعدم تولي المرحلة الانتقالية. واستخدمت الشرطة الجزائرية غازاً مسيلاً للدموع خلال تظاهرة في الجزائر العاصمة من أجل تفريق آلاف الطلاب الذين كانوا يحتجون على تسمية بن صالح القريب من عبد العزيز بوتفليقة، رئيساً انتقالياً. وهي المرة الأولى منذ سبعة أسابيع التي تستخدم فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة طلاب. وإضافة إلى قنابل الغاز المسيل للدموع استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق الطلاب المتجمعين في ساحة البريد المركزي، مركز كل التظاهرات. رئيس مؤقت ورسّم البرلمان الجزائري بن صالح (77 سنة) رئيساً للدولة لفترة انتقالية مدتها 90 يوماً على أقصى تقدير، كما ينص على ذلك الدستور. ويرفض الجزائريون الذي يتظاهرون بأعداد ضخمة كل يوم جمعة للمطالبة برحيل «النظام» تولي بن صالح رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية كما يرفضون كل وجوه النظام الذي أسسه بوتفليقة. وحتى صحيفة المجاهد الحكومية اقترحت أن يتم إبعاد بن صالح والبحث عن شخصية تحقق التوافق. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها الثلاثاء أن بن صالح «ليس مقبولاً من الحراك الشعبي الذي يطالب برحيله فوراً، ولكن أيضاً مرفوض من المعارضة وجزء من أحزاب الأغلبية في غرفتي البرلمان». وتساءلت الصحيفة ما الذي سيفعله بن صالح في مواجهة الغضب الشعبي. «هل سيأخذ علماً بالمعارضة القوية ويستقيل ويترك المكان لشخصية أخرى أقل إثارة للجدل لقيادة الفترة الانتقالية القصيرة؟»، أو «سيبقى في مكانه باسم احترام الدستور؟». ورفعت التظاهرات الحاشدة التي نظمت الجمعة شعار رفض «الباءات الثلاث»، في إشارة إلى عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس مجلس الوزراء نور الدين بدوي. وقال بن صالح بعد إعلانه رئيساً «فرض علي الواجب الدستوري في هذا الظرف تحمّل مسؤولية ثقيلة»، معرباً عن أمله في «تحقيق الغايات والطموحات التي ينشدها الشعب الجزائري». وتعهد بـ«إعادة الكلمة للشعب في أقرب وقت».طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :