أكد الدكتور نعيم مصلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أن منطقة الساحل الشمالي الغربي تعتمد الزراعة المطرية بشكل كلي، عن طريق حصاد مياه الأمطار بجميع الوسائل الممكنة، حتى توفر احتياجات النباتات النامية من المياه.وأوضح مصلحي أن هذه المنطقة بصفة عامة تتصف بموارد طبيعية محدودة، فمعدلات الأمطار منخفضة وشديدة التباين إلا في بعض المواسم التي تتزايد بها معدلات سقوط الأمطار وقصر الفترات بين الأيام المطيرة كما حدث في موسم 2015/2016 والموسم الحالي 2018/2019. وأضاف: "كنتيجة لزيادة معدلات سقوط الأمطار تزداد الرقعة الزراعية من القمح والشعير وتزدهر وتنمو المراعي الطبيعية في منطقة الساحل الشمالي الغربي بما يوفر مرعى الأغنام البرقي والماعز والأبل".وتابع: "تزداد أيضا إنتاجية كل من التين والزيتون اللذان يعتبران بمثابة المورد الاقتصادي الدائم لكثير من قاطني هذه المنطقة".فيما أكد المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، معرفة تأثير زيادة معدلات سقوط الأمطار على زيادة المساحة المنزرعة من القمح والشعير في منطقة الساحل الشمالي الغربي، وذلك من خلال الاعتماد على بيانات سقوط الأمطار من محطة أرصاد مطروح لموسمي 2017/2018 و2018/2019 بالإضافة إلى وحدة قياس كمية الأمطار بمركز البحوث التطبيقية بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح.وأشار الأمير إلى مقارنة معدلات سقوط الأمطار بين الموسمين المطريين 2017/2018 و2018/2019 والتي تشير إلى بدء موسم الأمطار في 2017/2018 في 3/11/2017 بمعدل سقوط 9،75 مم، وانتهى الموسم في 17/2/2018 بمعل سقوط 3،00 مم.بينما موسم 2018/2019 بدأ في 9/11/2018 بمعدل 2،00 مم، وانتهى في 31/3/2018 بمعدل سقوط 7 مم، وتوقع سقوط أمطار أخرى في هذا الموسم.من ناحيته، أكد الدكتور عبد الصمد عبد الستار، مدير وحدة النظم الجغرافية بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أن معدل سقوط مياه الأمطار وصل في موسم 2017/2018 (مقاسة كارتفاع) إلى 79مم/سنة بينما في موسم 2018/2019 وصل إلى 155،8 مم/سنة، وقد أظهرت وحدة قياس معدل سقوط الأمطار بمركز البحوث التطبيقية أن معدل سقوط الأمطار في الموسم الحالي وصل إلي 173،93 مم/سنة.وأوضح عبد الستار أن معرفة تأثير الزيادة الملحوظة لكل من المعدل الكلي لسقوط الأمطار وقصر الفترة بين الايام المطيرة بموسم 2018/2019 مقارنة بموسم 2017/2018 قد تم تحميل صور القمر الصناعي الاوروبي (سنتنال 2 أ Sentinel 2 A) التي تغطي المنطقة من فوكه شرقا حتي السلوم غربا خلال شهر مارس 2018 ومارس 2019 أي تقريبا نهاية الموسم لتحديد الغطاء النباتي لهذه المنطقة في الموسمين السابق ذكرهما. وقد قمنا بإجراء التراكيب اللونية للحزم الضوئية المكونة لهذه الصور وخاصة التركيبة اللونية الكاذبة (حزمة الاشعة القريبة من الحمراء – حزمة الاشعة الحمراء – حزمة الاشعة الزرقاء) لما لهذه التركيبة من خاصية ممتازة في إظهار الغطاء النباتي باللون الأحمر وتميزه عن الانواع الأخرى من الاغطية الارضية. وكذلك تم إجراء دليل تباين الغطاء النباتي NDVI لتحديد مناطق المراعي ومناطق زرعة الشعير والقمح والمناطق الصخرية والمسطحات المائية. وقد تم الحصول علىالمعلومات التالية:زيادة مساحة الغطاء النباتي في موسم 2018/2019 مقارنة بمساحته موسم 2017/2018 حيث تظهر تركيبة الألوان الكاذبة اتساع الرقعة الحمراء اللون في موسم 2018/2019 عن 2017/2018.كما وأشار " عبدالستار " الى أن مساحة الرقعة الحمراء في موسم 2018/2019 تتباين من منطقة لأخرى حيث وجد أن المنطقة غرب مدينة مرسي مطروح حتي سيدي براني تتميز بزيادة مساحة الغطاء النباتي عن كل من منطقة شرق مدينة مرسي مطروح حتي فوكه شرقا ومنطقة غرب سيدي براني إلى السلوم غربا.
مشاركة :