الحدود المعقولة للتكنولوجيا

  • 4/11/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أوليفر سيلفيان * لطالما كانت الوعود التي أطلقتها شركات التكنولوجيا وادي السيليكون، وغيرها من جميع أنحاء العالم، مرتبطة بتخطي المخاطر والعقبات التي تواجه الإنسانية، ورغم أنه لا وجود للأفكار التي تريد الإضرار بالبشرية في عالم التكنولوجيا اليوم، فإن الطريق الذي يسلكه القطاع بأكمله، سيؤدي في النهاية إلى الإضرار بالبشرية ككل، وسوف يكون كل من ساهم في صعود هذه الكيانات التي تحارب إنسانيتنا من دون قصد، مساهماً في هذا الخراب.كيف لنا أن نهلل للتكنولوجيا والروبوتات، في حين أنها ستفعل ما كنا نفعله نحن البشر؟ مع أنها فاقدة للمشاعر والإنسانية، إضافة إلى أنها ستأخذ وظائفنا التي نعيش بها. لا أدري مالذي حل بنا، أصبحنا نقنع أنفسنا بأن الحلول لجميع مشاكلنا تتلخص في التكنولوجيا الفاقدة أصلاً للإنسانية، فأصبحنا لا نتواصل مع بعضنا بعضاً إلا من خلال التقنيات الحديثة، ولا نتقابل إلا من خلالها عبر تطبيقات الفيديو، وأضحت السيارات ذاتية القيادة الخيار الأمثل والمستقبل الواعد، بعد ما كنا نقود سياراتنا بأنفسنا ونعالج عيوبها بأنفسنا، أما مستقبلاً، فسوف تتكفل الروبوتات بذلك، بداية من صناعتها، وقيادتها، وحتى صيانتها.لا شك في أن العالم واجه خدعة كبيرة لما يمكن للتكنولوجيا أن توصلنا إليه، وكان ذلك حسب رأيي عبر التوسع الكبير في دراسة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الجامعات والمؤسسات التعليمية، في سبيل أن نقلل أعداد الموظفين في المستقبل، ونستبدل الروبوتات بالمعلمين والمحاضرين في الجامعات، أعتقد أننا نصنع ونلمع العدو القادم للإنسانية، كيف لا، ونحن من نطور ونحدّث هذه الأنظمة باستمرار.من المنصف جداً القول إن التكنولوجيا غيرت حياتنا، وأخذتنا إلى آفاق جديدة، ولكن لكل شيء حدود، يجب ألا تتخطاها، وإلا ستنقلب ضد الغرض منها. من يدقق النظر في منصات التواصل الاجتماعي، سيتوصل إلى خلاصة مفادها أن الأخلاق أصبحت في خطر كبير، ليست الأخلاق فحسب، بل إن تلك التوجهات الجديدة أعادت صياغة فلسفتنا للحياة.لقد كانت حياتنا الاجتماعية في السابق رائعة من دون التكنولوجيا، نجتمع كل يوم على مائدة واحدة، كأسرة، مرتين على الأقل، وكانت التواصل الاجتماعي الحقيقي بين الناس مثمراً بشكل ملحوظ مقارنة بما وصلت إليه الأحوال اليوم، وأعتقد أن ما وصلنا إليه اليوم من تطور تقني يعتبر كافياً جداً، ويجب أن نتوقف عن تمجيد هذه التكنولوجيا إلى مدى لا نستطيع بعده التحكم فيها، أو نزعها من حياتنا بسهولة لنستعيد إنسانيتنا التي بدأنا نفقدها الآن، شيئاً فشيئاً. * نيويورك تايمز

مشاركة :